انعكاس العقوبات على باسيل «رئاسياً وسياسياً» وتحالفاته المقبلة «التيار» يرسم خطة «ذكية» للتعامل مع القرار والأزمات المتنقلة
ابتسام شديد-الديار
عقوبات واشنطن أصابت باسيل في الصميم لتضيف أزمة من أزمات الفريق المسيحي الأقوى، فباسيل خسر الكثير من نقاط قوته في الأشهر الأخيرة وباتت علاقته متأزمة مع الكثير من الأطراف في الداخل ولم يعد قادراً على انتزاع الحصص كما كان يحصل عند تأليف الحكومات الماضية، على ان الإصابة المباشرة تركزت على مستقبله السياسي وحلمه الرئاسي، فباسيل يتصدر قائمة المرشحين الأقوياء لرئاسة الجمهورية، بالتالي فان قرار الخزانة الأميركية يترك تداعيات على مستقبله الرئاسي إذ لا يعقل ان يكون الرئيس المسيحي في بعبدا «معاقباً» على لوائح واشنطن ومتهماً بالفساد في السلطة وسائر التفاصيل التي أوردها الإجراء.
قد لا يكون للعقوبات تداعيات مالية مباشرة حيث يتردد في الصالونات السياسية ان باسيل كان متحسباً او تم إبلاغه مسبقاً بالقرار، الا ان التداعيات السياسية هي الأقوى لأن المستهدف بالقرار هو صهر رئيس الجمهورية ورئيس اكبر تكتل نيابي مسيحي، وبالتالي، فان العقوبات طالت شخص رئيس التيار الوطني الحر لكنها هزت العهد العوني والجمهور والقاعدة الشعبية لكل من رئيس الجمهورية ورئيس تكتل لبنان القوي، إذ ترك القرار انعكاسات على البيئة العونية التي لا يمكنها ان تكون معادية للغرب والمجتمع الدولي، كما اصاب علاقة تكتل لبنان القوي بنادي رجال الأعمال، فحلفاء التيار وحتى نوابه الذين تحالفوا معه في الانتخابات النيابية لديهم مصالح في الغرب وملزمون فك ارتباطاتهم المالية وما يجمعهم برئيس التيار.
تداعيات القرار تطال كل الأفرقاء فتؤثر على حزب الله بوصف باسيل الحليف المسيحي للمقاومة وتؤثر على تأليف الحكومة، حيث تصبح كل الاحتمالات مفتوحة، إلا ان العقوبات تطال بالدرجة الأولى التيار الوطني الحر لتضاف أزمة جديدة الى مسلسل أزماته، فهو يتصدر قائمة القوى السياسية الأكثر تأثراً بالأحداث منذ «ثورة 17 تشرين»، فالتيار طالته شبهة «كلن يعني كلن» التي رفعتها الانتفاضة الشعبية ضد السياسيين ، وهو كان الطرف الأكثر تشظياً من انفجار مرفأ بيروت الذي دمر منطقة مسيحية لا تزال تعاني التدمير وتداعيات التفجير، حيث وجّه اللوم لفريق العهد والتيار حول أخذ العلم بما يوجد في المرفأ من مواد والتقصير والاهمال الذي اتهم به محسوبون على الفريق المسيحي من الدائرتين الامنية والقضائية.
من دون شك فان قرار الخزانة الأميركية أضاف انتكاسة في مسيرة التيار الذي كان يشكو جمهوره ومؤيدوه من تحميلهم من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين تبعات الانهيارونتائج الحصار الأميركي في الساحة المسيحية، وكان مثار جدل منذ فترة بين الداعين لاعادة ترتيب المسار الجديد للعلاقة مع الحلفاء على ضوء التطورات .
لا ينفي العارفون على ان التيار مربك قيادة وجمهوراً وعلى مفترق خيارات مصيرية بين الخيارات التي يريدها الجمهور المسيحي المتمسك بالعلاقة مع الغرب، ولا يمكن ان ينتقل الى المحور المعادي للولايات المتحدة الأميركية وان يتبنى خيارات لا تشبه البيئة المسيحية وبين الفريق الذي لا يريد الخروج عن ورقة التفاهم مع حزب الله ويعتبر الحزب مكون لبناني له الحق بالتمثيل في الحكومة مثل سائر الأفرقاء، على الأرجح سيكون رئيس تكتل لبنان القوي أكثر تشدداً من قبل بمطالبه ليعود بعد العقوبات أفضل حالاً مما كان عليه قبلها.