صرخة مواطن..
–د.عمران زهوي | كاتب وباحث سياسي
لم يكن يكفي لبنان واللبنانيين (مقيمين ومغتربين) سرقة أموالهم جهاراً مع سابق تخطيط ودراية وتنفيذ، وانهيار العملة والتي فقدت حوالي 90% من قيمتها الشرائية بفضل حاكم المصرف وجمعية المصارف والصرافين الذين يعتاشون على دماء الشعب، والبطالة المستفحلة على كل الصعد والمهن والمصانع والشركات وغيرهم من مصدر دخل او انتاج يسد فيه اللبناني جوع عياله، بفضل القرارات الخاطئة لسلة دعم لم تكن للمواطن الفقير، بل لأزلام السلطة من تجار ومهربين، وزد عليهم النازحين واللاجئين،و الى فقدان الأدوية وحليب الأطفال بفضل سماسرة الدواء من صيادلة ومستودعات، ودعم فاق المليار يستفيد منه فقط 50 مستثمر في هذا القطاع، والحاجات المنزلية من طعام وخلافه، وغلاء الرغيف بفضل الدعم الخاطئ وعدم الوقوف امام كارتيل الافران والسبب معروف.
وارتفاع اسعار المحروقات بسبب الكارتيل النفطي والسرقات، وندرة الطاقة الكهربائية (ام الكوارث التي كان لها الحصة الأكبر من الدين والفساد)، ووضع رأس المواطن تحت مقصلة مافيا المولدات ( التي نظمت قطاعها وزارة الاقتصاد، وكان الاجدى ان تجد حلاً لأزمة الكهرباء والذي لا يكلف اكثر من 1.6 مليار دولار ).
وجائحة كورونا وما يعتري هذا الملف من محسوبيات وهدر على صعيد اللقاح وجشع المستشفيات الخاصة، الى كارثة أنفجار المرفأ وتداعياته من حقوق وتحقيق طارت كما كل الملفات.
حتى اطل السيستم بأركانه على الشعب بخلافات شخصية وتحاصص ومشادات وبيانات واستقواء بالخارج وتقاذف تهم، وكأنهم يعيشون في دولة اخرى اذ لا علاقه لهم بكل ما يجري بالوطن والمواطن.
بكيت على سويسرا الشرق وعاصمة الثقافة والإبداع والأدمغة بلد النور والكلمة والعقل والمعرفة، بلد لم يستطع اي محتل ان يبقى على أرضه الا ورحل عنها في توابيت، لأن أهله لا يرضوا الذل والهوان او بقاء مستعمر .
ولكن حكمها السيستم والمصرف والمصارف، حتى تسائلت من اي انواع الوحوش هم؟؟ بأي طينة نتنة جبلوا ؟؟ كيف دفنوا ضمائرهم واخلاقهم، وان كان البعض بينه وبين الضمير والأخلاق عداوة مطلقة، هل هم من صنف البشر ؟ ام هم مجردين من الإنسانية، وحوش ضارية لا ترى سوي جيوبها وارصدتها ونفوذها وحصتها وزبانيتها، غير مبالية لمن يموت جوعاً، او لكيان سرعان ما سيزول بين ثلث معطل واخر خائف من هذه الدولة، او يريد تقديم فرض الولاء لاخرى، وبين احقاد شخصية وسيستم لا يخاف سوى على مكتسباته واخر يراهن على تغيير يأتي من الخارج .!!!
والادهى بدعة الخط الأحمر الذي هو فوق القانون، وتطويع القوانين والقضاة لعدم محاسبة اي منهم.
آآخ يا وطني..كم كنت أتمنى ان لا تزول وان لا تهاجر الادمغة والكفاءات وبعض اصحاب المهن منك..كم كنت احلم بأن ارى مستقبل اولادي فيك ومعهم نرتقى الى مصافي الدول المتقدمة.
كم راهنت على ان ادفن في ربوعك الحبيبة وأرضك الطاهرة، ولكن ليس قبل ان يرحلوا هم ويزجون بالسجون بعد محاسبتهم، وبعد تطهير المؤسسات كافة من زبانيتهم وازلامهم، وتفعيل الرقابة والقوانين والغاء الطائفية لتصبح الكفاءة هي المعيار، لا الطائفة ولا الزعيم ولا الاحزاب.
فيا شعبي، لم يعد لديك سوى الانتفاضة والثورة على كل من سلبك مالك وحياتك ووطنك ومستقبل اولادك، اذا ذهبت الأمور الى الانهيار التام والجوع، فأننا نخشى من الدم والسرقات والتفلت الأمني، في ظل وصول الحد الادنى الى 70$، والعسكري والأمني اصبحغ معاشه لا يتعدى 150$، فهل سيبقى في الحفاظ على الأمن..ام سيكون أول من يثور على المنظومة ؟!!
فهل سيستيقظ المواطن من ثباته وينتفض على الزعماء والسيستم وقلب الطاولة..والا على الكيان السلام..