تحقيقات - ملفات

الهمجية الصهيونية والتآمر الاممي تحت اللواء الاميركي  مجزرة 18 نيسان 1996 عيّنة صغيرة من بحر ارهابهم.

 

علي رباح

الدماء لوّنت مركز القوة الدولية في قانا، جنوب لبنان، وتناثرت عليها أشلاء من اللحم والاحشاء، وفي مطعم المركز، سيقان وأذرع، وأطفال بلا رؤوس ورؤوس مسنين بلا أجساد …
فقد أطلقت قوات الكيان الاسرائيلي المحتل قذائفها على اللاجئين الذين هجرتهم من بيوتهم بفعل القصف البربري الذي اعتمدته. قال أحد جنود القوة الدولية:
“الاسرائيليون يعرفون أننا هنا، إن هذا المكان مقر كتيبة دولية منذ ثمانية عشر عاماً، وكانوا يعرفون أننا نأوي 600 لاجئ مدني، والمقر موسوم بوضوح على خرائطهم”
تروي إحدى الناجيات، وهي شهادة من عشرات الشهادات التي تصف الحادث الاجرامي الفظيع، ولكننا وتوخياً للاختصار نقلنا لكم فقط واحدة، علماً ان كل شهادة تفطر القلب وتدميه.
تقول السيدة، وهي من ال “برجي” وعمرها زهاء ال 35 سنة، ما يلي:
“كنت احاول تجميع جثة شقيقي، وزوجي لا أثر له فقد تبعثرت اشلاؤه، ورأيت امي بين السنة النار، اندفعت وحاولت سحبها، لكني لم اتمكن، كانت بلا ذراعين ولم استطع رفعها، في تلك اللحظة رأيت والدي عباس ملقى على الارض من اثنين من اشقائي، حاولت أن انجد زوجة اخي ليلى، لكن وجهها المحترق كان مفصولاً تماماً عن رأسها، لقد اصابتها القذيفة مباشرة، أردت ان ارى ما اذا كان هناك احد غيرهم لكن النيران كانت مشتعلة في ارجاء المكان، وكانت القذائف لا تزال تتساقط”
أستشهد في مجزرة قانا عام 1996، ابان حرب اسرائيل على لبنان، 106 مدني وجرح ما يزيد عن 116، وحاولت اسرائيل رمي المسؤولية على لبنان من خلال الادعاء انها كانت ترد على مصادر نيران المقاومة، ولكن الوقائع كذّبتها، حيث جرى ما يلي:
لم يتوقع الاسرائيليون أن هناك من سيوثق الحادثة بطريق الصدفة، جندي نرويجي، في لحظة بداية الهجوم على مركز القوة الدولية، يقوم بالتصوير. في اللحظات الاولى تبدو طائرة الاستطلاع الاسرائيلية MK تحوم عامودياً حول موقع القوة، ومن ثم تبدأ القذائف بالانهمار وتحصل المجزرة. وأهمية هذا الفيلم أنه يدحض الرواية الاسرائيلية، فهم، الاسرائيليون، يعرفون ماذا يفعلون والطائرة الاستطلاعية بقيت ترسل لهم الصور مباشرة خلال ال 17 دقيقة، مدة الهجوم الغاشم.

التآمر الامريكي_الاممي:

جاءت الاوامر لجنود القوة الدولية، بعد التكلم والتصريح عن الفيلم، وحاولت الامم المتحدة تبني الرواية الاسرائيلية، فالهجوم حصل عن طريق الخطأ في معرض الرد على نيران لبنانية، وهذا التجني الظالم دفع بأحد الجنود التابعين للقوة الدولية، بأن يتواصل سراً مع مراسل صحيفة الاندبندنت “روبرت فسك”، طالباً عدم الكشف عن هويته، وتسليمه نسخة عن الفيلم، قائلاً له:
“سجلت شريط الفيديو قبل أن تأخذه الامم المتحدة، إن الطائرة ظاهرة في الفيلم، لقد اتخذت قراراً شخصياً، عندي ولدان صغيران بعمر الاطفال الذين حملتهم قتلى بين ذراعي في قانا، وهذا من اجلهما”
عندما انتشر الفيلم، وبان الخداع الاسرائيلي، توصلت الامم المتحدة، مرغمةً، الى الاستنتاج القائل بأن المجزرة من المستبعد أن تكون ناجمة عن حصول خطأ.
وكان هذا الاستنتاج طريقة لطيفة للقول بأنها كانت متعمدة!!!؟؟؟ …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى