ٍَالرئيسية

عراقجی: معاهدة روسیا وإیران متوازنة تماما.. على أوروبا تقدیم توضیح بشأن الإبادة الجماعیة فی غزة- الأخبار ایران

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عراقجي ظهر مساء اليوم (الثلاثاء) في برنامج حواري إخباري خاص، حيث تناول تفاصيل الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى روسيا وطاجيكستان، إلى جانب مناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة والقضايا الدولية.

وقال وزير الخارجية الإيراني، إن زيارة الرئيس إلى طاجيكستان وروسيا تأتي ضمن إطار استمرار سياسة حسن الجوار التي تنتهجها إيران. وأوضح أن الرئيس سيغادر إلى طاجيكستان غدًا، فيما سيزور روسيا يوم الجمعة. وأضاف أن زيارة طاجيكستان تعد الأولى للرئيس إلى منطقة أوراسيا.

وأشار عراقجي إلى الروابط الثقافية العميقة بين إيران وطاجيكستان، كون البلدين يتشاركان اللغة الفارسية، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية بينهما شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تضاعف حجم التجارة بين البلدين خمس مرات خلال العام الماضي.

وأضاف الوزير: “ستشمل الزيارة إلى جانب اللقاءات السياسية، عدة فعاليات بارزة، أبرزها انعقاد اجتماع مشترك بين الهيئات التجارية في البلدين، حيث سيشارك رؤساء الدول في جزء من الاجتماع، بالإضافة إلى إقامة ليلة شعرية مشتركة.”

كما كشف أن هناك خطة لتوقيع حوالي 20 مذكرة تفاهم بين البلدين، تشمل مجالات التجارة، الاستثمار، النقل، الثقافة، التعليم، وغيرها. وأكد أيضًا على أهمية المشاورات الإقليمية بين إيران وطاجيكستان، مشيرًا إلى أهمية منطقة أوراسيا، والتعاون المشترك بشأن قضايا مثل أفغانستان، التي تُعد جارًا مشتركًا للبلدين.

وأضاف: “أعتقد أن هذه الزيارة ستكون بمثابة قفزة نوعية في تعزيز العلاقات بين البلدين.”

وصرّح عراقجي بأن زيارة الرئيس المرتقبة إلى روسيا تُعد أول زيارة رسمية ثنائية له إلى موسكو، وسيكون برفقته وفد اقتصادي كبير. وأضاف أن الزيارة ستشهد عقد اجتماع اقتصادي هام يضم ممثلين من الجانبين.

وأشار عراقجي إلى أن هذه الزيارة ستحقق تحولًا مهمًا في العلاقات الثنائية، حيث سيتم التركيز على مناقشة معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا، التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

عراقجي: معاهدة إيران وروسيا متوازنة تمامًا وليست ضد أي طرف ثالث

وأكد عراقجي أن المعاهدة بين إيران وروسيا تمثل اتفاقية متوازنة تمامًا، ولا تستهدف الإضرار بأي طرف ثالث. وأوضح أن هذه المعاهدة ليست جديدة، إذ وقّعت إيران وروسيا معاهدة للتعاون عام (2000 )، وكانت تمدد كل عشر سنوات. وأضاف أن إيران، بعد توقيع الاتفاقية طويلة الأمد مع الصين عام 2019، اقترحت تحديث المعاهدة مع روسيا ومدّ مدتها، وقد استغرق العمل على هذه الوثيقة حوالي أربع سنوات وهي الآن جاهزة للتوقيع.

وأشار عراقجي إلى أن توقيع المعاهدة ليس مرتبطًا بالتطورات الأخيرة، بل هو قرار مشترك بين حكومتي البلدين، يستند إلى إجماع وطني ويُعد جزءًا من رؤية طويلة الأمد للعلاقات الثنائية. وأوضح أن مثل هذه الاتفاقيات شائعة بين الدول، حيث تسعى إلى إضفاء طابع استراتيجي طويل الأمد على علاقاتها.

ووصف الوزير المعاهدة بأنها شاملة تغطي جميع المجالات. وأضاف أن البعد الاقتصادي فيها قوي للغاية، بجانب التعاون القضائي، الأمني، البرلماني، والدفاعي. وأكد أن المعاهدة ليست موجهة لتأسيس تحالف عسكري أو لتحقيق هدف خاص، بل تهدف إلى وضع رؤية طويلة الأمد للعلاقات بين البلدين.

وصرح عراقجي أن هناك رضا عامًا عن تنفيذ المعاهدة السابقة، مشيرًا إلى أن الوثيقة الحالية تم تحديثها وتوسيع نطاقها. وبيّن أن الاتفاق ينص على تمديد المعاهدة كل 20 عامًا، مع إمكانية التمديد خمس سنوات بخمس سنوات إذا وافق الطرفان.

وأكد الوزير أن المعاهدة تستند إلى مصالح متبادلة بين إيران وروسيا، وهي ليست أحادية الجانب. كما أنها مبنية على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتحترم سيادة الدول وسلامتها الإقليمية.

وشدّد عراقجي على أن هذه المعاهدة ليست موجهة ضد أي دولة أخرى، ولا تشكل عائقًا أمام علاقات إيران أو روسيا مع أطراف ثالثة. وأوضح أن الهدف الرئيسي منها هو تنظيم العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين.

حوار إيران مع أوروبا: أمل الحكومة في المفاوضات غير موجود

وتحدث وزير الخارجية الإيراني عن المحادثات بين إيران وأوروبا قائلاً: “خلال اليومين الماضيين، أجرينا جولة من المفاوضات مع ثلاث دول أوروبية، بالإضافة إلى جولة من المحادثات مع خبراء أوروبيين. الهدف الأساسي كان إيجاد طريقة لبدء المفاوضات النووية”. وأضاف: “لم نغادر طاولة المفاوضات في موضوع الملف النووي أبدًا، ولم نكن يومًا من الذين يقولون إننا غير مستعدين للتفاوض. لم يكن لدينا أبدًا مشكلة مبدئية. في بعض الأحيان كانت المطالب المفرطة من الطرف الآخر تُعقد المفاوضات، لكن من حيث المبدأ، لم تكن لدينا مشكلة للتفاوض لأننا نثق في برنامجنا النووي السلمي”.

وأشار الوزير إلى أن المفاوضات الحالية مع الدول الأوروبية الثلاث تهدف إلى فحص ما إذا كانت هناك فرصة لبدء مسار تفاوضي أم لا. وأضاف: “أمريكا خرجت من الاتفاق النووي ولا توجد مفاوضات مع الولايات المتحدة في إطار الملف النووي. هل الحكومة الأمريكية الجديدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق أم لا؟ هذا موضوع يجب أن يُحدد ونحن لا نعرف”.

وأضاف سيد عباس عراقجي: “كانت مفاوضاتنا في اليومين الماضيين جيدة، وقد شعرنا بجدية من الدول الأوروبية الثلاث. شعرنا برغبتهم في إيجاد حل تفاوضي وهذا موجود. لكن من الطبيعي أن هذا يعتمد على كيفية تعاملهم مع الحكومة الأمريكية الجديدة لتحقيق نتائج بشأن رفع العقوبات. نحن لا نتفاوض مع أمريكا في هذا الصدد. سياستنا مع أمريكا هي نفسها، ولن نتفاوض معها حتى تعود إلى الاتفاق النووي سنجري مشاوراتنا الخاصة مع الصين وروسيا، ونعتبرهما عضوين رئيسيين في خطة العمل الشاملة المشتركة.”

وأكد: “سوف نواصل المفاوضات في أي مكان يحتاج الأمر لذلك، ولن نغادر طاولة المفاوضات. كما قال قائد الثورة، ليس لدى الحكومة أمل في المفاوضات، ولكن أملنا هو تحييد العقوبات ومكافحة آثارها، ولكننا لن نتخلى عن مسار التفاوض”.

عراقجي: يجب على أوروبا أن توضح تعاونها مع الكيان الصهيوني الذي أدى إلى الإبادة الجماعية في غزة

ردًا على بعض المخاوف المتعلقة بالمفاوضات، قال سيد عباس عراقجي: “الحكومة الأمريكية الجديدة لم تستقر بعد. أما الحكومة السابقة فقد كانت واضحة في موقفها وكانت هناك مفاوضات غير مباشرة في إطار مسقط. لم نسمع بعد سياسة الحكومة الأمريكية الجديدة، وسنقوم بتنسيق سياستنا بناءً على أدائهم. سنشارك في المفاوضات بشكل مهيب. الصيغة في الاتفاق النووي لا تزال سارية، وثقة الطرفين في رفع العقوبات ما زالت قائمة، ولكن أولئك الذين يشعرون بالقلق، فإنني أفهم مخاوفهم”.

وأضاف: “نظام اتخاذ القرار في البلاد يسير على مساره المعتاد، وفي القضايا المهمة يتم طرحها في مجلس الأمن القومي حيث تُناقش وتُدرَس هناك. أود أن أطمئن أولئك الذين يشعرون بالقلق أن اتخاذ القرار في هذا الموضوع سيكون منطقيًا تمامًا، وفي النهاية يتم اتخاذ القرار في المكان الذي يجب أن يُتخذ فيه، ووزارة الخارجية ستنفذ قرار النظام”.

وأكّد: “لا يجب أن تتحول القضايا السياسية الخارجية إلى صراعات داخلية. سنبقي الجميع على اطلاع حتى نتحرك بصوت واحد”.

وردا على الادعاءات من المسؤولين الأوروبيين ضد إيران، قال عراقجي: “لن نعود إلى المفاوضات والنقاشات النقدية. الأوروبيون لديهم قلق بشأن الوضع في أوكرانيا. الحرب في أوكرانيا ليست محصورة في أوكرانيا فقط، بل الغرب كله متورط فيها. من الطبيعي أن يكون لديهم قلق بشأن سياسات إيران، لكن من وجهة نظرنا، لا يوجد سبب مبرر لهذا القلق. نحن دائمًا دعمنا سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. ومع ذلك، لدينا تعاون مع روسيا كان قائمًا منذ فترة طويلة”.

وأضاف: “نحن مستعدون للدخول في حوار مع الأوروبيين بشأن مخاوفهم والتهديدات الأمنية التي يواجهونها. إذا كان هناك اهتمام من جانبهم، فنحن جاهزون للحوار، لكن هذه الطريق يجب أن تكون ذات اتجاهين، وعليهم أن يستمعوا أيضًا إلى مخاوفنا. إذا كانت أوروبا مستاءة من التعاون بين إيران وروسيا، فيجب عليها أن تشرح تعاونها مع الكيان الصهيوني الذي أدى إلى الإبادة الجماعية في غزة”.

وأكّد وزير الخارجية الإيراني: “الأسلحة التي تم توفيرها للكيان من أجل الإبادة الجماعية والهجمات في غزة ولبنان وسوريا هي حقيقة قائمة. لا يمكنهم فقط أن يكونوا في موقف القلق. الشوكة التي دخلت في جسد باقي العالم من أوروبا لا يمكن تجاهلها. نحن مستعدون للحوار مع أوروبا، لكن يجب أن يكون الحوار قائمًا على مخاوف متبادلة”.

الموقف الأصولي لإيران بشأن سوريا / رد عراقجي على ادعاءات بلينكن

وقال في خصوص التطورات في سوريا: “هناك مبادئ حول سوريا نلتزم بها. الحفاظ على الوحدة الترابية لسوريا وهدوء واستقرار هذا البلد وتأمين الاستقرار والتقدم لسوريا، وبالتأكيد تشكيل حكومة شاملة في سوريا تشمل جميع فئات المجتمع السوري. الاستقرار في سوريا مرتبط بتشكيل حكومة شاملة. نحن سندعم بالتأكيد هذه الحكومة التي ستتشكل بتصميم من الشعب السوري. العديد من دول المنطقة تتبنى موقفنا. نحن أيضاً ليس لدينا مشكلة في إعادة فتح سفارتنا في سوريا.”

وفي رده على ادعاءات بلينكن بأن قدرة إيران الدفاعية قد تأثرت، قال عراقجي: “قدراتنا الدفاعية ذاتية. من الطبيعي أن يتعرض شيء ما لأضرار هنا أو هناك، لكن منشآتنا الدفاعية ليست مستوردة حتى نحزن عند ضربها، وهذه القدرات محلية. نظامنا الدفاعي سيصبح أكثر اكتمالاً.”

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-01-14 21:10:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى