خاص- ما هي أهمية الإطعام وآثاره المعنوية في شهر رمضان؟

خاص شفقنا-بيروت-
قال الرسول الأكرم محمد (ص) في خطبة استقبال شهر رمضان المبارك: ” أيها الناس، من فطر منكم صائمًا مؤمنًا في هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه”، وقال:” من فطّر صائمًا فله أجر مثله من دون أن ينقص من أجره شيء، وكان له أجر ما عمله من الخير بقوة ذلك الطعام”، ومن هنا يمكن استنتاج حجم البركات والفيض الإلهي الناتج عن هذه السنة الإلهية، التي يجتمع فيها عباد الله المؤمنين على رضا الله والنهل من كرمه وعطائه.

وفي هذا السياق قال الشيخ سلمان دهيني في حديث خاص لوكالة “شفقنا” إنّ “الطعام يعتبر هو الحاجة الأساسية لبقاء الإنسان، واستمرار حياة الأحياء، ولذلك فإن الله عز وجل خلق الأرض وجعل فيها أقواتها، فأنزل من السماء ماءً ليخرج به حبًا ونباتًا”، مشيرًا إلى أنّ “الله أمر أهل مكة بالعبادة له، لما منّ عليهم بالأمن ودفع الجوع، فقال”…فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ”.

وأضاف: “لذلك جعل الله عز وجل الإطعام سببًا للرحمة والمغفرة، وجعل له آثارًا دنيوية وأخروية، أما الدنيوية فهي تزكي النفس، وتدفع الحرص والبخل والأنانية، ومن جهة ثانية فإنّه يعزز صفات العطاء والكرم والتضحية، والإحساس بالأخر والاعتناء به إنسانيًا واجتماعيًا، أما من الناحية الأخروية، فإن الإطعام هو من أسباب دخول الجنة وسبب من أسباب النجاة من النار”.

وأردف الشيخ دهيني: “لذلك أضحى الإطعام سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وقال تعالى:”مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ”، وقال تعالى في سورة الإنسان “إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا””.

وأردف: “لذلك أمر الله عباده في هذا الشهر الفضيل بإطعام الصائم وتفطيره، سواءً كان غنيًا أو فقيرًا أو محتاجًا أو مستغنيًا، وجعل ثوابه ثواب من أعتق عبدًا في سبيل الله، وله مغفرة لما مضى من ذنوبه”، مشيرًا إلى أنّ “هذه هي رحمة الله الواسعة في هذا الشهر، الذي يدعى فيه المؤمن إلى التراحم والتواصل وشد أواصر المجتمع عبر القيم والفضائل في ظل هذا الدين القويم”.
مكتب لبنان| شفقنا