بعد ″قمة العلا″..مزيد من الضغط الخليجي على لبنان!
–ديانا غسطين–سفير الشمال
″قمة السلطان قابوس والشيخ صباح″، وكأن الرجلان لا يزالان حتى في غيابهما مستمرين في جهود الجمع بين ابناء الامة الواحدة. فجاءت القمة الخليجية الـ41، والتي عقدت في محافظة العلا السعودية في 05/01/2021، لتترجم هذه التسمية عبر بدء عودة العلاقات بين دول المقاطعة الأربعة (المملكة العربية السعودية، الامارات العربية المتحدة، البحرين، مصر) وقطر.
وفي السياق اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ان ″المصالحة الخليجية التي توّجها بيان العلا تعد انتصارًا لمجلس التعاون الخليجي، وهي عودة العلاقات إلى طبيعتها ما قبل الأزمة من قبل كافة الأطراف″.
الا ان هذه المصالحة والتي قد يراها البعض ضرورية لإعادة لمّ الشمل العربي قد تثير الكثير من التساؤلات والتأويلات لا سيما ان اللافت كان حضور صهر الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، جاريد كوشنير لوقائع القمة وهو المعروف عنه بأنه عراب التطبيع مع العدو الاسرائيلي او ما يعرف بصفقة القرن هذا من جهة. فعلى ما يبدو ترامب اراد من هذه المصالحة زيادة رصيد انجازاته في الشرق الاوسط.
اما عن العلاقات القطرية الايرانية والقطرية التركية، ومصيرها بعد هذه المصالحة، فتشير المعلومات الى ان قطر مستعدة للعمل على رأب الصدع بين أي دولة خليجية وتركيا اذا طُلب منها ذلك. اما فيما يخص ايران فيرى القطريون ان ايران دولة جارة، ودورها مقدّر جداً ابّان الازمة اذ ساهمت في فتح الاجواء لقطر ولكل دولة من دول مجلس التعاون وجهة نظرها في التعامل مع ايران.
الى ذلك، وفي ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية الخليجية، برز موضوع خفض التمثيل الديبلوماسي لكل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة في لبنان. واشارت معلومات الى انه بعد انتهاء خدمات كل من السفيرين حمد الشامسي ووليد البخاري، ستكتفي الدولتين بتعيين قائم بالاعمال لها في بيروت. فماذا في الخفايا؟.
يشير مصدر مطلع على الاوضاع الاقليمية، الى ان هذا الخفض في مستوى التمثيل الديبلوماسي ليس قطعاً للعلاقات انما هو نوع من الضغط على الجانب اللبناني واظهار للامتعاض مما يجري على الساحة اللبنانية الداخلية وهو في الوقت عينه رسالة مفادها انه لا ودائع ولا مساعدات مالية ولا هبات ولا قروض ولا سيّاح في حال كان هناك تمثيل لحزب الله في الحكومة، هذا من جهة. من جهة ثانية يصبّ هذا التخفيض في خانة بأنه لا مفرّ من تطبيع العلاقات مع العدو الاسرائيلي.
وحول ما اذا كانت المصالحة ستوكِل بالملف اللبناني الى الدوحة بدلا من الرياض ودبي، فتشير المعلومات الى ان هذا الامر مستبعد جداً لا سيما وان التبعية الدينية السنية هي للمملكة العربية السعودية، بما تمثل من قيمة دينية للمسلمين ولا يمكن ان تكون لسواها، سواء تدخلت أم ابتعدت عن التفاصيل الداخلية.
اذاً، قمة ″العلا″ اعادت لمّ شمل البيت الخليجي فهل ستشهد الايام المقبلة قمة تعيد تصويب مسار العلاقات بين لبنان ودول الخليج علّه يتنفس اقتصادياً ام ان الحال سيبقى كما هو؟