عمان – خاص بـ”رأي اليوم”:
يبدو واضحا ان خيار تاجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية بات مطروحا بقوة وينتظر مباركة اميركية قد تصدر خلال الساعات القليلة القادمة بعد ان وصل العاصمة الاميركية واشنطن وفد ثنائي سرا و”في مهمة خاصة” يفترض ان يلتقي اليوم الاثنين مع المكلف بالملفين الفلسطيني والاسرائيلي في الخارجية الاميركية هادي عمر
وكشفت اوساط سياسية وأمنية اردنية تتابع الملف الفلسطيني عن وجود معلومات اولية عن وصول موفدين لواشنطن يفترض انهما وصلا بعلم وموافقة الرئيس محمود عباس لكن لا يوجد معلومات عن طبيعة الزيارة وهدفها مع ان الاردن ومصر يدعمان بقوة خيار “تاجيل الانتخابات” الفلسطينية.
“وقد استغربت جهات اردنية سياسية معنية بالملف الفلسطيني اطلعت على معطيات الزيارة” طبيعة تشكيلة هذا الوفد حيث يمثل الوفد الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقط عبر اصدقاء ابنه ولا يمثل السلطة الفلسطينية بوزارة خارجيتها غير المطلة على وجود الوفد او منظمة التحرير الفلسطينية التي تأكد ان لجنتها التتفيذية وحتى اللجنة المركزية لحركة فتح كلاهما لا علم لهما عن الوفد او المهمة المناطة به.
ويتشكل الوفد من رجلي الاعمال سامر خوري وبشار العزة ووظيفته الرئيسية نقل معلومات للرئيس الفلسطيني عباس بشأن الموقف الاميركي الغامض وغير المعلن تجاه الانتخابات الفلسطينية حيث لم تطالب او ترحب ادارة بايدن علنا باستئناف الديمقراطية عبر الانتخابات التي جرت اخر مرة قبل ١٥ عاما.
ويتم تداول معلومات ان هناك نصائح من محور الاعتدال العربي للسلطة الفلسطينية تحظى بمباركة اميركية بتأجيل هذه الانتخابات وحتى الغاءها لان هناك معطيات ترشح هزيمة وتشتت حركة فتح المسيطرة على السلطة الفلسطينية لصالح حركة حماس.
ويمكن بسهولة تبرير التاجيل بذريعة تفشي جائحة كورنا في الاراضي الفلسطينية او حتى برفض اسرائيل مشاركة مدينة القدس في الانتخابات او اي ذريعة اخرى خاصة فيما بدأت تتسرب معلومات عن استعداد حركة حماس للتماهي مع التأجيل مقابل تقاسم الحكومة المقبلة وتقاسم مقاعد منظمة التحرير والاستعاظة عن الانتخابات التشريعية والرئاسية بعقد مجلس وطني يتم تقاسم مقاعده بين الحركتين ويتيح اشراك حماس في كعكة منظمة التحرير وهي السلطة الاعلى الممثلة للفلسطينيين في الداخل والخارج بعكس المجلس التشريعي الذي يمثل فلسطينيي مناطق ال٦٧ فقط.
وقد تعززت معطيات التأجيل بتصريح صدر منذ ايام عن رجل حماس القوي موسى ابو مرزوق الذي توقع ان فرص عقد الانتخابات الفلسطينية تضاءلت بواقع ٤٠ بالمائة.
وليس مستبعدا ان خشية الرئيس الفلسطيني محمود عباس خسارة الانتخابات الرئاسية لصالح منافسه الاسير مروان البرغوثي المصر على الترشح من وراء القضبان هي حافزه للتأجيل خاصة وان كل استطلاعات الرأي تستبعد فوز عباس ان ترشح مقابل هنية او البرغوثي.
وفي نفس الوقت يدرك الرئيس والقيادة الفلسطينية وفقا لتصريحات اطلقها عضو مركزية فتح حسين الشيخ خلال اجتماع مغلق لكوادر فتح في رام الله ان دول الاتحاد الاوروبي وهي الممول الاول للسلطة الفلسطينية والمصرة على اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية قد تلجأ لقطع مساعداتها للسلطة ان قام بتأجيل الانتخابات بالتالي أعرب الشيخ عن أمل الرئيس الفلسطيني بموقف اميركي مساند له خاصة بعد ان نقلت له عدة اطراف بشكل غير مباشر رغبة اميركية بتأجيل الانتخابات
وسألت مصادر مقربة من الاردن عن التفاصيل الذي يتضمنها حديث القيادي الشيخ في تلك المشاورات المغلقة.
وبين مطارق رغبة قادة كبار في حركة فتح المضي بالانتخابات ووجود توافق فصائلي على ذلك والتهديدات الاوروبية بوقف تمويل السلطة لحين اجراء الانتخابات وسندان الموقف الاميركي الغامض او غير المبالي يسعى وفد عباس في واشنطن للحصول على دعم اميركي معلن في حال اتخذ قرار تأجيل الانتخابات بما يتيح استمرار قيادة عباس كرئيس للسلطة ورئيس لحركة فتح ورئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
وليس واضحا ان كان وفد عباس الشخصي والخاص سيحصل على ضمانات اميركية بتعديل الموقف الاوروبي او موازنته في ظل انشغال الادارة الاميركية بملفات اخرى بل وتجنبها تناول الشأن الفلسطيني او حتى اجراء اتصال بروتكولي بين الرئيس الاميركي ونظيره الفلسطيني.
لكن الاكيد ان ادارة بايدن لا ترغب ان ترى أسيرا فلسطينيا رئيسا للشعب الفلسطيني وربما قد تتغاضى مقابل مصالحها عن استمرار غياب الديمقراطية عن الاراضي الفلسطينية لعقد اخر وعمليا هذه سياسة اميركية معروفة.