صلحٌ فلسطيني..هل نحتفل؟
انتظر رئيس المخابرات المصرية حتى انتهى ممثلو الفصائل من إلقاء كلماتهم.
ثم تقدم نحو المنصة ليصارحهم بالموقف الحرج الذي يواجههم.
قال اللواء عباس كامل: لا تفهموني خطأ، لكن لا بدّ أن تخرجوا من هذا الحوار متفقين.
أضاف مازحاً: سأطلب من رئيس الوزراء إغلاق جميع المعابر الجوية والبرية والبحرية حتى لا تخرجوا قبل اتفاقكم.
إنها فرصة تاريخية، وأمامنا خياران، ننجح أو ننجح.
وكان ذلك في افتتاح جلسة الحوار الفلسطيني بالقاهرة، فبراير/شباط 2021.
اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة، التي استمرّت ليومين من دون تمديد، كانت أقرب إلى الاستكشاف منها إلى وضع النقاط على الحروف.
انتهت الحوارات بإصدار بيانٍ يتضمن جدولَ سيرِ الانتخابات، التي تنعقد مرحلتها التشريعية في مايو/أيار 2021.
أبرز النقاط الخلافية التي تمّ حلّها تشكيل “محكمة قضايا الانتخابات” بالتوافق بين قضاة القدس والضفة المحتلة وقطاع غزة، لتتولّى هذه المحكمة “حصراً دون غيرها من الجهات القضائية متابعة كلّ ما يتعلق بالعملية الانتخابية ونتائجها، والقضايا الشائكة”.
تضمّن بيان القاهرة جملة قرارات رحّب بها كثيرون “كخطوة على طريق إنهاء الانقسام”، فيما رأى آخرون أنها “عموميات لا تناقش تفاصيل الملفات الساخنة المختلَف عليها بين حركتَيْ فتح وحماس”، وأن هناك “ألغاماً قابلة للانفجار في أيّ وقت”.
العموميات أخذتهم بعيداً عن الخلافات الأساسية، وقالوا: نحتاج إلى تجنب الخوض في التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تعرقل العملية.
فهل التفاصيل الخلافية صغيرة فعلاً؟
وهل الاتفاق مرشح للنجاح، والوصول بالسفينة الفلسطينية إلى بر الوحدة والعمل المشترك لأول مرة منذ عشرات السنين؟
“ما تمّ في القاهرة بداية لبناء الثقة بين الأطراف، وهو ما يبشّر بحلّ القضايا الخلافية التي ستكون معالجتها ضمن مهمّات الحكومة التي سيفرزها صندوق الانتخابات، وهي أيضاً مَن سيعالج كلّ ما تبقى من مشكلات في غزة”.
هذه رؤية القيادي الفتحاوي عبدالله عبدالله، الذي يضيف بحسم: هذه الانتخابات ستُحدّد إمّا أن نكون أو لا نكون… هذه المرّة إن أخفقنا فلن يتساهل المحيط الإقليمي معنا، ولذلك يجب أن ينتهي الحصار، ويجب أن نضحّي من أجل هذا الهدف ونمنع حصاراً موازياً على الضفة.
هي المرة الخامسة التي يُعتزم فيها إجراء انتخابات في جميع أنحاء فلسطين في السنوات الخمس عشرة الماضية منذ إجرائها لآخر مرة في عام 2006.
هذا التقرير يستعرض الأوضاع الراهنة التي تعيشها “فتح” و”حماس”، والضغوط التي تجعل من المصالحة الآن “فريضة وطنية”، تنقذ ما تبقى من فلسطين.