اتصالات جدّية بين فرنسا والسعودية… هل تتشكّل الحكومة؟
ايناس كريمة -لبنان24
تتبدّل الاجواء الحكومية في لبنان كالبورصة بين يوم وآخر من ايجابية وتفاؤل الى سلبية وتشاؤم وما بينهما من تحريك للمبادرات أو تجميدها. كل ذلك يحصل في ظل معاناة اللبنانيين من أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة لم يشهد لها لبنان من مثيل. لكن الأيام الماضية أضاءت على الكثير من الاحاديث حول جهود حثيثة تُبذل من أجل الوصول الى تشكيل سريع لحكومة الانقاذ.
هذه الجهود لا تبدو محصورة برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بدأ ما يشبه المبادرة السياسية الحكومية، بل ان الفرنسيين يتحرّكون أيضاً بشكل جدّي في إطار إنقاذ الواقع اللبناني نظرا لاهتمامهم الدائم بلبنان وبقضاياه، وايضا بسبب التهديدات التي يمكن أن يؤدي اليها التدهور المستمر في الوضع المعيشي والاجتماعي في لبنان على اوروبا عموما وفرنسا خصوصا.
وفي هذا الإطار علم “لبنان 24” بأن الفرنسيين يحاولون الحصول على غطاء إقليمي كامل بهدف تحصين وضعيّتهم وتحسين قدرتهم على إحداث خرق في جدار الأزمة، حيث أنهم وبعد ان استحوذوا على ضوء اخضر اميركي للتحرّك في الساحة اللبنانية، بدأوا يسعون الى تليين الموقف السعودي اللامبالي بالشأن اللبناني وغير الراغب بإعطاء أي غطاء سياسي لحكومة يحصل فيها “حزب الله” وحلفاؤه على الأكثرية.
ومن هُنا يأتي التواصل المستمر العالي المستوى بين الفرنسيين والمملكة العربية السعودية، ولكنّ السؤال الأبرز الذي يطرح ما بين سطور الاتصالات هو، هل ستؤدي هذه المساعي الى تشكيل حكومة ام ان المبادرة الفرنسية تحتاج ايضاً الى جناح ايراني لكي تصبح متكاملة، وهل سيقبل الايرانيون بتسهيل مهمّة الفرنسيين في لبنان في ظلّ التيسيرات الاميركية؟
تعتقد مصادر مطّلعة ان الحديث عن إيجابية جدية في الملف الحكومي لا يمكن أن يكون جادّاً قبل لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري بوليّ العهد محمد بن سلمان في الرياض أو بوزير الخارجية السعودي لأن ذلك سيعطي الحريري دفعاً سياسيا كبيرا يمكّنه من تشكيل حكومة مقبولة من جميع الأطراف اللبنانية لا سيّما وأن ثمة ترطيب يبدو أنه يسود في الأجواء المتشنّجة بين بعبدا والمملكة العربية السعودية