نداء الوطن: “حزب الله” يعاند على جبهتي الجنوب والانتخابات
نداء الوطن: “حزب الله” يعاند على جبهتي الجنوب والانتخابات
عدم حضور بن فرحان رسالة بحد ذاتها
وطنية – كتبت صحيفة “نداء الوطن”: انتهى عام 2024 على مشهد التحولات الاستراتيجية الكبرى في الشرق الأوسط، فيما انطلق العام الجديد في لبنان مثقلاً بتركة الأزمات المتلاحقة العالقة في دوامة التعطيل والانقسام العمودي الحاصل في الملفات كافة.
في ملف رئاسة الجمهورية، حتى الساعة لا مؤشرات توحي بنضوج نهاية سعيدة، خصوصاً أن “حزب الله” لا يزال يتصرف وكأن لا تغييرات كبيرة حصلت في لبنان والمنطقة، ولا يريد الخروج من سلوكيات ماضي حقبتي الاحتلال السوري والهيمنة الإيرانية في لبنان. فهو يتمسك بسلاحه رغم وضوح اتفاقية وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني المنصرم، ويريد رئيساً بمواصفات الماضي بدليل استمراره بترشيح ممثل صريح لحقبة الممانعة هو سليمان فرنجية. وهذه المواقف تعني أنه يفضل تأجيل الاستحقاق بانتظار معطيات تتيح له فرض المزيد من الشروط.
وتشير مصادر لـ “نداء الوطن” إلى أن الضبابية والتكتم الحاصلين وعدم كشف الأوراق قد تفضي إلى جلسة لن يتصاعد منها الدخان الأبيض الخميس المقبل.
وعزز هذا الاحتمال ما صرح به وزير الداخلية بسام مولوي لبرنامج “صار الوقت” على MTV حيث لم يستعبد إمكان عدم انتخاب رئيس الخميس المقبل.
وتضيف المصادر أن استمرار الانسداد الحاصل رئاسياً، قد يؤدي إلى بحث جدي بضرورة حصول انتخابات نيابية مبكرة تؤدي إلى فرز قوى سياسية تطوي وجوه المرحلة السابقة التي جعلت لبنان يتراجع على المستويات كافة.
واستكمالاً للتنسيق والمشاورات لحسم الموقف من التحضيرات لجلسة التاسع من كانون الثاني الجاري، عقد نواب المعارضة اجتماعاً في مقر كتلة “تجدد” أعلنوا في خلاله أن ضرورة انتخاب رئيس لا تعني بأي شكل من الأشكال قبولها بانتخاب رئيس لست سنوات لا يمتلك كل المواصفات.
وفيما كان لبنان على موعد مع زيارة وفد دبلوماسي سعودي رفيع، أكدت مصادر خاصة لـ “نداء الوطن” أن الوفد السعودي برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان لن يزور لبنان هذا الأسبوع. وعدم حضور الوزير بن فرحان يعد بحسب أوساط مطلعة إشارة بحد ذاتها، حتى لو استعيض عنها بزيارة للموفد يزيد بن فرحان. فحضور الوزير السعودي قد يُفسَّر بأن الاستحقاق الرئاسي وصل إلى نتيجة وهذا يناقض الواقع، وكذلك قد يقرأه البعض تزكية لاسم على آخر وهذا أيضاً غير صحيح.
ونفى مصدر مطلع على الموقف السعودي لـ “نداء الوطن” الأخبار التي تداول بها الإعلام في شأن الزيارة القريبة للوزير بن فرحان ووضعها في سياق التكهنات.
وأعاد المصدر تأكيد توجهات المملكة القائمة على دولة خالية من السلاح غير الشرعي، ومؤسسات تدار بنزاهة وعلى تحلي بعض المسؤولين بالمصداقية.
ووفقاً للمصدر عينه “لا أموال خليجية ستتدفق لإعادة الإعمار، ولا دعم يُرتجى طالما لم يتم تطبيق القرار 1701 وطالما ظل الفساد ينخر كل زاوية في إدارات الدولة”.
ويواصل “الحزب” على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم معزوفة المتاجرة ببيع الأوهام والأحلام الشعبوية بأنه مستمر ومقاومته مستمرة، ما يعني استمراره بحال الإنكار التي لم يشف منها بعد.
كلام الشيخ قاسم، استدعى رداً من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي قال على حسابه عبر منصة “إكس”: “شيخ نعيم، الدولة هي أنتم الآن. لديكم الأكثرية الساحقة داخل الحكومة، فاتخذوا الموقف المناسب”.
تشير مصادر في هذا السياق لـ “نداء الوطن” أن الشيخ قاسم الذي نصب نفسه ولياً على الدولة كان الأجدر به وقف قضمه للسيادة والهيمنة على المؤسسات، وتالياً عليه أن يقتنع بسقوطه عسكرياً في المعركة الأخيرة، إلى درجة توسله اتفاقاً لوقف إطلاق النار أعطى حرية الحركة العسكرية لإسرائيل”. وتضيف المصادر “إن عدم التزام “الحزب” باتفاق بنود وقف إطلاق النار، والتي تحتم تفكيك بنيته العسكرية بدءاً من جنوبي الليطاني، سمحت للإسرائيلي بتفعيل “الاتفاق الجانبي” من خلال توسيع مروحة استهدافاته لمراكز “الحزب” العسكرية. وفي هذا السياق أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن الجيش اللبناني لم يستجب لطلبه بإبطال مفعول منصات “حزب الله” الصاروخية ما دفعه إلى استهدافها.
وهناك من يتوقع أن يطرح الموفد الأميركي آموس هوكستين في زيارته المرتقبة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في بعض القرى والبلدات الحدودية بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، نظراً إلى أن “الحزب” يحاول استعادة سيناريو “حرب تموز” عام 2006، بانسحاب صوري لا أكثر.
من جهة أخرى تواصل إيران محاولاتها المتكررة لإنعاش “الحزب” تارة من خلال مده بالأموال وطوراً بالسلاح.
ومن فصول الخروقات الفاضحة هبوط طائرة إيرانية على مدرج مطار رفيق الحريري الدولي. وقال وزير الداخلية بسام مولوي لبرنامج “صار الوقت” عبر الـ MTV إنه تمّ تفتيش الطائرة الإيرانيّة وجهاز أمن المطار يطبّق التعليمات.
وكانت مصادر كشفت لـ “إرم نيوز” عن عزم إيران نقل أموال إلى “حزب الله” من خلال شحنات تصل إلى مطار بيروت على متن رحلة لشركة Mahan Air الإيرانية، ما دفع بالسلطات اللبنانية وخصوصاً الأمنية إلى التحرك.
كذلك لفت أمس رفض موظف في السفارة الإيرانية طلب تفتيش حقيبة دبلوماسية في مطار رفيق الحريري الدولي. ما أعاد إلى الأذهان، حادثة رفض الفريق الأمني التابع للسفارة الإيرانية، الذي حضر لاصطحاب مستشار المرشد الأعلى علي لاريجاني، للتفتيش الدقيق في المطار.
وفي الموضوع السوري علمت “نداء الوطن” أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو سيزور سوريا على الأرجح اليوم، وسيجتمع مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في مقر السفارة الفرنسي. أضافت المعلومات أن الزيارة استكشافية للاطلاع على مشروع القيادة الجديدة وحماية المصالح الفرنسية مستقبلاً.