بعد إطلاق سراحه لم يهدأ إطلاق الرصاص طوال الليل علم الدين لميقاتي وعقيقي: “روحوا استقيلوا أشرفلكن”
شكّل إعلان مديرية التوجيه في الجيش اللبناني عن توقيف نائب المنية السابق عثمان علم الدين مفاجأة لكثيرين. ففي الوقت الذي أثنى فيه البعض على عمل الجيش لجهة توقيف من تسوّل له نفسه إطلاق الرصاص وتعريض حياة الناس للخطر حتى لو كان رجلاً سياسياً، حتى يتساوى الجميع تحت سقف القانون، رأى البعض الآخر أنه لو كان الموقوف من غير طائفة لما استطاع أحد التعرّض له.
وإذا كان توقيف علم الدين جاء بناءً على إشارة القضاء وعلى خلفية ظهوره في فيديو على وسائل التواصل الإجتماعي يطلق فيه الرصاص في مناسبة اجتماعية لأحد المقرّبين إليه، قد أثار غضب العديد من الناشطين من تصرّف شخص كان نائباً عن الأمة، ويجب أن يكون قدوة في احترام القوانين، إلا أن ردة الفعل في المنية مسقط رأس علم الدين والتعاطف الذي لقيه «الحاج عثمان» كما يحلو لأهل المنية وأنصاره مناداته، جعل شعبية الرجل في أوجها، تماماً كما حصل مع النائب السابق خالد الضاهر عندما داهم الجيش منزله في ببنين وصادر أسلحة. لكنّ المؤسف في الأمر بالنسبة إلى علم الدين بأن هذه المداهمة أتت قبل وقت طويل من موعد الإنتخابات، لكنها تؤكد أن المنية السياسية والشعبية واحدة عندما تتعرّض كرامتها لسوء، بحسب ما صرّح علم الدين.
أهالي المنية وأنصار علم الدين هبّوا السبت الفائت إلى قطع كل الطرقات التي تربط المنية بعكار وطرابلس، ومكث العديد من الأشخاص لساعات في سياراتهم بانتظار الفرج، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما كان يحصل في بدايات ثورة 17 تشرين. حالة الغضب العارم في المنية لم يكن باستطاعة النائب الحالي أحمد الخير تجاهلها كثيراً ما اضطرّه إلى إصدار بيان أشار فيه إلى أنه أجرى اتصالاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورفض هذه الإستنسابية في التعامل مع علم الدين.
المناصرون والمدافعون عن علم الدين أكدوا أنهم ضد إطلاق الرصاص، لكنهم رفضوا الإستنسابية. فبحسبهم، لو كان من أطلق الأعيرة النارية شخصاً من منطقة أخرى أو نائباً أو مسؤولاً محسوباً على جهة سياسية معروفة في البلد بالتباهي بالسلاح، لما استطاع أحد أن يتفوّه معه بكلمة. ومع أن علم الدين كان في البداية سيبقى رهن التوقيف إلى حدود الإثنين، إلا أن الضغط السياسي والشعبي المتصاعد أدى إلى إطلاق سراحه مساء السبت، أي بعد ساعات قليلة من توقيفه.
علم الدين، وفي أول تصريح له بعد إطلاق سراحه، استنكر استنسابية القضاء في التعاطي ودعا القاضي فادي عقيقي الى الإستقالة لأنه «ليس نزيهاً في أدائه»، وإذ شكر قيادة الجيش وأهالي المنية وكل من وقف إلى جانبه، كانت تسميته لكل من اللواء أشرف ريفي والدكتور سمير جعجع واضحة عندما قال: «معراب اليوم عطلت عن الشغل وكان عندها شغل واحد اسمو عثمان علم الدين».
كذلك تضمنت كلمته إشارة إلى أن ما حصل معه قد يكون رسالة له على خلفية تحالفه السياسي الأخير لكنه سيبقى ثابتاً في تحالفه. وإلى الرئيس ميقاتي قال: «صحيح إنك اتصلت بس إذا أنت فعلاً بتغار على الموقع السني الأول وعلى الطائفة السنية أشرفلك تروح تستقيل». وهنا علا صوت الرصاص وتصفيق الحاضرين في الداخل والخارج وقد غصت بهم دارة علم الدين في المنية.
وبعيد اطلاق سراحه، لم يهدأ إطلاق الرصاص طوال ليل السبت – الأحد في المنية ما أثار موجة استياء على وسائل التواصل الإجتماعي، واستهجن البعض احتفال أنصار علم الدين الذي أوقف بسبب إطلاق الرصاص، بإطلاق الرصاص مجدداً، بدل العزوف عن هذه الظاهرة غير الحميدة.