إقفال عام
-
بايدن يفوز بجورجيا وترامب بكارولينا الشماليّة… والأرقام تنتقم من 2016: 306 / 232 لبنان أمام تحدّي نجاح مهمة الإقفال في تخفيض الإصابات وزيادة الطاقة الاستشفائيّة/ دوريل يدخل بوساطة الأسماء بين عون والحريري… وسيواصل المتابعة من باريس
كتب المحرّر السياسيّ-البناء تتبلور شيئاً فشيئاً صورة المشهد الانتخابي الأميركي لصالح التسليم الجمهوريّ بفوز المنافس الديمقراطي جو بايدن على الرئيس دونالد ترامب، بعدما حسمت المراجعات التي طالت إعادة فرز الأصوات في عدد من صناديق الاقتراع في الولايات المتنازع عليها، أن النتيجة التي انتهت بفوز بايدن غير قابلة للتغيير، وجاءت نتائج ولاية جورجيا التي تتمثل في المجمع الانتخابي بـ16 صوتا لصالح بايدن لتجعله فائزاً بـ 306 مقاعد، بينما حسمت كارولينا الشمالية التي تتمثل بـ 15 مقعداً لصالح ترامب ليصير مجموع 232 مندوباً، والمفارقة أن هذه النتيجة هي التي حازها معكوسة الرئيس ترامب بوجه المرشحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون عام 2016. القلق الأميركي والدولي من تمسك ترامب بالبقاء في البيت الأبيض تراجع لصالح قلق من نوع آخر هو ما سيفعله ترامب خلال المدة الفاصلة عن تسليم السلطة، في ظل تزايد إجراءات يتخذها لإدخال تعديلات على إدارته لا تتناسب مع قرب الرحيل، بينما تتّسع عالمياً وأميركياً حالة التعامل مع بايدن كرئيس مقبل، فيما يخفّف البعض من أهمية إجراءات ترامب الانتقامية من معاونيه ويضعونها في دائرة تصفية الحسابات مع الذين يحملهم مسؤولية فشله الانتخابي. في لبنان، الاهتمام بالإقفال الذي يبدأ اليوم واضح شعبياً ورسمياً، وآمال بأن يكون القلق من خروج تفشي الوباء عن السيطرة حافزاً لتحويل الإقفال الى فرصة لتحقيق تقدم في مواجهة التفشي. فعلى الصعيد الشعبي شكل توجّه غالبية أبناء المحافظات من بيروت الى الأرياف تعبيراً عن نية الالتزام بموجبات الإقفال، وحكومياً جاءت كلمة لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب تعزيزاً للاهتمام الرسمي وتحفيزاً للاهتمام الشعبي. بينما قال وزير الصحة حمد حسن إن خطط الوزارة لزيادة أسرّة العناية الفائقة بـ 54 سريراً خلال أسبوعي الإقفال، وإضافة عدد من المستشفيات الخاصة والمستشفيات الميدانية الى شبكة المواجهة مع تفشي وباء كورونا. على المستوى السياسي يغادر اليوم المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بيروت بعدما أنهى جولاته على السياسيين، وكان أبرزها مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعدما التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري إضافة للنائب السابق وليد جنبلاط. وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي إن دوريل انتقل اليوم من مجرد التحذير من ضياع الفرصة، وتذكيره بمخاطر ضياع فرصة انعقاد مؤتمر الدعم الدولي الذي يتحرك لعقده الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الى الدخول في التفاصيل والأسماء وبدء مسعى للوساطة حول الخلاف الذي يبدو محصوراً باسمين بين رؤية كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، يشكل حلها مفتاحاً لباقي العقد. وهو ما توقعت المصادر ان يتابعه دوريل من باريس، وان يكون الأسبوع الفاصل عن عيد الاستقلال أسبوعاً لمساعي الوساطة الفرنسية لاستيلاد الحكومة قبل عيد الاستقلال. لقاء دوريل – باسيل وفي إطار جولته على القيادات السياسية والحزبية، استكمل الموفد الفرنسي باتريك دوريل جولته. فالتقى في الرابية أمس، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مدى ساعتين ونصف الساعة. وأفادت مصادر مطلقة على أجواء اللقاء أن «باسيل أعاد ترتيب الأفكار وأجرى مطالعة لتبيان مدى مصلحته بإنجاح المبادرة بدءاً من لقاء الصنوبر، وأظهر له بالمسار كل عملية تسهيل قدّمها التيار المتمثلة بالقول إنه يقبل بكل ما يتفق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية، وهذا اعتبرناه نحن قمة التسهيل، وكان جواب الموفد الفرنسي بالموافقة على كلام باسيل». واعتبرت المصادر أن خلاصة موقف باسيل أنه عندما تكون هناك ثقة بين الفرقاء ومعاملة بالمثل مع كل الناس أي المعيار الواحد، لن يعود هناك أي سبب لتأخير الحكومة. وقال باسيل لدوريل: إسأل الحريري «بيقلك ما في شي بالشخصي بيني وبينه، وما في إلا كل مودة وأنا ما بشخصن المشاكل». وأكد باسيل أننا «أكثر المعنيين بإنجاح المبادرة الفرنسية ونحن المعنيين مباشرة وليس من المعقول الا ان نكون إيجابيين». واقتصر اللقاء بين دوريل وباسيل على الملف الحكومي وأبدى الفرنسيون اهتمامهم لإنجاح مبادرتهم. وبعد اللقاء لفت باسيل في تصريح تلفزيوني الى أن «دوريل لمس من خلال لقائنا أننا ليس لدينا اي شرط ومطلبنا الوحيد حول الحكومة أن يكون هناك معيار واحد وعدالة تطبق مع الجميع وحتى اللحظة نحن منفتحون «وبعدنا ما حددنا موقفنا إذا منشارك او ما منشارك». لقاء متوقع بين عون والحريري ولم يُسجل ملف تشكيل الحكومة أي تطور بانتظار حصيلة المشاورات التي أجراها الموفد الفرنسي خلال جلسته ومدى انعكاسها الايجابي على عملية التأليف، وسط معلومات لفتت لـ «البناء» الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون سيجري عملية تقييم للمشاورات والاقتراحات التي طرحت وللرسائل التي نقلها دوريل من الرئيس الفرنسي الى المسؤولين اللبنانيين تمهيداً للدفع باتجاه تأليف الحكومة على أن يفعل الأمر نفسه الرئيس المكلف لملاقاة عون وباسيل في وسط الطريق. ومن المتوقع بحسب المصادر أن يحصل لقاء بين عون والحريري خلال عطلة نهاية الأسبوع للبحث في الوضع الحكومي، إلا أن أوساطاً مطلعة على موقف الحريري لفتت لـ»البناء» الى أن المشاورات على خط بعبدا – بيت الوسط متوقفة بانتظار قوة الدفع الفرنسية التي ستحملها زيارة دوريل». فيما يشير أكثر من مصدر سياسي لـ»البناء» الى أن الحكومة بحكم المؤجّلة وزيارة الموفد الفرنسي خير دليل على أن المفاوضات الحكومية وصلت الى طريق مسدود». ضغوط خارجيّة تؤخر الحكومة وفيما لفتت أوساط فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن «العقد أمام تأليف الحكومة خارجية أكثر من داخلية وهي تتعلّق بمدى استقلالية الرئيس المكلف عن العوامل والضغوط الخارجية والأميركية السعودية تحديداً»، وتساءلت: لماذا قرّرت الإدارة الأميركية فرض عقوبات على رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي في خضم عملية تأليف الحكومة؟ أليس الهدف عرقلة التأليف والإيحاء للحريري وقف اندفاعته ومحركات التأليف؟ وما سر التزامن بين العقوبات وزيارة الموفد الفرنسي الى بيروت؟». وإذ لفتت إلى أن حزب الله قدم ما يستطيع من تسهيلات لتأليف الحكومة ولن يرضخ للإملاءات والشروط الأميركية بمنع تمثيله في الحكومة، أكدت الأوساط بأن لا حكومة في لبنان تغيّر المعادلة الداخلية وتقصي أطرافاً سياسية وازنة في البلد عن التشكيلة الحكومية». عبدالله: يريدون «زكزكة جنبلاط» من جهته أكد عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله لـ»البناء» أن لا عقدة درزيّة كما يُشاع بل العقدة سياسية تتعلق بالواقع الإقليمي والدولي وداخلية تتعلق بالحصة المسيحية»، ولفت الى أننا مع أي حكومة تنقذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والصحي وقادرة على التفاوض مع صندوق النقد الدولي وإنجاز الإصلاحات المطلوبة». وعن موقف رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط من تمثيل النائب طلال أرسلان بحقيبة وزارية إسوة بالاشتراكي، أوضح عبدالله أن «هذا الأمر سيعقد تأليف الحكومة ويدفع كل الكتل صغيرة أم كبيرة الى المطالبة بالتمثيل»، متسائلاً هذه الدعوات هدفها «زكزكة جنبلاط» فيما العقدة في مكان آخر. وكشف عبدالله أن «الرئيس المكلف لم يتواصل معنا منذ اللقاء الأخير معه في المجلس النيابي وقلنا له إن هدفنا تأليف حكومة منتجة رشيقة ومن أصحاب الكفاءات ولم يعرض علينا اي حقيبة ولم يطلب منا اقتراح أسماء حتى الساعة». باسيل: العقوبات لن تؤثر عليّ…
أكمل القراءة »