تحقيقات - ملفات

امريكا تحتجز اموال المودعين واحتياط المال والذهب واموال الدعم …!

هناك الكثير من الوصف والتحليل حول مصير اموال المودعين في لبنان وأكثر من سبب لتبخرهم ، ولكل فريق وجهة ذريعة وسبب لذلك وفق ما تدعوا الحاجة ..
لكن بكل الأحوال أصبحت هذه الأموال بصميم بالبازار السياسي لا الاقتصادي فحسب ! ودخلت بعمق الاستغلال الانتخابي على اكثر من صعيد ومادة دسمة بالتراشق وشد العصب الشعبي لأكثر من فريق لان عدد المودعين يتخطى مئات الاف من اللبنانيين المسجلين بلوائح الشطب الانتخابية ..
فهناك من يقول ان أموالكم طارت بفعل سياسة هذا الفريق وفريق اخر يقول انها لا زالت موجودة لكن عودتها تحتاج الى تغيير سياسي جذري خصوصا باكثرية المجلس النيابي وهذا ما عبر عنه سمير جعجع بصراحة دون تقديم رؤية علمية واضحة لعودة هذه الأموال بل فقط كلام اطلقه اشبه بالتخبيص والهبل السياسي رابطا شرط فوزه كتلته بعشرة نواب مضافين على كتلته الحالية ..
على ان كل ما قيل بهذا السياق عن اموال المودعين اكان التخبيص او غيره من الكلام الذي فيه شيء او جزء من الحقيقة ، بقي الفاعل مجهل حتى الان باحتجاز هذه الأموال ..
والفاعل الحقيقي وفق تسلسل المعطيات والأحداث على مدى ٣ أعوام هو الادارة الامريكية السابقة بالتعاون مع السعودية وفرنسا وغيرها من دول مؤثرة على الساحة اللبنانية ، عبر مخطط دقيق انطلق عقب نتائج الانتخابات النيابية في لبنان عام ٢٠١٨ والتي تزامنت من توقيع المراسيم التطبيقية لصفقة القرن ، ووفق الحدثين برز تطور لدى هذه الدول ان الفريق الذي فاز باكثرية المجلس النيابي بقيادة الحزب ألذي نال ما يقارب ٤٠٠ الف صوت تفضيلي لن يسمح بدخول لبنان بصفقة القرن باي شكل وليس هناك وسائل ضغط كثيرة لإجباره على دخول الصفقة سوى الضغط الاقتصادي الأقصى ..
وعليه كان المخطط بمساعدة وتأمر جهات لبنانية سياسية ومالية مع هذه الدول؟؟ اولا بإجهاض مؤتمر سيدر عبر خلق توترات سياسية غير مبررة داخل حكومةالحريري الاخيرة ، ثانيا عبر توجيه أوامر مباشرة لرياض سلامة بتغطية وتسهيل تحويل اكثر من ٧٠ مليار دولار من اموال المودعين وأرباح المصارف الى الخارج دون ان يمر ذلك بالية الكابيتل كونترول الذي لا يزال معطل بمجلس النواب باوامر خارجية وتواطؤ داخلي ، وأمر اخراج الأموال بدأ فعليا بقرار امريكي مباشر بمنتصف عام ٢٠١٨ وتصاعد عام ٢٠١٩ و٢٠٢٠ حتى ان حجم الاحتياط المالي والذهب لا يعلمه احد سوى سلامة ووزارة الخزانة الامريكية ، التي تتحكم حتى بأموال دعم السلع الاساسية وسعر الصرف وفق المزاج السياسي الذي تريده في لبنان ..
لذلك يمكن الجزم ان اموال المودعين لا تزال موجودة فعليا لكنها محتجزة لدى الادارة الامريكية التي أدخلتها بدفتر شروط سياسية على لبنان تتعلق بوجهه وموقعه السياسي بالمشروع الامريكي بالمنطقة المرتبط بصفقة القرن والتطبيع والحدود البحرية وتوطين اللاجئين ودمج النازحين وامن اسرائيل .. وللحديث تتمة ..
عباس المعلم / كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى