لبنان دخل بداية مرحلة الانفجار المالي والاقتصادي والاجتماعي حزب الله وجّه رسائل ضغط مقصودة للحريري…هل يتلقفها ويشكل حكومة؟
نور نعمة -الديار
لم يعد لبنان في مرحلة الانهيار المالي بل دخل بداية مرحلة الانفجار الاقتصادي والاجتماعي بعد «الخضة» التي شهدها خلال الايام الماضية نتيجة ارتفاع سعر الدولار الى 15000 ليرة لبنانية الامر الذي سرع وتيرة الانهيار، الا انه في الوقت ذاته تمت فرملة مسار الانفجار المالي الى حد ما وذلك بعد قرار فرنسي، اميركي واوروبي الى جانب دور للفاتيكان بمنع الاسترسال بالفوضى التي ستوصل البلد الى الانفجار الكبير. ذلك ان انعدام الاستقرار السياسي والفراغ الحكومي الذي فاقم الازمة المالية والمعيشية كان من الواضح انهما سيؤديان الى انفجار الشارع غضبا وعودة المظاهرات والاحتجاجات بما ان المواطن اللبناني يعيش مرارة ايام قاسية عليه على كل الاصعدة الى ان وصل الى وضع لم يعد يحتمل ولم يعد الصمت مقبولا امام ممارسات السلطة السيئة وانانية المسؤولين اللبنانيين ولامبالاتهم تجاه وجع وانين الشعب.
وحول اللقاء المرتقب يوم الاثنين بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فالايجابية شكلية حتى اللحظة والجميع يترقب اذا كانت ستعلن مراسيم الحكومة ام سيظل التعطيل الحكومي سيد الموقف.
اما البادرة الايجابية الوحيدة وفقا لاوساط سياسية مطلعة كانت في الرسائل التي وجهها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الى الرئيس المكلف والتي اتت في اطار الدفع نحو تشكيل الحكومة. خطاب دقيق للسيد حسن نصرالله في يوم الجريح بـ»ميزان الذهب» وكل كلمة في مكانها وبمسؤولية وطنية عالية، هكذا قراته هذه الاوساط السياسية.والملفت ان السيد حسن نصرالله استخدم في كلمته الاخيرة اسلوبا مختلفا عن السابق تجاه الحريري فقد صعد اللهجة لحثه على التسريع في تشكيل الحكومة.
والرسالة الاولى للرئيس الحريري من سماحة السيد حسن نصرالله ان حزب الله يريد حكومة في اسرع وقت مشيرا في الوقت ذاته انه في حال لم يحصل ذلك وفق الصيغة الحكومية المتفق عليها سيعود الحزب للتمسك بحكومة سياسيين.
والرسالة الثانية التي وجهها سماحة السيد حسن نصرالله الى الرئيس المكلف انه في حال اصر الاخير على المراوحة وعلى عدم التأليف ،عندها سيطلب حزب الله تفعيل حكومة تصريف الاعمال.
والرسالة الثالثة نصت على انه في حال لم يسارع الحريري الى تأليف حكومة، سيدعو حزب الله الى مراجعة مدة التكليف فلا يجوز ان تبقى مفتوحة دون اطار زمني علما ان السيد نصرالله يدرك حساسية الطائفة السنية حول هذا الموضوع. ويشار الى ان هذا البند اصرت عليه الشخصيات السنية في اتفاق الطائف على ان تكون المدة مفتوحة لرئيس الوزراء.
اما الرسالة الرابعة هي تناول السيد نصرالله الحرب الاهلية وان الحزب لن يستخدم السلاح لتشكيل حكومة لكنه اراد بهذا الكلام ان يشعرالرئيس المكلف ان الامور تتجه الى الاسوأ وبالتالي عليه ان يحسم امره.
وباختصار، اراد حزب الله القول للرئيس المكلف انه اذا لم يشكل حكومة فالحزب ذاهب الى رزمة خطوات تبدأ باعادة النظر بشكل الحكومة تمر بتفعيل حكومة تصريف الاعمال ولا تنتهي باعادة النظر بمدة التكليف وبالتالي عليه ان يأخذ الرئيس المكلف بالاعتبار ان الشارع سيتحرك. وكل هذه الرسائل المقصودة من حزب الله الى الحريري تصب في خانة الدفع لتشكيل حكومة وانهاء الفراغ المؤسساتي
ماذا تنفع المنصة الاكترونية اذا سفينة لبنان فيها ثقوب ؟
في غضون ذلك، شكل قرار مصرف لبنان باطلاق منصة الكترونية لضبط سعر الصرف ومواجهة ارتفاع الدولار خطوة ايجابية على المدى القصير والذي جاء بعد الاجتماع بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشار رئيس الجمهورية. اما الخطوة المطلوبة والضرورية لوقف النزيف على الصعيد المالي والاقتصادي هي تشكيل حكومة تحمل برنامجا اصلاحيا الى جانب اعادة تدفق الدولار من الخارج الى لبنان. بيد ان الشح في عملة الدولار في لبنان وعدم وضع خطة لاستقطاب المساعدات المالية الخارجية سيكرران ما حصل خلال هذا الاسبوع وسيعود الدولار الى الارتفاع. وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار ان السفينة لا تغرق بسبب المياه المحيطة بها بل بسبب المياه التي تتسرب اليها. واراد من ذلك القول ان طالما سفينة لبنان فيها ثقوب عدة فمصرف لبنان يمكنه التدخل لضبط سعر الصرف ليومين ولكن لاحقا اذا لم تشكل حكومة ولم يتحسن الوضع الاقتصادي عندها سيكون مصرف لبنان عاجزا عن التدخل في ابقاء سعر الدولار متدنيا.
واشار نادر الى ان المطلوب لتحسين وضع الليرة اللبنانية على المدى الطويل هو تشكيل حكومة تتفاوض مع صندوق النقد الدولي وتطبق اصلاحات وتعمل على تدفق الدولار من الخارج الى الداخل اللبناني معتبرا انه دون هذه الخطوات فكل الاجراءات ستكون بمثابة ابرة مورفين. وارتكز سامي نادر على ان مؤشر النمو في لبنان سلبي والعجز في ميزان المدفوعات كبير ومستمر الى جانب انحسار السياحة وانعدام الاستثمار الخارجي في لبنان وبالتالي كل هذه المؤشرات اذا بقيت كما هي فتداعياتها السلبية ستستمر على الوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي.
وحول مطالبة المسؤولين بتدخل مصرف لبنان لضبط سعر الصرف، تساءل الخبير الاقتصادي سامي نادر بأي اموال سيتدخل المصرف المركزي لفعل ذلك؟ هل ستكون من اموال المودعين؟ وهل لدى مصرف لبنان الاحتياطي المطلوب للتدخل؟
اوساط مطلعة للديار: جهات خارجية وراء ارتفاع الدولار
بموازاة ذلك، تحدثت اوساط مطلعة للديار بأن الامور انكشفت وتبين ان جهات خارجية بالتنسيق مع اطراف لبنانية تدخلت بشكل سلبي في لبنان لتوجيه رسائل سياسية واقليمية عبر تلاعبها بالسوق السوداء مفادها احداث خلل امني. وتابعت ان هبوط الدولار من 15000 ل.ل الى 10500 ل.ل في غضون يومين يؤكد ان ما حصل خلال الاسبوع الماضي هو قرارات سياسية عملت على احداث توتر على الساحة اللبنانية.
الحزب التقدمي الاشتراكي :لا بد من تسوية بين عون والحريري
من جهته،قال امين السر في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر للديار ان النائب وليد جنبلاط شدد على ضرورة حصول تسوية بين الرئيسين عون والحريري كما على كل الاطراف السياسية تقديم خطوات ايجابية باتجــاه عملية تاليف الحكومة مشيرا الى ان جنبلاط يرى ان عدد الحقائب تفاصيل امام المشكلة التي تحصل في البلد.
وتابع ناصر ان لا شك ان الوضع السياسي يؤثر على الدولار وعندما يحتدم الصراع بين الافرقاء السياسيين يرتفع سعر الدولار وعندما يحصل استقرار سياسي يتراجع الدولار اضافة الى ان التجار تلاعبوا ايضا بالسعر في السوق السوداء. ولفت امين السر في الحزب التقدمي الاشتراكي ان كل شيء مرتبط باجتماع الاثنين والمطلوب ان يكون ايجابيا يؤدي الى تسوية تنتج حكومة قادرة على استقطاب المساعدة من الخارج ضمن برنامج اصلاحي. وشدد ان هذا الطريق الوحيد لاخراج لبنان من ازمته عبر تشكيل حكومة مهمة.
القوات اللبنانية:مشروعنا الدولة وعلى المعارضة ان تتوحد
ردا على سؤال حول القاء اللوم والمسؤولية من قبل القوات اللبنانية فقط على رئيس الجمهورية على ما يحصل في البلد وليس على الرئيس المكلف ايضا، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار انها اعتبرت ان على الرئيس عون اتخاذ قرار الاستقالة من تلقاء نفسه اذا رأى انه غير قادر على اخراج البلاد من الازمة. واشارت الى ان اولوية القوات اللبنانية هي الانتخابات النيابية وليس الانتخابات الرئاسية.
اما لجهة قول شارل جبور ان اي اعتداء علينا بالسلاح سيواجه بالسلاح،فقد اكدت مصادر القوات ان مشروعها الدولة وهي سلمت سلاحها بكامل قناعتها عند انتهاء الحرب الاهلية. انما جواب جبور جاء على خلفية سؤال اذا كانت القوات تتدرب عسكريا وقد نفى ذلك الا انه اشار ان اي مواطن لبناني بطبيعة الحال لن يسكت على استخدام السلاح ضده وسيتصدى له. واكدت المصادر ان القوات تتمسك بالجيش وسلاحه وامرته.
وحول الخروج من المأزق المالي والاقتصادي والكياني، شددت المصادر في القوات اللبنانية ان على المعارضة ان تتوحد لتحقق ذلك.
التيار الوطني الحر:
قالت مصادر التيار الوطني الحر للديار :»اننا نعيش انفجارا اقتصاديا واجتماعيا ونامل ان لا يحصل انفجار امني لان هناك من يغذيه.» وكشفت ان هناك جهات عملت على رفع سعر الدولار واحداث فوضى داخلية لتعطيل مشروع الرئيس ميشال عون الاصلاحي واحياء الطبقة السياسية القديمة والغاء التدقيق الجنائي وحصول التوطين ودمج النازحين السوريين بالمجتمع اللبناني انما الرئيس عون لن يستسلم ولن يترك لهم المجال بفعل ذلك.
وحول اللقاء الذي حصل منذ يومين بين الرئيسين عون والحريري ، وصفته مصادر الوطني الحر بالايجابي لناحية النقاش المطول في التشكيلة الحكومية والانفتاح على تسهيل الامور في هذا المجال. وكشفت ان الرئيس عون وجه اسئلة كثيرة للرئيس المكلف من بينها اذا كان الثنائي الشيعي قبل باسماء الوزراء الشيعة ورد الاخير بانه لم يحصل على جواب منه.
وردا على سؤال اذا كان العهد سيتنازل عن الثلث الضامن، قالت هذه المصادر ان لا حصة للعهد والوطني الحر ليتنازل عنها بل جل ما يريده العهد ان يلتزم الحريري بوحدة المعايير والدستور والميثاقية. وتابعت قائلة: نحن بانتظار يوم الاثنين لنرى اذا كان الحريري جديا في موضوع تشكيل الحكومة.