ممرات العبور الحيوية في آسيا الوسطى وأهميتها بالنسبة لإيران
الوقت – اليوم، أصبحت ممرات العبور، بما في ذلك السكك الحديدية والبحار والطرق، واحدة من أهم نقاط الاتصال للحكومات لتطوير اقتصادها والتجارة مع بعضها البعض.
بالطبع، كانت طرق التجارة مهمةً لمختلف البلدان منذ القدم. في غضون ذلك، تعدّ منطقة آسيا الوسطى من أهم الطرق التي كانت دائمًا مهمةً للغاية في تجارة وعبور البضائع في الماضي واليوم.
إن الموقع الفريد لشرق وغرب آسيا يشبه ممراً يقع في قلب ضفتي العالم. کما تحظی منطقة آسيا الوسطى، باعتبارها أحد الممرات الإقليمية المهمة في مجال النقل الدولي، بأهمية کبيرة بالنسبة لجمهورية إيران الإسلامية من حيث التجارة الخارجية.
کذلك، تعتبر الممرات الدولية لآسيا الوسطى، والتي هي في الغالب جسور بين شرق آسيا وأوروبا، ذات أهمية قصوى بالنسبة لإيران.
في الواقع، تعدّ جمهورية إيران الإسلامية أكثر الطرق اقتصاداً لعبور البضائع إلى بلدان آسيا الوسطى، بسبب قصر الوصول إلى المياه المفتوحة. وبالتالي، يمكن تلخيص أهم ممرات العبور في آسيا الوسطى في شكل عدة ممرات مهمة، والإشارة إلی أهميتها بالنسبة لإيران.
ممر كاتاي للعبور
تم تدشين هذا الممر في أغسطس من العام الماضي(2020). يتكون ممر كاتاي من قيرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وإيران، وقد تم إنشاؤه كطريق قصير وبديل لإرسال البضائع من موانئ إيران الجنوبية إلى دول آسيا الوسطى.
يمكن أن يكون ممر كاتاي أكثر اقتصاديًا نظرًا لانخفاض التكلفة والمسافة الأقصر لبلدان المنطقة، وخاصةً في مجال البيئة. کما سيؤدي ربط دول آسيا الوسطى بأعالي البحار عبر موانئ الخليج الفارسي وبحر عمان، إلى زيادة كبيرة في عائدات العبور بالنسبة لإيران.
فيما يتعلق بهذا الممر، يرى “بهنام فرامرزيان” رئيس وحدة النقل الدولي وغرفة التجارة الإيرانية: أنه “نظرًا لرغبة أوزبكستان في تنفيذ مشروع eTIR، يمكن تحويل هذا الممر إلى ممر eTIR. وفي هذا الصدد، فإن تعاون السلطات المختصة في الدول الأعضاء في كاتاي، وكذلك المؤسسات الضامنة والمصدرة في اتفاقية النقل الدولي للبضائع، سيلعب دوراً مهماً في استدامة وازدهار التجارة بين الدول الأعضاء”.
ممر الجسر الأرضي الجديد بين آسيا وأوروبا
هذا الممر، المعروف أيضًا باسم طريق العبور بين الشرق والغرب، يمتد من الصين إلى أوروبا ويعبر آسيا الوسطى.
ويتوافق الممر مع طريق الحرير، وينقسم وفق بحر قزوين إلى ثلاثة فروع، الشمالي والوسط والجنوبي. في غضون ذلك، يتصل الفرع الجنوبي بإيران بعد انفصاله عن الطريق المركزي من “تيجين” إلى “سرخس” على الحدود مع تركمانستان. يتجه أحدها جنوباً ويتصل بموانئ الشهيد رجائي والإمام الخميني على شواطئ الخليج الفارسي.
والطريق التالي يتجه من طهران إلى تبريز، ويدخل تركيا في “الرازي”، ويتصل بشبكة الطرق الأوروبية عبر ميناء اسطنبول أو موانئ أخرى في هذا البلد.
الممر الشمالي الجنوبي
يتصل هذا الممر بدول المحيط الهندي والخليج الفارسي وجنوب شرق آسيا، عبر طريق عبور من شمال الدول الاسكندنافية وروسيا وعبر إيران، ويمر جزء كبير من هذا الطريق عبر إيران.
ويحتوي هذا الممر على العديد من التقاطعات مع العديد من الممرات بين آسيا الوسطى وأوروبا، بما في ذلك ترسیکا و اتلید. کما أنه الطريق الأقصر والأرخص والأكثر ملاءمةً لنقل البضائع بين آسيا وأوروبا للتجار وشركات النقل في هاتين القارتين.
وبإمکان التجار نقل بضائعهم بسهولة وأمان من هذا الطريق إلى الخليج الفارسي والمحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا وروسيا والدول الاسكندنافية وشمال ووسط أوروبا.
الممر الآسيوي الواسع الشامل
يُعرف هذا الممر بالخط الآسيوي الواسع الذي يربط معظم دوله، ويمر عبر سنغافورة وماليزيا وتايلاند وميانمار وكمبوديا وفيتنام وميانمار ولاوس، وفرع منه يتصل بالصين.
ومع اكتمال هذا الخط وانضمام بعض الدول مثل بنغلاديش والهند وباكستان وإيران، سيتم توصيل هذا الخط بالشبكة الأوروبية.
وبالمقارنة مع النقل البحري، تتمتع إمكانات هذا الممر بميزة ملحوظة من حيث تقليل وقت النقل بشكل كبير، لكن أنظمة السكك الحديدية في بلدان الطريق مختلفة تمامًا عن بعضها البعض. کما أن هذا الممر مهم للغاية للتجارة والنقل في إيران.
الممر الشمالي والشرقي-الغربي
يهدف هذا الممر في المقام الأول إلى توفير مزيج من النقل من الشرق إلی الغرب بين روسيا والساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، عبر حدود السويد وفنلندا ومنطقة Tomio-Haparanda، والنقل البحري من ميناء نارفيك في النرويج. ويمكن للفروع الفرعية لهذا الممر عبور أراضي جمهورية إيران الإسلامية عبر الممر الشمالي الجنوبي.
من بين الممرات أعلاه، يمر الفرع الجنوبي من الممر البري الجديد بين آسيا وأوروبا والممر الشمالي والجنوبي والممر الممتد على مستوى آسيا عبر إيران، مما يشير إلى أهمية إيران الاستراتيجية في إقامة التواصل العالمي.
الممر الاسكندنافي – الشرق الأقصى(الممر الشمالي الغربي)
يمتد هذا الممر من الشرق الأقصى إلى جبال الأورال ومن هناك إلى سكة حديد سيبيريا. وفي بيرم، يغير اتجاهه إلى الشمال الغربي ويتجه إلى موانئ أرخانجيلسك أو مورمانسك عبر تشايورنا أو سيكتيفكاروندينجا-كاربجوري، أو في الغرب يعبر السكك الحديدية الروسية الفنلندية ويتصل بالموانئ الفنلندية.
سيوفر بناء هذا الممر وصلته بالموانئ الشمالية لروسيا وموانئ بحر البلطيق بفنلندا، فرصةً لبعض المناطق النائية والمقفرة في روسيا لتصدير بضائعها وحمولاتها، والتي تتكون أساسًا من المعادن، عن طريق الوصول إلى السكك الحديدية.
کما أن هذا الممر، وعلى الرغم من عدم عبوره من إيران على المدى الطويل، يمكن أن يكون فعالاً في مجال التجارة بين إيران وأوروبا أيضاً.