تحقيقات - ملفات

صيغة للحسم خلال أيام وبري بدأ مرحلة تفكيك عقدة الثلث المعطّل واشكالية التمثيل الارمني

محمد بلوط-الديار

نصرالله: البلد استنفذت روحه وهناك محاولة جماعية لتذليل باقي العقبات

بعبدا تنتظر التفاصيل والحريري يربط قبول الـ٢٤ بتخلي عون عملياً عن الثلث المعطّل

هل حان الوقت للتخلي عن حرب الحصص والنكايات والرهانات للافراج عن الحكومة أم أن الجولة الجديدة من الجهود والمساعي الناشطة منذ ايام ستبوء بالفشل كسابقاتها؟

المعلومات المتوافرة لـ» الديار» تفيد بأن وتيرة الاتصالات والجهود التي بدأت على وقع مبادرة الرئيس بري الجديدة ارتفعت في اليومين الماضيين وهي مرشحة ان تتكثف باقي هذا الاسبوع سعيا الى تذليل العقبات وحل العقد امام تاليف الحكومة.

وتضيف المعلومات ان البحث سيتوسع في غضون اليومين المقبلين ليطاول تفاصيل الصيغة الجديدة التي يطرحها بري أي صيغة الـ 24 وزيرا والتي يتفق معه جنبلاط عليها وتحظى بدعم حزب الله وتأييد بكركي. وان البحث سيتناول تفاصيل ما يعرف بتوزيع الـ8، 8، 8، خالية من الثلث المعطل لاي طرف.

وتكشف المعلومات ايضا عن ان هذه الصيغة يمكن ان تسهل تجاوز عقدة احتساب وزير الطاشناق الارمني التي شكلت عقدة اساسية في وجه صيغة الـ١٨، وتضيف ان الحديث سيتركز على تسوية تسمية الوزراء الثلاثة المسيحيين الاضافيين على عدد الوزراء في صيغة الـ١٨. بحيث يكون واحد منهم من حصة عون والتيار فتصبح الحصة الاجمالية مع وزير الطاشناق ٧ وزراء يضاف اليهم الوزيران المحسوبان للمردة ووزير أرمني او اقليات من خارج الطاشناق، ووزير مسيحي ربما للحزب القومي والرابع الاضافي وزير الداخلية المسيحي الذي ستكون تسميته محصلة توافق بين عون والحريري.

ووفقاً لمصدر مطلع، فان الاجواء التي رصدت امس بقيت ضبابية بانتظار استكمال الاتصالات والبحث بالتفاصيل، خصوصا ان بعبدا وبيت الوسط لم توصيان بحصول تقدم ملموس.

ويجري الرئيس بري اتصالات ومشاورات بعيدة عن الاضواء الى جانب اللقاءات العلنية التي عقدها ويعقدها مدعوما من حزب الله وبموازاة تنسيق وتعاون مع جنبلاط وبكركي.

نصرالله

والبارز امس كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حفل تأبين الراحل القاضي الشيخ احمد الزين: «اود ان اقول ان الكل يجمع على ان المدخل الذي يساعد ويضع الامور على طريق الحل هو تشكيل الحكومة. لسنا في موقع اليأس وهناك خلال هذه الايام واليوم وغدا وبعد غد جهود جادة وجماعية من اكثر من جهة ورئيس وطرف لتذليل بقية العقبات الحكومية.»
اضاف:» البلد استنفذ وقته وحاله وروحه، وآن الاوان لان نضع كل الامور جانبا ونذهب الى معالجة حقيقية وانهاء المازق الذي نعيشه حاليا.»

وفي الشأن الاقليمي والدولي قال نصرالله « ان محور المقاومة عَبر اسوأ وأخطر مرحلة ، وهو يقابل التهديدات بمزيد من العمل وتراكم القدرات والقوة التي تحسم المستقبل»، واكد « ان الاسرائيلي يهدد بالحرب ويخشى الحرب»، معتبرا «ان اسرائيل اليوم هي في مسار الأفول والنزول وان محور المقاومة في المنطقة في مسار تصاعدي».

ولفت الى ان اولوية الادارة الاميركية اليوم هي الصين وروسيا، وانها لم تحسم خياراتها في المنطقة ولبنان وسوريا، متوجها الى اصدقاء اميركا في المنطقة بالقول « لمن يراهن على الادارة الاميركية في منطقتنا يجب ان يأخذ بعين الاعتبار المستجدات والاولويات الاميركية الجديدة من منطقتنا واذا كنتم تنتظرون الاميركان فالانتظار سيكون طويلا».

وقال السيد نصرالله « ان اميركا تسير نحو الافول وهي في القوس النزولي ومرحلة الهبوط… تعالوا لا ننتظر اميركا والعالم والتطورات الدولية الى حوارات اقليمية وبين دول المنطقة لمعالجة أزماتنا واليوم أحسن من الغد ، وان محور المقاومة جاهز الى حلول وتسويات معينة لنعبر كل المراحل الصعبة.»

حركة بري

وغداة عودته من باريس زار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم امس الرئيس نبيه بري في عين التينة، وكان الطبق الرئيس في اللقاء اجواء العاصمة الفرنسية حول لبنان في ضوء بيان وزير الخارجية جان ايف لودريان الاخير وتلويحه بضغوط وعقوبات على معرقلي تشكيل الحكومة، بالاضافة الى مبادرة رئيس المجلس المتجددة في هذا الشأن والتي تنطلق من تأليف الحكومة من ٢٤ وزيرا خالية من الثلث المعطل.

ونقل اللواء ابراهيم اجواء باريس وتحذيرها من مخاطر التدهور الخطير للوضع اللبناني في غياب الحكومة، معربة عن استيائها من التعطيل المتعمد لمساعي الحلول.

وقالت مصادر عين التينة ان باريس تقدر دور الرئيس بري وجهوده، وان تنظر الى تسريع عملية التأليف، واضافت المصادر ان رئيس المجلس لا يريد ان تكون هذه المرة الدعسة ناقصة، وانه لا يجب التوقف عند العدّ في العملية، مشيرة الى مخاوفه من غرق البلد كما عبر في جلسة مجلس النواب.

كما التقى بري النائب اغوب بقرادونيان وبحث معه ايضا الموضوع الحكومي.

وعلم ان اللواء ابراهيم سيقوم باتصالات وتحركات في اطار هذه المبادرة لا سيما مع قصر بعبدا.

بعبدا وبيت الوسط

ووفقاً للمعلومات التي توافرت للديار فان كلا من الرئيسين عون والحريري ينتظر الآخر، ولا يريد ان يحسم موقفه حول الصيغة العامة المطروحة وفقا لحسابات كل منهما بالنسبة للتفاصيل التي لم تبحث بعد.

فرئيس الجمهورية ما زال على موقفه، مكتفياً بما كان صرح به غير مرة بانه لا يطالب بالثلث المعطل، لكنه يعتبر ان حصة حزب الطاشناك الارمني خارج احتساب حصته والتيار الوطني الحر.

اما الحريري الذي قال اكثر من مصدر انه ابدى مؤخرا مرونة في التخلي عن صيغة الـ١٨، يربط موافقته على صيغة الـ٢٤ بتكريس التفاصيل تأكيد تخلي رئيس الجمهورية عن الثلث المعطل عمليا وليس لفظيا.

وتقول مصادر بعبدا لـ»الديار» ان الامور لم تتوضح حتى الآن بانتظار ان تتبلور الاتصالات وحركة اللواء ابراهيم مجددا على وقع مبادرة الرئيس بري بعد زيارته امس، وقالت المصادر ان لا شيء حتى الآن بانتظار معرفة التصور التفصيلي لهذه المبادرة ، مشيرة الى ان كيفية اعتماد صيغة الـ٢٤ وما يسمى بتوزيع 8، 8 ، 8 لم تطرح ولم تبحث بعد بالتفصيل، وان كل شيء مرهون بنتائج الاتصالات والجهود الجارية.

وفي المقابل قالت مصادر «بيت الوسط» لـ»الديار»، ان ليس لديها اي جديد ولم يطرأ أي تطور يؤشر الى رغبة الرئيس عون في التخلي عن الثلث المعطل.

وحول صيغة الـ٢٤ وقبول الحريري بها اكتفت المصادر بالقول « هل قبل عون بالتخلي عن الثلث المعطل»؟، معتبرة انه تجاهل وتجنب اعطاء رأيه بهذه الصيغة عندما طرحها عليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وفي عين التينة بقي بري متكتما على تفاصيل مبادرته والمستجدات حولها. وقالت مصادر مطلعة لـ»الديار» انه يحرص على تامين ضمانات نجاحها لكي لا يصيبها ما أصاب سابقاتها، ولذلك يفضل استكمال لقاءاته واتصالاته التي بدأها، مع العلم ان جنبلاط هوعلى خط هذه المبادرة من البداية وان بكركي، التي اوفدت الوزير السابق سجعان القزي والمسؤول الاعلامي وايد غياض الى عين التينة اول امس، ترحب وتدعم جهود بري وعلى خط التعاون معه في هذا المجال.

عون ومعركة التدقيق

على صعيد آخر نقل تلفزيون «الجديد» عن الرئيس عون ان معركة التدقيق الجنائي هي بالمرتبة نفسها لمعركة التحرير التي خاضها سابقا ضد المنظومة السياسية في حينه، واضاف ان معركة التدقيق الجنائي هي معركة تحرر وليست حرب تحرير، والتحرر اشد صعوبة من التحرير، ولا يمكن التراجع عن هذه المعركة والتدقيق سيحصل.

واعرب عن خشيته من الخطر المحدق بالبلاد حتى على الكيان، لكنه جدد القول انه سيسلم البلد افضل من الذي استلمه، معربا في الوقت نفسه عن خشيته ان تكون الكلفة مرتفعة جدا وربما الفوضى قبل ذلك.

واستذكر ما كان قاله لعقيلته « يا ريت ورتت بستان جدي وما عملت رئيس جمهورية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى