السعودية تصبح وحيدة أمام الهجمات اليمنية.. دور “عمليات الردع” اليمنية في تغيير المعادلات الميدانية
الوقت- ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، عن سماع دوي انفجارات عنيفة الليلة الماضية في جميع أنحاء العاصمة السعودية، الرياض، حيث شاهد السكان صواريخ يمنية وطائرات بدون طيار تحّلق في السماء السعودية ، وتضرب أهدافها الواحدة تلو الأخرى. وبعد تلك الهجمات التي وصفها الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيى سريع” بأنها “عملية الردع الخامسة” التي نُفذت بصاروخ “ذو الفقار” البالستي وتسع طائرات “صماد 3” بدون طيار، إضافة إلى كشفه استهداف مواقع أخرى في محافظات “أبها وخميس مشيط ” السعودية.
دور “عمليات الردع” اليمنية في تغيير معادلات الحرب
كان دور “عمليات الردع” في تغيير معادلات الحرب لصالح اليمنيين فاعلاً للغاية في الضغط على السعودية لتقليل مستوى الضربات الجوية على مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة حركة “أنصار الله”. حيث كشفت العديد من المصادر الاخبارية أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” قاموا باستهداف المراكز العسكرية والاقتصادية السعودية على مدار العامين الماضيين لزيادة الإنفاق السعودي على استمرار الحرب، فضلاً عن إجبار السعوديين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وعند مراجعة “عمليات الردع” التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” داخل العمق السعودي، يثبت لنا تنوع الأهداف، والعمليات الاستخباراتية الدقيقة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” الذين تمكنوا من ضرب المراكز العسكرية والاقتصادية الحساسة على الأراضي السعودية، وقدرة حركة “أنصار الله” العسكرية من اختراق الدفاعات السعودية. ولقد جرت عملية الردع الأولى في 17 آب 2019؛ عندما استهدفت طائرات مسيرة تابعة للجيش اليمني والجان الشعبية اليمنية حقل “الشيبة” النفطي التابع لشركة أرامكو جنوب شرق السعودية، على بعد حوالي 10 كيلومترات من حدود الإمارات.
وجرت عملية الردع الثانية في 14 أيلول 2019، استهدف خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، منشآت أرامكو النفطية في منطقتي “بقيق وخريص” شرق السعودية بعشر طائرات مسيرة، ما ألحق الضرر بنصف إنتاج النفط السعودي ولقد عانت السعودية من آثار هذه العملية لعدة أشهر، حيث منع “بن سلمان” خلال تلك الفترة من بيع بعض أسهم أرامكو التي يحتاجها لإنقاذ اقتصاد بلاده، وجاءت عمليتا الرادع الثالثة والرابعة في فبراير ويونيو 2020 على التوالي، والتي استهدفت مجددًا أرامكو و أهداف عسكرية واستخباراتية في عمق الأراضي السعودية. ولقد أدى التنفيذ الناجح لعدة جولات من هذه العمليات في الأعماق الاستراتيجية للسعودية ، بالإضافة إلى رفع الروح المعنوية لقوات صنعاء في الحرب، إلى مراجعة تحالف العدوان السعودي استراتيجية الحرب لفهم حقيقة فشلهم خلال السنوات الماضية. وفي هذا السياق، يمكن القول إنه على الرغم من أن صنعاء لديها إمكانية تنفيذ هجمات متكررة في عمق الأراضي السعودية، ولكن على عكس النهج العسكري الذي يتبعه السعوديين في القصف اليومي للمدن اليمنية بسبب يأسهم، فقد وضعت صنعاء كفة الميزان وإدارة الحرب على جدول أعمالها.
أهداف عمليات الردع الخامسة
بالتأكيد، فإن العملية الجديدة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في المركز الرئيسي للسعودية (العاصمة الرياض)، كان مخطط لها بأهداف مهمة واستراتيجية. ولقد شهدت الأسابيع الماضية معارك عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية اليمنية ضد مرتزقة موالين للسعودية وحكومة “منصور هادي” المستقيلة للسيطرة على محافظة مأرب. إن الأهمية الاستراتيجية لتحرير هذه المحافظة كقاعدة أخيرة لوجود القوات التابعة للسعودية في شمال اليمن، تعتبر هزيمة كاملة للعملية العسكرية السعودية على الأراضي اليمنية التي نفذها قبل عدة سنوات وتدمير لخططها التي تم التخطيط لها مسبقًا.
وفي غضون ذلك، يحاول السعوديون بكل الوسائل الحفاظ على سيطرتهم على مأرب، حتى باستخدام القوات الإرهابية للقاعدة وداعش بشكل علني في الحرب ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”. وعليه، يمكن اعتبار الرد على تكثيف الضربات الجوية الثقيلة للسعوديين على مواقع القوات اليمنية أحد دوافع “عملية الردع الخامسة”. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن تحالف العدوان السعودي جمع خلال الايام الماضية عددا كبيرا من العناصر الإرهابية التكفيرية والسلفية من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وقاموا بنقلهم إلى جبهة مأرب. ولفتت تلك التقارير إلى أن هذه القوات الإرهابية قد تدربت في قاعدة عسكرية تسيطر عليها الإمارات في إريتريا لعدة أشهر وتم إرسالها على الفور إلى ساحات القتال في غرب مأرب لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية وأكدت تلك التقارير أن بعض العناصر الإرهابية رفعوا أعلام تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في ساحات القتال.
لكن من ناحية أخرى، دعت الإدارة الأمريكية الجديدة، التي إدعت ظاهريًا إلى أنها تريد إنهاء الحرب في اليمن وألغت الدعم العسكري المستمر للسعودية في الحرب اليمنية، إلى وقف التقدم المشروع لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في محافظة مأرب، دون أن تذكر استمرار الحصار اللاإنساني على اليمن والضربات الجوية السعودية. وفي المقابل، جددت واشنطن التزامها بالدفاع عن الأمن السعودي وفي ظل هذه الظروف، يوجه هجوم الليلة الماضية رسالة مهمة إلى الولايات المتحدة مفادها أن صنعاء لم تنخدع بمناورات البيت الأبيض وأنها قادرة على إجبار السعوديين على الاستسلام، وبهذه الطريقة يجب أن تعلم الرياض أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على فعل أي شيء.
مع ذلك، يمكن التكهن بأن السعودية والولايات المتحدة ستزيدان من ضغوطهما السياسية والعسكرية في الأيام المقبلة لمنع تحرير مأرب. حيث دعا البيت الأبيض، يوم أمس، جماعة “أنصار الله” اليمنية إلى وقف تقدمها فيما لم يتم اتخاذ أي إجراء جاد لوقف الهجمات السعودية على الأراضي اليمنية. لذلك، في مثل هذا الوضع، فقد قالت حركة “أنصار الله” اليمنية التي ترى في تحرير محافظة مأرب خطوة مهمة في إجبار الطرف الآخر على إنهاء العدوان والحصار على اليمن، على لسان “محمد عبد السلام” رئيس الوفد اليمني في المفاوضات السياسية والمتحدث باسم حركة “أنصار الله” ردًا على تصريحات الخارجية الأمريكية: “نريد عملًا سياسيًا بناءً. إن وقف شامل للعدوان ووقف للحصار، يدل على أن نجاح العملية السياسية ولقد أثبتت الأيام والسنوات الماضية أن هجمات العدوان والحصار لن تنجح في تركيع الشعب اليمني”.
وفي الختام يمكن القول إن قرار تحرير مدنية مأرب من قوات الاحتلال السعودية قد تم اتخاذه في العاصمة اليمنية صنعاء وخلال الايام القادمة سوف نشاهد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” يرفعون علم الحرية والعزة في مدينة مأرب اليمنية. إن الانتصارات الاخيرة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الأيام الماضية في العديد من جبهات القتال في محافظة مأرب، دفعت بمن ما زال في نفسه كرامة وغيرة على وطنه وعرضه أن يغادر صفوف العدوان ويلتحق بالصف الوطني ويدافع عن بلده وشعبه.