تحقيقات - ملفات

موسكو ترفض إقصاء أي قوة سياسية في لبنان

الشرق الأوسط: علي بردى

تمنى المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن يخرج اللبنانيون من الأزمة التي يمر بها بلدهم «في أسرع وقت ممكن»، مشدداً على أنه ينبغي «أخذ كل الأصوات السياسية في الاعتبار»، مع «عدم إقصاء أي قوة سياسية» من الحياة السياسية في البلاد.
وكان المندوب الروسي يتحدث في مؤتمر صحافي داخل المقر الرئيسي للأمم المتحدة، مع بدء رئاسة روسيا لمجلس الأمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. وسألته «الشرق الأوسط» عن الوضع في لبنان، وما إذا كانت روسيا تؤيد الآن سحب مقاتلي «حزب الله» من سوريا والمفاوضات على ترسيم الحدود مع إسرائيل، فأجاب نيبينزيا بأن «لبنان قضية خاصة اليوم بعدما حصل أخيراً ذلك الانفجار الرهيب الذي وجَّه هذه الضربة لبلد عانى بالفعل أزمات كثيرة». وقال إن لبنان «لا يزال يمر بأزمة سياسية نريدهم أن يخرجوا منها في أسرع وقت ممكن» رغم «الصعوبات التي يواجهونها»، مضيفاً أن «المجتمع اللبناني معقد للغاية. متعدد الأوجه. ولا يمكنك حل المشكلات اللبنانية بتعيين طرف على حساب طرف آخر». واعتبر أن «لبنان (يمثل) دائماً ميزان مصالح لكل الأطراف الموجودة هناك. البلد كله مثال على توازن دقيق للغاية لكيفية عمل النظام السياسي»، مؤكداً أن «هذا بلد جميل وعظيم؛ لكن عليك أن تأخذ في الاعتبار كل الأصوات السياسية هناك، وألا تحاول إقصاء قوة سياسية هي جزء من المشهد السياسي اللبناني، من الحياة السياسية في البلاد». واعترف بأن «لبنان في وضع سياسي صعب للغاية، واضطراب، مع الدمار الذي حدث في المرفأ والآثار الاجتماعية والاقتصادية على البلد»، متمنياً أن «يتغلب اللبنانيون عليها عاجلاً». وتوقع أن يناقش مجلس الأمن مشروع قرار خاص بلبنان في نهاية الشهر الجاري.
وقال: «نحن لم ندعُ أحداً إلى سوريا. هذا ليس شأننا»، مضيفاً: «نحن دُعينا ويمكننا التحدث عن أنفسنا فقط»، مشدداً على أن القوات الروسية انتشرت هناك «بناء على طلب الحكومة السورية، مما يجعل وجودنا هناك قانونياً». وأكد أن «الحكومة السورية تقرر في شأن وجود أطراف أخرى دعتها إلى سوريا للمساعدة في مكافحة الإرهاب الدولي. هذا حق سيادي للحكومة السورية». واعتبر أن «أولئك الذين جرت دعوتهم لمساعدة سوريا في محاربة (داعش) قدموا مساهمة كبيرة في ذلك». ولفت إلى أن الوجود العسكري الروسي في سوريا منذ عام 2015، مضيفاً: «اضطلعنا بدور أساسي في كسر عظام (داعش)، وكذلك فعلت إيران بالمناسبة، وبالطبع الجيش السوري». ورحب السفير الروسي بـ«أي اتفاق مقبول من الطرفين يجري التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود».
وإذ عبر عن «سعادته» باتفاق الإطار بين البلدين، أعلن أن بلاده «تؤيد بإخلاص تحسين العلاقات في المنطقة، بما في ذلك العلاقات بين إسرائيل والدول العربية»؛ لكنه استدرك بأن «السؤال يبقى أن هذا التقارب وهذه الاتفاقات التي شهدناها لا يجب أن تأتي على حساب الفلسطينيين»؛ معتبراً أن «هناك فائزين معينين في هذه الظروف؛ لكن يجب ألا يخسر الفلسطينيون في هذه اللعبة».
وعما إذا كانت سوريا مستعدة لإجراء محادثات مع إسرائيل، قال: «لم أسمع شيئاً، ولا يمكنني التعليق على ذلك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى