ٍَالرئيسية

ماذا بعد لقاء ترامب – زيلينسكي؟

العالمالخبر وإعرابه

-الاهانة التي وجهها ترامب لزيلينسكي، ومن خلال الاخير لاوروبا، لم تقف عند هذا الحد، ولا حد دفع ترامب بيد زيلينسكي وهو يصرخ في وجهه، بل تعدتها الى طرد زيلينسكي من البيت الابيض وفقا لما كشفته شبكة “فوكس نيوز” عن مسؤولين في البيت الأبيض أن “زيلينسكي لم يغادر البيت الأبيض لأنه أراد ذلك بل لأن ترامب طرده”.

-تقريع ترامب لزيلينسكي وتهديده علنا امام الكاميرات بـ”التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب”، والضغط عليه بشكل مقزز ليكرر عبارة “شكرا لامريكا وشكرا لرئيسها”، يؤكد بما لا يقبل الشك ان المشهد غير المألوف، على الاقل امام الكاميرات، لضيف اجنبي وهو يُهان بهذا الشكل، هو مشهد قد تم الاعداد والتحضير له من قبل.

-اراد ترامب من خلال “مشهد الاهانة” أمس، ان يقول للناتو وللاوروبيين وكل بلد يعتقد انه “حليف” لامريكا، ان امريكا ليس لها حلفاء، بل تابعين، وعلى التابع ان يدفع للسيد، واذا لم يكن لديه ما يدفع من مال عليه ان يتنازل عن سيادته وثروات بلاده لامريكا، كما يحاول ترامب ان يسطو على معادن اوكرانيا النادرة، في مقابل ما دفعته امريكا خلال السنوات الثلاث الماضية من الحرب.

-الفخ الذي تم نصبه لزلينسكي، اظهر وبكل وضوح الوجه الحقيقي للرئيس الامريكي الذي ظهر على حقيقته كزعيم مافيا، يستغل الضعفاء، وحتى عملائه ويبتزهم ويهينهم دون ادنى حرج، فاذا كان حال امريكا “زعيمة العالم الحر” هو هذا مع اقرب المقربين منها، اما الكاميرات، ترى ما الذي يتعرض لهو هؤلاء الحلفاء!، في اروقة ودهاليز البيت الابيض؟!.

-اما رسائل اللقاء الفضيحة الى العالم، فيتلخص بما يلي، لن تأمن اي دولة في العالم على سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها وثرواتها وخيراتها، ما لم تصنع سلاحها بنفسها، وقبل ذلك ما لم تمتلك الارادة السياسية المستقلة، والا تثق بالغرب وعلى راسه امريكا، لاسيما شعاراته الزائفة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.

-على العالم ان يستخلص العبر من تجربة اوكرانيا وشخص زيلينسكي، الذي فتح على نفسه وبلاده ابواب جهنم للوصول الى “جنة الناتو”، اتكالا على وعود الغرب، فاذا بهذا الغرب لا يأبه بما حل باوكرانيا من كوارث، بينما نراه يتقاتل فيما بينه على نهب ما تبقى من ثروات اوكرانيا.

-عندما يهان زيلينسكي ويطرد من البيت الابض امام الكاميرات وهو الحليف المقرب لها، فان الاهانة التي ستوجه اليه من روسيا التي يعتبرها عدوته اللدودة فلن تكون غريبة، فهذه هي المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تتعجب من عدم تعرض زيلينسكي للضرب في البيت الأبيض. فكتبت تقول “إن عدم إقدام ترامب ونائبه جيه دي فانس على ضرب زيلينسكي خلال الاشتباك الذي جرى بثه على الهواء مباشرة هو معجزة” معتبرة أن ترامب تحلى بـ”ضبط النفس” بعدم ضرب الرئيس الأوكراني!!.

-اللافت ان العدو الذي تصطنعه امريكا لبعض الدول، في مناطق العالم المختلفة، من اجل زرع الفتن بينها وصولا الى استزافها ونهب ثرواتها، كما هو الحال في منطقتنا، حيث خدعت امريكا الدول العربية عندما سوقت “ايران” كعدو، بينما سوقت في المقابل الكيان الاسرائيلي المجرم كصديق، هذا اللعبة انطلت على اوروبا عندما تم تسويق روسيا على انها عدو لاوروبا بينما هي جزء من اوروبا، بينما اظهرت نفسها كصديق لاوروبا، التي استفاقت اليوم بعد “الصفعة” التي وجهها اليها ترامب وباتت تبحث عن زعيم جديد للعالم الحر!!.

-اخيرا، وهذا هو بيت القصيد، اذا كان هذا حال “حارس البوابة الشرقية لاوروبا”!!، ترى ما هو حال الانظمة والدول العربية والاسلامية التي وضعت ليس ثرواتها تحت تصرف امريكا، بل سيادتها ووحدة اراضيها وجغرافيتها وكرامتها وحاضرها ومستقبلها كذلك.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-03-01 18:03:33
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى