النهار: المفاجأة المدوية الثانية: نواف سلام بغالبية جارفة “الثنائي” المصدوم بـ”دومينو” التغيير يلوّح بعواقب!
النهار: المفاجأة المدوية الثانية: نواف سلام بغالبية جارفة “الثنائي” المصدوم بـ”دومينو” التغيير يلوّح بعواقب!
وكالة نيوز – كتبت صحيفة “النهار”: لم يكن الانذهال بالفصل الثاني بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عبر تكليف رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام تأليف أولى حكومات العهد الجديد ونيل سلام أكثرية كاسحة بلغت 84 نائباً، مستغرباً اطلاقا. ذلك أن يوم 13 كانون الثاني 2025 شكل الوجه الآخر المكمل ليوم 9 كانون الثاني بما جعل اللبنانيين والمراقبين يتوقفون طويلاً أمام المد أو الموج التغييري الضخم الذي يلفح لبنان بجرعات متعاقبة سريعة ولا أحد يمكنه الوقوف في وجهه. يحل نواف سلام ظهر اليوم في قصر بعبدا راجعاً من أعلى مرجع قضائي دولي كان على رأسه وهو اللبناني الأول الذي تبوّأ هذا المنصب القضائي الأعلى دولياً، لكي يتولى رئاسة الحكومة الأولى في عهد جوزف عون بكل ما يشكله هذا الحدث الثاني بعد انتخاب عون من دلالات كبيرة وقياسية. فالقاضي الدولي والسفير السابق في الأمم المتحدة جرت تزكيته الصاعقة أمس بما يشبه اعصاراً سياسياً قلب كل المعطيات التي كانت قائمة قبل 24 ساعة فقط بما أثبت أن عصف التغيير مضى بقوة لا رجوع عنها. ونواف سلام جاء بمعيار أساسي طالما جعله مرشح التغيير منذ سنوات، أي أنه يشكل الرافعة الإصلاحية في المقام الأول في العهد الجديد بشراكة كاملة مع سيّد العهد والقوى التي ستلاقي المنحى التغييري. ولم يعد ثمة شك في أن النواة الصلبة التي رشّحت نواف سلام وضمت قوى المعارضة السابقة والتغييريين ثم التحق بهم الآخرون إنما التقطت موجات الدعم الدولي العربي إياه الذي وقف وراء انتخاب عون وتكليف سلام.
كما حملت نتائج التسمية دلالات سياسية بالغة مع تكليف سلام بما يرمز إلى تعديل موازين القوى الداخلية، والإتيان بشخصية مرموقة على المستويين المحلي والدولي، معروفة بنزاهتها وخبراتها القانونية والأكاديمية والديبلوماسية الى السرايا الحكومية. وهي الشخصية التي تحمل نفحات تغييرية وإصلاحية، وتحمل شعبية في أوساط الشباب والنخب. وقد علمت “النهار” أن الرئيس المكلف تلقى أول اتصال من زعيم دولي هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيما كان سلام في طريقه ليل أمس من أمستردام إلى بيروت.
“الثنائي” والميثاقية!
بذلك اتخذ الموقف المتوجس والنقزة السلبية الواضحة للثنائي الشيعي مع التلميحات التي أطلقها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إيحاءات إلى شروط يعتزم هذا الفريق الزج بها في عملية تشكيل الحكومة، إذ أنه تعامل مع صدمة تكليف سلام بغالبية كاسحة بلغت 84 صوتاً كأنه انقلاب خارجي – داخلي، ولذا ذهب في ردة فعله إلى مقاطعة التسمية ولم يسمِ الرئيس نجيب ميقاتي.
وفي انتظار عودة سلام اليوم إلى بيروت من لاهاي أعلن المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير في نهاية يوم الاستشارات أن رئيس الجمهورية أجرى الاستشارات النيابية الملزمة وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميًا استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه علمًا أنه موجود خارج البلاد ومن المقرر أن يعود اليوم. وسوف تتم عملية التكليف رسمياً في الساعة الثانية عشرة ظهراً في بعبدا بعدما نال سلام 84 صوتًا مقابل 9 لميقاتي و35 لا تسمية. وفاجأ الرئيس عون المراسلين في بعبدا بعد الاستشارات وخاطبهم شاكراً تعبهم وقال: “انتهت الخطوة الأولى وأتمنى أن يكون التاليف سلساً بأسرع وقت وبصراحة لدينا فرص كبيرة.
لم تسمِ كتلتا “الوفاء للمقاومة ” و”التنمية والتحرير” أي مرشح لرئاسة الحكومة وصرّح النائب رعد قائلاً: “لقاؤنا مع الرئيس جوزف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية”. وأضاف: “خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل بأن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت بأنها ممدودة، والآن نقول بكل بساطة من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية وسنواكب الخطوات ونترقب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصًا على المصلحة الوطنية”.
اما النائب أيوب حميّد، فقال باسم كتلة التنمية والتحرير: “الكتلة لم تُسمِّ أحدًا انطلاقًا من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي”.
وقد حُسم السباق لصالح نواف سلام، في الجولة الثانية حيث سماه “اللقاء الديموقراطي” و”تكتل لبنان القوي” و”الاعتدال الوطني” بعدما سمته كتل المعارضة لا سيما منها “الجمهورية القوية” و”الكتائب” و”تجدد”، ثم كرت السبحة في تكتلات مستقلة.
وطلبت كتلة “الوفاء للمقاومة” من رئيس الجمهورية إرجاء موعدها إلى اليوم غير أن المسؤول الإعلامي لرئاسة الجمهورية قال إن الرئيس لم …
[10:03 AM, 1/14/2025] Abo Zahraa: > الأخبار: النوّاب السنّة: ليلة الضياع بانتظار الـ«ألو» السعوديّة
وكالة نيوز – كتبت صحيفة “الأخبار”: لم ينقلب النوّاب السنّة على الرئيس نجيب ميقاتي، بل يُمكن القول إنّهم «لحّقوا أنفسهم» بالالتحاق بالانقلاب قبل فوات الأوان، أما الذين حدّدت رئاسة الجمهوريّة مواعيد مشاركتهم في الاستشارات صباحاً، فقد كان حظّهم عاثراً لأنّ «التّعليمة» لم تكن قد وصلت بعد.
كان أول أمس ثقيلاً على النواب الذين حاولوا تلمّس الموقف السعودي بشتّى الوسائل، من دون أن يتوصّلوا إلى إجابةٍ واضحة، بعدما غاب السفير وليد البخاري عن السّمع لوجوده خارج البلاد. هكذا، اختلط الحابل بالنابل، فتمّ تفعيل الاتصالات بين النواب السنّة للوصول إلى موقفٍ موحّد، ولا سيّما بين نواب كتلتي «الاعتدال الوطني» و«التوافق الوطني»، الذين راهنوا أيضاً على إمكانية انضمام النواب نبيل بدر وعماد الحوت وبلال الحشيمي إليهم.
ولأن الموقف السعودي كان غير واضح، ظنّ النوّاب أنّ «طويل العمر» لا يُمانع في أن تكون القرارات داخليّةً بحتاً. واستناداً إلى إجابة «فضفاضة» للبخاري رداً على سؤالهم إياه سابقاً عن تسمية ميقاتي، استنتجوا بأن لا «فيتو» على اسم الأخير، إضافةً إلى أنّ الـ«ديل» مع «الثنائي الشيعي»، والذي وُضعوا في بعض تفاصيله، يتضمّن اسم ميقاتي كأول رئيس حكومة في العهد الجديد.
مع ذلك، تريّث معظمهم بعدما لاحظوا أنّ المواصفات التي عدّدها رئيس اللجنة المختصة بلبنان في وزارة الخارجية السعودية، يزيد بن فرحان، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، لا تنطبق على الرئيس الطرابلسي.
ضاع النوّاب، وفضّل بعضهم الانتظار حتى صباح الاستشارات، فيما تسرّعت كتلة «التوافق الوطني» في إعلان دعمها لميقاتي ليل أول أمس، وفهم البعض ذلك بأنّه إشارة سعوديّة وصلت إلى النائب فيصل كرامي. وحتى صباح أمس بدا أن لا فيتو سعودياً على ميقاتي، ما دفع عضو كتلة الاعتدال النائب سجيع عطية إلى الإعلان عبر قناة «أو تي في» أن الكتلة ستصوّت لرئيس الحكومة السابق.
الغياب السعودي عن السّاحة أفضى إلى اتفاقٍ ضمني بين النوّاب السنّة على السيْر بميقاتي. ولكن ما إن بزغ الفجر حتّى تبدّلت معالم المشهد بانسحاب فؤاد مخزومي صباحاً من المعركة بعدما سبقه إبراهيم منيمنة ليلاً. توحّد المُعارضة حول اسم سلام بعد انضمام «القوات» إليها (رغم عدم اقتناعها بسلام)، رأى فيه النوّاب السنّة مؤشراً إلى اتصال تلقّته «معراب» يدل على إرادةٍ سعوديّة بسحب البساط من تحت ميقاتي.
وإذا كان بعض النوّاب بدأوا صباحاً يروّجون بضرورة التّراجع عن تسمية ميقاتي، فإنّ البعض الآخر لم يفهم الرسالة بشكلٍ واضح، واستمر بدعمه لرئيس الحكومة السابق، ومن بينهم بلال الحشيمي.
أمّا عما حصل بعد ذلك، فتختلف الروايات، بين من يؤكّد أنّ الاتصالات بين النوّاب السنّة الـ14 وتحليلهم لموقف «القوات» والكتائب» و«اللقاء الديمقراطي»، كل ذلك أفضى إلى استنتاجٍ بالرغبة السعوديّة، وبين آخرين يؤكّدون أنّ البخاري تكفّل ابتداء من ظهر أمس بتعميم «التعليمة» هاتفياً على رؤساء الكتل ليلبّوا سريعاً «نداء المملكة».
هذه البلبلة أدّت إلى انزعاج النوّاب من تأخّر الإيعاز السعودي وتركهم هائمين على وجوههم حتّى الظهر، وأنّه كان بإمكان الرياض إبعادهم عن هذا الإحراج بعدما كان بعضهم قد سمّى فعلاً ميقاتي أو آخرين أصدروا مواقف داعمة له قبل أن يتراجعوا عنها في أقلّ من 12 ساعة.
ومع ذلك، لا يبدو على هؤلاء أنّهم مقتنعون بتسمية سلام لما فيه من انقلابٍ على «الثنائي الشيعي»؛ بعضهم يبرّر الأمر باستيائهم أصلاً من التفاهمات التي حصلت بين «الثنائي الشيعي» والخارج من دون التنسيق معهم ليشيروا إلى أنّ «هذه هي نهاية التفاهمات الجانبيّة لفريق محدّد»، فيما البعض الآخر يقول: «نحن فعلياً مشينا مع الموْجة بعد أن صارت الأكثريّة في جيْب سلام بغضّ النّظر عن قناعاتنا، وهل تنتظرون منّا أن نتمحور في اصطفاف، فيما بيئتنا السنيّة في مكانٍ آخر؟».