تحقيقات - ملفات
ماذا لو كان الامل قريبا والحلم حقيقة؟؟ هل نقاتل اسرائيل ؟
ملهم أبوزامل
خلافا لكل التوقعات التي انتجها المحللون السياسيون، وافرزتها نتائج الانتخابات الاميريكية ..فإن المشهد اليوم في المنطقة يشير الى استعداد دفاعي تقوم به الادارة الاميريكية وحليفتها اسرائيل بعد ورود معلومات مؤكدة لديهم ان محور المقاومة يتجهز فعليا لحرب كبيرة في المنطقة، قد باتت قاب قوسين او ادنى من الوقوع ..
وقد علمت من مصدر غربي مهم ان الحلفاء الرافضون لفكرة انسحاب القوات الاميريكية من المنطقة او تخفيض عديدها واعادة انتشارها ناتج عن تباين في الرؤية واختلاف في وجهات النظر حول كيفية الاستعداد لهذه الحرب.. حيث ترى الادارة الاميريكية ان الحرب ان وقعت فسوف تكون القواعد الاميريكية كلها اهدافا ثابتة لمحور المقاومة مما يزيد من احتمال وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة بين صفوفها وربما اكثر من ذلك وقوعهم اسرى بين ايدي الاعداء وهذا يشكل بحد ذاته عامل ضغط كبير على الادارة الاميريكية ويجعلها في موقف ضعيف امام اعدائها ويلقي بتبعاته على الرئيس الاميريكي الذي لم يسحب القوات من مناطق الصراع برغم علمه المسبق بالتجهيز للحرب من قبل اعدائه. اما الحلفاء فيرون ان القواعد الموجودة في المنطقة يجب ان تعزز وتدعم لتكون مركز انطلاق نحو هجومات مضادة، وكي تكون مراكز لوجستية لقدراتهم الجوية والبرية خلف خطوط العدو، لانه في حال نشوب المعركة وليس لديهم قواعد ومراكز انطلاق فانهم سوف يسعون اثناء المعركة لايجادها، ويستدلون بالنورماندي والدفرسوار امثلة على ذلك.
في حقيقة الامر انا اميل الى هذا التحليل لاسباب عديدة اهمها:
_ التصريحات السياسية في مجلس الامن والامم المتحدة منذ مدة للدكتور بشار الجعفري حول الاصرار على استرجاع كامل الاراضي المغتصبة مهما كلف الامر، ورفض سوريا لاي مشروع تقسيمي واصرارها على وحدة اراضيها .
_التصريحات السياسية ضمن الخطابات واللقاءات لسيد المقاومة حول النية في استرجاع كل شبر ارضي وبحري وجوي من اراضي لبنان مهما طال الزمان على سلبها واغتصابها، وطلبه من رجاله الاستعداد للدخول الى الجليل اذا طلب منهم ذلك، ثم يقينه بالصلاة في المسجد الاقصى في وقت قريب جدا.. واخرها المعلومات التي تفيد بان الحزب صار يمتلك اسلحة دفاعية تحقق له المنعة في البحر والبر والجو..
_المعلومات الروسية المؤكدة عن امتلاك اليمنيين لصواريخ بعيدة المدى من ستة مراحل قادرة على اصابة اهداف بعيدة بدقة لاتمتلكها بعض الدول..
_الضغط الاقتصادي والمعاشي الهائل الذي يعيشه لبنان وسوريا والذي لم يعد ممكنا ايجاد الحلول له يفيد بان الحرب الدامية فقط هي التي تحرر دول محور المقاومة من الموت البطيء جوعا، ومن انهيار التماسك الاجتماعي لدول المحور خلال عشر سنوات من الزمن ..
_تعطل جميع الحلول السياسية التي تنهي الاوضاع الاقتصادية وتعيد الاعمار وتسمح باستعادة الثروات ومصادر الطاقة والطعام، والتي لا يفعّلها الا حرب ضروس تقود الى مفاوضات ترضي المحور المقاوم وتعيد اليه حقوقه في الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني وتجعله يلتفت لاصلاح بناه الداخلية واعادة اعمار مادمرته الحروب..
_ايضا ان محور المقاومة قد تأكد من ان هناك محاولات جدية لاغتيال احد قياداته في لبنان المرعبين لاسرائيل حيث لا يكتفي الرد بالحرص الامني والتدابير الامنية العالية المستوى، خاصة ان دماء الشهيدين ابي مهدي المهندس و سليماني لم تجف والثأر لهما لم يتحقق بعد، وان الردع ولجم الموساد والCIA في هذه الحالة لايتحقق الا بالهجوم الاستباقي وليس انتظار الامر للرد عليه بعد حدوثه لان الخسارة في هذه الحالة اكبر بكثير وبما لايقارن مع الرد مهما كان نوعه وحجمه وتأثيره على العدو.
التصريحات الاخيرة للرئيس الاسد عبر اللقاءات الصحفية تنبئ باستعداد وتجهز عالي المستوى وتوحي بوجود عزيمة واصرار كبيرين جدا على ان المعركة الوجودية مع الكيان السرطاني لابد من وقوعها وبغيرها لن يكون هناك سلام لاحد في المنطقة حيث ان فلسفة الرئيس الاسد تؤمن بان مجاورة الافعى دون قتلها غباء وحمق، وانه لابد ان يموت احد الطرفين ليحيا الاخر في هذه المعادلة، والطرف الذي يجب ان يموت وينتهي هو الطرف الطارئ على نسيج الامة والسرطان الذي ابتليت به.
بعض التقارير الاستخبارية عن تنقلات عسكرية على الجبهتين السورية واللبنانية، وسياسية على الساحة السورية ..وسلاحية ايضا في لبنان، ليست جميعها مغلوطة لكنها مبتورة ولم تصل الى حقيقة مايجري تماما بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي يتخذها الحلفاء في سوريا ولبنان.. وهي تقارير تجمع انها استعدادات مشابهة لاستعدادت الحروب الكبيرة التي تدرس امكانية الهجوم عبر عدة محاور وجبهات في ان واحد في الداخل والخارج وعلى الحدود.
_الهجوم الاسرائيلي الاخير على قواعد عسكرية في دمشق وحولها وبرغم انتظار الصهاينة لرد الحزب على قتل احد عناصره في دمشق ووقوفهم على رجل ونصف لم يمنعهم من القيام بهذه التجربة لجس النبض بالنار كمن يستعجل معرفة الحقيقة التي سمع عنها ولم يعرف تفاصيلها ويريد التأكد منها واستعجالها في زمن يناسبه، حيث تتحشد قواته بجاهزيتها العالية على مسافة من الحدود الشمالية لفلسطين والتي اجرت قبل عدة ايام مناورات هي الاكبر من نوعها لناحية العديد والعدة..
_ان الانتخابات السورية المقبلة والتي في اغلب الظن انها ستكون تحت رقابة دولية لابد لها ان تعزز من الان اسم الفائز بها، ولعل الرئيس الاسد يريد تأكيد الدعم الشعبي له ورفده بحقيقته الوطنية حين يثبت للجميع حتى المشككين بوطنيته وقراره المستقل نتيجة سطوة الاعلام المعادي، انه قائد وطني فذ استطاع حماية دولته عشر سنوات من الارهاب العالمي ومن السقوط بيد اعدائها، وانه شخص يعبر عن حقيقة العربي الذي لايرى في اسرائيل اكثر من غدة سرطانية معادية للعرب والامة، وانه خاض حربا مع اسرائيل وحلفائها واعاد للسوريين اراضيهم التي سلبت منهم منذ عقود خاصة وان التبريرات التي تطلقها القيادة السورية عن الرد في المكان والزمان المناسبين قد باتت ثقيلة على اسماع الشعوب التواقة للمعركة والراغبة برد عظيم يشفي صدرورها، ولا يكون ذلك الا بمعركة تحرير شاملة وكبيرة.
_اخيرا ان بعض فصائل المقاومة الفلسطينية قد تزودت واستعدت لحرب مع الكيان فامتلكت صواريخ نوعية جرب اخرها منذ ايام قليلة حيث قصفت بواحدها تل ابيب.. وهو اعلان للمحور بجهوزيتها التامة.
نترك الايام تحدد تكهناتنا التي تنتجها امالنا التي تطغى احيانا على عقولنا فترسم لنا المشاهد الجميلة التي تبدد واقع البؤس الذي تعيشه نفوسنا التواقة للحرية والرفعة والكرامة.
#كاتب سوري
المصدر: ملهم أبوزامل