ترامب يكثف حربا تجارية مشددة مع رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين

وأدت المخاوف المرتبطة بهذه الحروب التجارية الناشئة، إلى تراجع كبير في الأسواق المالية الآسيوية والأوروبية.
وباتت السلع الواردة من المكسيك وكندا خاضعة لرسوم جمركية بنسبة 25 % فيما الرسوم على المحروقات الكندية ستكون عند مستوى 10 %.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في بيان أنه “يأسف بعمق” للقرار الأميركي “الذي قد يحدث اضطرابات في التجارة العالمية” و”يهدد الاستقرار الاقتصادي على جانبي الأطلسي”.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لشؤون التجارة أولوف جيل في بيان إن “الاتحاد الأوروبي يعارض بشدة التدابير الحمائية التي تقوض التجارة المفتوحة والعادلة. وندعوا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في نهجها والعمل على حل تعاوني قائم على أسس تعود بالنفع على جميع الأطراف”.
وتشمل هذه الرسوم سلعا من البلدين تبلغ قيمتها الإجمالية 918 مليار دولار ما سيكون له تأثير فعلي على الاقتصاد الأميركي.
وقال بول آشوورث من “كابيتال إيكونوميكس” هذا المستوى من الرسوم الجمركية حول الواردات الأميركية “هو الأعلى منذ نهاية أربيعنات القرن الماضي” و”يلجم بقوة العولمة التي بوشرت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية”.
ويأخذ ترامب على كندا والمكسيك والصين عدم بذل جهود كافية لمكافحة الاتجار بالفنتانيل، وهي مادة أفيونية مخدرة تتسبب بأزمة صحية واسعة في الولايات المتحدة. وأكد في شباط/ فبراير أنه يفرض عليها هذه الرسوم لحثها على التحرك.
لكنه علق بدء تنفيذ القرار حتى الرابع من آذار/ مارس بالنسبة لكندا والمكسيك فيما فرضت على الصين رسوما جمركية إضافية بنسبة 10 % على الفور. ورفعت هذه النسبة إلى 20 % بموجب مرسوم وقعه ترامب الاثنين.
وردت الصين في وقت سابق اليوم الثلاثاء بإعلان فرض رسوم جمركية بنسبة 10 و15 % على مجموعة من المنتجات الزراعية الواردة من الولايات المتحدة وتراوح بين الدجاج والصويا، منددة في الوقت نفسه بقرار “احادي الجانب” من قبل واشنطن.
إلا ان هذا الرد يبقى أدنى من صرامة الإجراءات الأميركية التي تشمل كل المنتجات الصينية المستوردة في الولايات المتحدة.
فالرسوم الجمركية الصينية لا تشكل سوى 14 % من مجمل المنتجات الأميركية المستوردة في الصين على ما أفادت شركة “بينبوينت أسيت مانجمنت”.
اقرأ ايضا: المستشار الألماني: الاتحاد الأوروبي مستعد للرد الفوري على رسوم جمركية أمريكية
وقال جي وانغ خبير الاقتصاد في هذه الشركة في مذكرة “يبدو ان بكين لا تحاول التسبب بتصعيد”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، إنه في حال واصلت واشنطن شن “حرب الرسوم الجمركية وحرب تجارية أو أي شكل من أشكال النزاعات، ستكون الصين مستعدة لمجاراتها حتى النهاية”.
وفي المكسيك، أعلنت الرئيسة كلاوديا شينباوم أن بلادها سترد برسوم “جمركية وغير جمركية”، معتبرة أنه “لا يوجد سبب أو مبرر” لقرار ترامب.
وبعد إعلان ترامب أن الاتحاد الأوروبي سيكون المستهدف المقبل مع رسوم جمركية بنسبة 25 % على منتجاته المستوردة إلى السوق الأميركية، دعا وزير الاقتصاد الفرنسي إريك لومبار الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى “اتفاق متوازن” مع واشنطن.
وكان ترامب شدد خلال حملته الانتخابية على أن “الرسوم الجمركية هي “عبارتي المفضلة”. وأكد أنه يريد استخدامها لاحلال التوازن في الميزان التجاري الأميركي وتمويل جزء من وعوده بخفض الضرائب وفرض “احترام” الولايات المتحدة على شركائها.- تراجع كبير في النمو؟ –
وسبق للرئيس الأميركي ان أعلن نيته فرض رسوم كذلك على الفولاذ والالمنيوم ودرس إمكان فرضها أيضا على المنتجات الحرجية.
والاثنين أضيفت المنتجات الزراعية على القائمة إذ أكد ترامب أن رسوما جمركية ستفرض عليها اعتبارا من الثاني من نيسان/أبريل.
وبدأت هذه المسألة تقلق الأميركيين من مستهلكين وشركات.
وقال مجلس الشركات الصينية الأميركية الذي يضم 270 شركة أن الرسوم الجمركية “ستعيق التنافسية على المستوى الدولي”.
اقرأ أيضا: في برنامج بانوراما..ترامب وأوروبا.. خلافات شائكة وحلول غائبة
في نهاية شباط/ فبرار تراجع مؤشران يقيسان ثقة المستهلكين بشكل كبير خشية من ارتفاع معدل التضخم. وتواجه الولايات المتحدة صعوبات كبيرة في خفض نسبة التضخم إلى 2 %، وهو الهدف الذي حدده الاحتياطي الفدرالي، لا بل تسارعت وتيرة تزايد التضخم بشكل طفيف نهاية العام 2024.
وهذه الأرقام مهمة في وقت انتخب ترامب بناء على وعوده بخفض الأسعار وتحسين القدرة الشرائية للأسر الأميركية.
ويفيد الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة بأن فرض رسوم على السلع الكندية والمكسيكية “سيرغم الأميركيين على دفع سعر أعلى لمشترياتهم”.
وتوقع مؤشر آخر تراجعا كبيرا ومفاجئا في النمو الأميركي مع تقلص حاد في الربع الأول.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-03-04 22:03:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي