بايلاين تايمز: 6 سنوات من الحرب في اليمن أضرت بالسعودية
لا يزال العديد من اليمنيين يشعرون بالتأثير المدمر للصراع ويعتقدون أن اقتراح السعودية لن يخفف فجأة من مشاكل البلاد- جيتي
نشر موقع “بايلاين تايمز” تقريرا للصحفي “جوناثون فينتون هارفي” قال فيه؛ إن ست سنوات مرت منذ أن قادت السعودية تحالفا عسكريا لمحاربة تمرد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ومع ذلك لم ينتج عن الحرب سوى الدمار الهائل والمعاناة الإنسانية.
وبالتأكيد، بحسب التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، فقد أدرك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي شن الحرب في آذار/ مارس 2015 كوزير للدفاع، أنه خسر الحرب في اليمن.
فقد أصبح الحوثيون أكثر قوة في شمال اليمن، وأصبحت طهران لاعبا خارجيا أقوى، في حين أنفقت الرياض ما يزيد عن 100 مليار دولار واكتسبت فوق ذلك صورة دبلوماسية مشوهة.
والآن، حيث تضغط واشنطن، شريكة السعودية، على ابن سلمان، بعد أن تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء مبيعات الأسلحة “ذات الصلة” إلى الرياض، اضطرت المملكة إلى البحث عن مبادرة سلام.
وتعرض الصفقة التي اقترحتها الرياض على الحوثيين، في 22 آذار/ مارس، وقف إطلاق النار وتخفيف الحصار البري والجوي والبحري على اليمن.
والتقى مبعوثا الأمم المتحدة وأمريكا إلى اليمن، مارتن غريفيث وتيموثي ليندركينغ، بممثلي الحوثيين في سلطنة عمان، بعد الإعلان عن دفع محادثات السلام.
ومع ذلك، لا يزال العديد من اليمنيين يشعرون بالتأثير المدمر للصراع، ويعتقدون أن اقتراح السعودية لن يخفف فجأة من مشاكل البلاد.
أحمد الجوبري هو من بين العديد من الناشطين المقيمين في اليمن الذين حاولوا إبلاغ العالم بمحنة البلاد، وذلك باستخدام تويتر، قال لموقع بايلاين تايمز: “اليمنيون سعداء لسماع أنه يمكن أن تكون هناك خطة سلام أخيرا. لكن الكثير من الناس هنا ما زالوا يخشون من أن السعودية قد لا تلتزم بالاتفاقية”.
وحتى لو انسحبت السعودية وحليفتها الإمارات وإيران من اليمن، فإن الجوبري يحذر من أن البلاد ستكافح من أجل التعافي، وأن هذه الأحداث أثرت عليه وعلى اليمنيين الآخرين.
ويقول: “لقد شاهدت الناس يأكلون أوراق الأشجار من أجل البقاء. هذه الأحداث السيئة لن تذهب بسهولة من ذهني، وأعتقد أنها ستبقى معي بقية حياتي”.
وإضافة إلى تحذير منظمات الإغاثة من اقتراب اليمن من مجاعة واسعة النطاق، فإن فيروس كورونا يطل مرة أخرى برأسه القبيح. لقد انتشر من قبل دون أن يتم اكتشافه، لكنه من المحتمل أن يكون قد قتل الآلاف وأصاب الملايين في الموجة الأولى العام الماضي، في ظل انهيار نظام الرعاية الصحية بعد ست سنوات من الاستهداف المتكرر من الأطراف المتحاربة.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود في 25 آذار/ مارس من تدفق حاد للمرضى ذوي الحالات الحرجة إلى المستشفيات في عدن، العاصمة غير الرسمية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وتقول لاين لوتنز، المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن: “العديد من المرضى الذين نراهم في حالة حرجة بالفعل عند وصولهم.. يحتاج معظم المرضى إلى مستويات عالية جدا من الأكسجين والرعاية الطبية. يحتاج بعض المرضى أيضا إلى تنفس اصطناعي في وحدة العناية المركزة، وهو أمر صعب تقنيا، ويتطلب مستوى عالٍ جدا من الرعاية”.
وعلى الرغم من أن منظمة أطباء بلا حدود شجعت التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة، إلا أن العديد من اليمنيين لا يستطيعون ببساطة الالتفات إلى الوباء، على حد قول أحد عمال الإغاثة في الأمم المتحدة.
وغالبا ما يعيش أولئك الذين لديهم مأوى مع أسرة ممتدة في غرفة واحدة فقط، مع ندرة توفر مياه الأنابيب للبيوت، وغالبا ما يضطرون إلى الاختيار بين شراء الأرز والصابون.
ومع نقص التبرعات الدولية والدول التي لا تفي بتعهداتها السابقة بالمساعدات لليمن، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 1 آذار/ مارس من أن ملايين الأطفال والنساء والرجال اليمنيين يواجهون عقوبة الإعدام نتيجة لذلك.
وشمل ذلك قيام حكومة المملكة المتحدة بتخفيض مساعداتها لليمن بنسبة 50% في شباط/ فبراير.
ويشعر العديد من الأمريكيين اليمنيين، الذين قاموا بحملة لإنهاء دعم واشنطن للحرب، بأنها لن تضمن نهاية دائمة للحرب والأزمة الإنسانية.
ففي المحصلة، ليس من الواضح إلى أي مدى ستنهي أمريكا دعمها العسكري.وقالت جيهان حكيم، رئيسة لجنة التحالف اليمني، لبايلاين تايمز، في إشارة إلى المقترحات السعودية السابقة لليمن التي لم تتحقق؛ “إنها ليست ‘خطة سلام’ جديدة، إنه الاقتراح القديم نفسه، أعيد تعليبه”.
وقالت: “بعد ست سنوات طويلة من المعاناة التي لا يمكن تصورها والحرب والمجاعة وفيروس كورونا، لا يمكن لليمن الانتظار أكثر من ذلك حتى تنتهي هذه الحرب. يجب على إدارة بايدن أن تجعل إنهاء الدعم الأمريكي لأسوأ أزمة إنسانية في العالم من أولويات السياسة الخارجية. إنه واجب أخلاقي أن يتقدم المجتمع الدولي ويدعم اتفاقية سلام تصب في مصلحة الشعب اليمني”.
وقالت عائشة جمعان، رئيسة مؤسسة الإغاثة وإعادة الإعمار اليمنية، لبايلاين تايمز؛ إنه حتى لو أنهت السعودية حملة القصف، فلا يمكن أن تؤخذ جهود السلام على محمل الجد بينما يستمر الحصار الخانق.
وأدى الحصار المفروض على ميناء الحديدة ومطار العاصمة صنعاء إلى قطع السلع التجارية الحيوية والأدوية والوقود، رغم أن السعودية فرضته بحجة منع وصول الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين وحماية أمنها القومي.
وبغض النظر عن دعم إنهاء الحصار، يدعو الجوبري إلى مزيد من الدعم الدولي لحل سلمي، وإلا فإن المبادرات الحالية قد لا تدوم وتسمح لليمن بتحقيق الاستقرار مرة أخرى.
وقال: “أعتقد أن الحل هو دعم الحوار اليمني الداخلي، وأن على أمريكا وكل الدول الغربية دعم هذا الحوار، والتوقف عن تأجيج هذه الحرب”.