حلفاء السعودية: سقوط مأرب خلال أيّام
الأخبار- رشيد الحداد
وسط تحذيرات أوساط قبَلية موالية للتحالف السعودي – الإماراتي من سقوط مدينة مأرب خلال أيّام، تهاوى عدد من الحاميات الاستراتيجية شمال غرب المدينة تحت سيطرة قوات صنعاء خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما تمكّن الجيش و»اللجان الشعبية» من نقل المعركة إلى ما بعد مخيّم النازحين في منطقة إيدات الراء التي أصبحت تحت سيطرتهما بشكل شبه كامل، والوصول إلى مناطق متقدّمة شمال غرب مركز المحافظة، على رغم محاولة طائرات «التحالف» إعاقة تقدُّمهم باستهداف جبهات القتال بأكثر من 70 غارة جوية، أدّى البعض منها إلى مقتلة في صفوف قوات جنوبية موالية للرياض في أطراف وادي نخلا. ووفقاً لأكثر من مصدر، فقد دفعت تلك التطوُّرات القوات السعودية إلى سحب 5 عربات مخصَّصة للاتصالات العسكرية والتنصُّت من مدينة مأرب، باتجاه منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة، بعد سحب غرفة العمليات المشتركة من قاعدة «صحن الجنّ» العسكرية قبل أسبوعين.
وأكّدت مصادر ميدانية، لـ»الأخبار»، تَمكُّن قوات صنعاء من نقل المعركة من أطراف منطقة إيدات الراء إلى شرق منطقة السويدا، وذلك بعد محاولة حكومة هادي استغلال الورقة الإنسانية لوقف تحرير المدينة. وأضافت المصادر أن الجيش و»اللجان» استطاعوا السيطرة على الحاميات القبلية والشرقية لجبال الخشب المطلّة على قاعدة «صحن الجنّ» العسكرية التابعة لقوات هادي، وتَقدّموا في محيط جبال الخشب خلال مواجهات أمس، مشيرة إلى انهيار خطوط الدفاع المضادّة في منطقة الصيب والحمم الثلاث ومناطق واسعة قرب جبل الأخشر في أقصى شمال وادي نخلا، واتّجاه المعارك إلى منطقة الصحري. وجاء هذا التقدُّم بعد سيطرة قوات صنعاء على منطقة الدشوش شمال إيدات الراء، واغتنامها عتاداً عسكرياً كبيراً، وتقدُّمها إلى تخوم السويدا. ولفتت إلى أن عدداً من التباب المنخفضة التضاريس صارت تفصل الجيش و»اللجان» عن الأحياء الغربية للمدينة.
التقدُّم الكبير الذي حقّقته قوات صنعاء في جبهات شمال غرب مأرب على مدى الأيام الثلاثة الماضية، أرجعته قيادات مقرَّبة من حكومة هادي إلى انسحاب غير معلن نفّذته ميليشيات حزب «الإصلاح» ردّاً على إقصاء تلك الحكومة من مشاورات مسقط التي جرت بين المبعوثَين الأممي والأميركي من جهة، ووفد صنعاء المفاوض من جهة أخرى، خلال الأيام الماضية. وفي أوّل ردّ قبَلي على حالة الانهيار تلك، اعتبر الشيخ غالب ناصر كعلان، وهو من أبرز مشائخ مأرب الموالين لـ»التحالف»، ما يحدث في المواجهات التي تدور في نطاق سيطرة قبيلته «خيانة»، مُحذّراً من «سقوط المدينة في غضون أيّام». واتّهم بن كعلان، في منشور على حسابه في «فيسبوك» مساء أمس، «إعلام حزب الإصلاح بتضليل الرأي العام، وصُنع انتصارات وهمية بعكس ما يحدث على الواقع»، مؤكداً أن «قوات صنعاء تتقدّم باتجاه مأرب كلّ يوم، والحقيقة أن سقوط المدينة أصبح أمراً مفروغاً منه».
وتزامن تساقُط مواقع قوات هادي شمال غرب المدينة مع تصاعُد الخلافات في أوساط الصفّ الأوّل لتلك القوات، وخروج رئيس أركانها، اللواء صغير بن عزيز، المُقرّب من الإمارات، من مدينة مأرب صوب مدينة سيئون في وادي حضرموت جنوب البلاد، واعتكافه فيها منذ أكثر من أسبوع، فضلاً عن تصاعُد الاتهامات البينية بـ»الخيانة والغدر» على خلفية مقتل قائد «المنطقة العسكرية السادسة»، اللواء أمين الوائلي، فجر السبت، بقذيفة مدفعية في جبهة شمال غرب المدينة، وقيادي آخر محسوب على «الإصلاح» لا يزال مصيره غامضاً.
وتوازياً مع نجاح الجيش و»اللجان» استخبارياً في التوغُّل في أوساط قوات هادي في مأرب، استقبلت صنعاء، خلال اليومين الماضيين، نحو 200 جندي وضابط من المنشقّين من صفوف تلك القوات. وأفادت مصادر عسكرية مطّلعة، «الأخبار»، بأن «المنشقّين الجدد سلّموا مواقعهم في جبهات مأرب بعد التواصُل والتنسيق معهم ومع جهات أخرى تعمل لصالح صنعاء»، مشيرة إلى « توجيه القيادة العسكرية بتأمين التغطية النارية اللازمة لتأمين خروج العائدين بكامل أسلحتهم المستطاع حملها». ورحّب نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزّي، بعودة المنشقّين، داعياً مَن لا يزالون يقاتلون في صفوف « التحالف» إلى «الاستفادة من قرار العفو العام».