في خلفيات اعلان نصرالله انتهاء التحقيق بانفجار المرفأ..وما يخفيه الفرنسيون
بولا أسطيح
الكلمة أونلاين
شكل اعلان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء انتهاء التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت ودعوته القضاء اللبناني لاعلان نتائجه صدمة وبخاصة لاهالي الضحايا الذين يبحثون يوميا عما يروي غليلهم من حقائق من دون ان يتمكنوا من الحصول حتى على الفتات.
ويطرح موقف نصرالله اكثر من علامة استفهام حول المقصد والخلفية باعتبار ان الوقائع والمعلومات المتوافرة تؤكد ان المحقق العدلي الذي توقف اصلا لنحو شهرين عن تحقيقات لاسباب شتى وعاود اخيرا نشاطه، لا يزال بعيدا كل البعد عن الوصول الى استنتاجات نهائية خاصة وانه لا يزال منكبا على تحميل مسؤوليات الاهمال والتلكؤ داخليا مترددا في فتح باب التحقيق بالجهة التي استوردت النيترات وامنت بقاءه في المرفأ كما الجهة التي كان يفترض ان تستفيد منه.
وتجيب مصادر مطلعة على موقف حزب الله عند سؤالها عما قصده نصرالله باعلانه انتهاء التحقيقات قائلة:”التحقيق الامني والجنائي انتهى. وهو تحقيق قامت به ٤ جهات على حدة ووصلت الى فيه الى خلاصات. اما الجهات فهي مخابرات الجيش اللبناني، شعبة المعلومات، الfbi والفرنسيين. وقد تبين لكل هؤلاء ان ما حصل في المرفأ حادث وليس عملا ارهابيا. ما يحتم على القاضي اعلان هذه النتيجة قبل مواصلة المسار الثاني من التحقيقات والذي يتوجب ان ينتهي بتحميل المسؤوليات”. وتنبه المصادر من ان “التلكؤ باعلان هذه النتيجة يعني حرمان آلاف المتضررين التعويضات من شركات التأمين التي لا تزال تعول على الاعلان عن عمل ارهابي كان وراء الكارثة ما يحررها من اي مسؤولية ويلقي على الدولة مسؤولية دفع التعويضات”. وتضيف:”ما يحذر منه حزب الله ضغوط قد تكون تمارس من الفرنسيين الذين لم يسلموا حتى الساعة تقريرهم للقاضي صوان او من جهات اخرى كي تتم المماطلة عامين قبل الاعلان عن نتائج التحقيق لانه بذلك تسقط حقوق المتضررين مع مرور الوقت. خاصة وانه بحسب المعلومات هناك ٣ شركات تأمين فرنسية ستتكبد مبالغ ضخمة كما ان احداها قد تفلس في حال قامت بدفع التعويضات اللازمة والتي تقدر ككل بمليار و٢٠٠ مليون دولار، وهو مبلغ ضخم في حال وزع على المتضررين من قبل شركات التأمين لشكل رافعة مالية تحرك عجلة البلد من جديد خاصة وان الاموال التي ستدفع ستكون فريش دولار”.
وكان القاضي صوان بعث هذا الاسبوع بكتاب الى السلطات الفرنسية عبر سفارة بلادها في بيروت، لاستيضاح أسباب تأخر الخبراء الفرنسيين في إيداعه تقريرهم بنتائج عملهم الفني والتقني في المرفأ، والذي من المفترض ان يحسم أسباب الانفجار وما اذا كان ناتج عن عمل ارهابي أو خطأ بشري، خاصة بعدما كان تقرير الfbi وصل منذ اشهر لصوان وبات معروفا انه تحدث عن حادث وليس عن عمل ارهابي.
الا ان مصادر اخرى تعتبر ان دفع نصرالله و”استقتاله” لاعلان ان ما حصل في المرفأ ليس عملا ارهابيا، سببه الرئيسي “محاولة القاء المسؤوليات عنه ونفي اي علاقة لحزب الله بما حصل ودحض الرواية التي تحدثت عن امكانية ان تكون اسرائيل قد استهدفت مخازن سلاح للحزب” لافتة الى انه “ومنذ اليوم الاول للانفجار اسقط نصرالله خيار ان يكون ما حصل اعتداء اسرائيليا علما اننا اعتدنا ان يتهم حزب الله اسرائيل بكل شاردة وواردة في لبنان.. فما عدا ما بدا كي يغيب نصرالله هذه الفرضية بكارثة بهذا الحجم وفي اول اطلالة له بعد الانفجار الا اذا كان يسعى لحرف التحقيق في اتجاهات اخرى كي لا يتقاسم واسرائيل مسؤولية الفاجعة امام اهالي الضحايا واللبنانيين ككل الذين دمرت عاصمتهم”. وتعتبر المصادر ان حتى التردد الفرنسيين بتسليم تقريرهم قد يندرج ايضا في سياق “تمييع التحقيق ولفلفة الموضوع كي لا يتم تحميل اسرائيل التبعات الانسانية والاخلاقية والمالية من دون الحديث عن التبعات الامنية والعسكرية”.
بالمحصلة، وامام هذا المشهد الشديد التعقيد داخليا وخارجيا، وبالرغم من توجه صوان للمس برؤوس كبيرة في الداخل لتحميلها مسؤولية الانفجار، الا ان الحقيقة الكاملة تبدو بعيدة المنال ان لم نقل مستحيلة… ليقتصر طموح اللبنانيين على الحصول على بعض فتاتها كما حصل بجريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري.