صراع الديوك فوق حطام الدولة والعبث بمصير اللبنانيين
من البديهي إعتبار قرار لبنان مخطوفا ومصير شعبه مصادرا ، فبعد اكثر من سنة لا يزال تشكيل الحكومة يدور في حلقة مفرغة بين عناوين الثلث المعطل والقبض على السلطة والمؤامرة المزعومة، فيما المواطن العادي يجد نفسه منسيا على وقع “جهنم الحمرا” الموعودة.
في المعطيات الأخيرة بأن اتصالات تجري من أجل تذليل العقبات الأخيرة وفك العقد الواحدة تلو الأخرى، وهناك من ينقل عن قيادة حزب الله الرغبة بتشكيل الحكومة وانتشال لبنان من حال المراوحة القاتلة، إذ ليس من مصلحة احد اهتراء الوضع على هذا النحو وليس من سبيل لتسجيل مكاسب امام صعوبة الواقع الراهن ، وتنقل مصادر متابعة بأن الاجواء إيجابية و المسألة تحتاج لبعض الوقت فقط.
على أن المواطن العادي الملدوغ من جحر مرات ليس بوارد التماهي مع ضخ الايجابية ، فيما الوضع على حاله واستهلاك الوقت يتم على حساب اذلاله يوميا أمام الطوابير للحصول على أدنى متطلبات المعيشة ، في حين من المؤكد اعتماد أصحاب القرار سياسة الهروب إلى الأمام ورفع المسؤولية عن كاهلهم ،ولعل هذه اكثر المصائب. فبداية العلاج الاعتراف بأن الدولة باتت حطاما و لا يجوز المماطلة و التسويف اكثر من ذلك.
عقب اعتذار الرئيس الحريري عن تكليف دام 9 أشهر وإثر تكليف الرئيس ميقاتي “اكتشف” التيار الوطني الحر وجود “مؤامرة متعددة الوجوه لاضعاف رئيس الجمهورية و ضرب تياره السياسي تمهيدا للانقضاض على المقاومة” ، غير ان هذه السردية لا تتلائم مع الصورة الراهنة القاتمة وترك الأحوال تتدهور في لبنان فيما المطلوب بعض التواضع السياسي وتشكيل حكومة قادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفق مراقبين ، فان “التيار الوطني الحر” يخوض معركته الأخيرة في نهاية عهد عون والقائمة على تحصيل ما يعتبره حقا مكتسبا داخل التركيبة السياسية بما في ذلك الثلث المعطل ، فعليه ليس من مناص في ممارسة صراع الديوك وعدم التراجع عنها ولو أدى ذلك إلى الانفجار الكبير كونه سيفتح الباب حكما نحو عقد مؤتمر تأسيس جديد أو تعديلات دستورية وفي حالتين سيقدم نفسه جبران باسيل منتصرا ويحاول صرف ذلك في الاستحقاق الانتخابي.