كيف تواجه المملكة العربية السعودية تحديات إدارة ترامب؟
وفي الشرق الأوسط، هناك اهتمام وقلق كبيرين بشأن مواقف الرئيس المنتخب في سياق حرب النظام الإسرائيلي في غزة، والتي امتدت إلى لبنان واليمن والعراق في الأشهر الأخيرة. ووعد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراعات الإقليمية، وسيتم اختبار مدى صحة هذا الوعد بعد تنصيبه في 20 يناير 2025.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، لا تزال أمريكا تعتبر شريكا استراتيجيا حيويا بغض النظر عن الحزب السياسي الحاكم في واشنطن. تاريخيا، شعر السعوديون براحة أكبر مع الحكومات الجمهورية، خاصة في ضوء التوترات التي حددت العلاقات الأمريكية السعودية خلال رئاسة باراك أوباما، وكان لها تأثير عميق على المسؤولين السعوديين.
إنهم يعرفون ترامب جيدا ووجدوا شريكا داعما له في ولايته الأولى، على الرغم من بعض النكسات. ونتيجة لذلك، تأمل السعودية أن تجلب الولاية الثانية لرئاسة ترامب تعاونا فعالا في مختلف القطاعات.
مرت العلاقات السعودية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بعملية معقدة. ولم يكن فوز بايدن عام 2020 خبرا جيدا للسعودية، خاصة بالنظر إلى دوره السابق كنائب لأوباما وانتقاده الصريح للمملكة خلال الحملة الانتخابية، التي وصفت السعودية بأنها “منبوذة دوليا”.
بدأ عمل إدارة بايدن بإجراءات من بينها تعليق دعم العمليات العسكرية السعودية في اليمن وتعليق بيع الأسلحة الهجومية، وهو ما أثار غضب المملكة السعودية. وكان إصدار تقرير استخباراتي في فبراير 2021 حول اغتيال الناشط السعودي المعارض جمال خاشقجي بمثابة إشارة سلبية أخرى للرياض.
وتحسنت العلاقات بين الجانبين في النصف الثاني من ولاية بايدن. وكشفت حرب أوكرانيا أهمية إعادة العلاقات مع السعودية بغرض استقرار أسعار النفط بالنسبة لفريق بايدن. وكان من المفترض أن تكون زيارة بايدن إلى جدة في يوليو 2022 نقطة تحول في العلاقات، لكن التصريحات الانتقادية بشأن قضية خاشقجي قوبلت باستياء الرياض. وعلى الرغم من ذلك، تم إدراج التعاون الإقليمي، بما في ذلك تمديد وقف إطلاق النار في اليمن والجهود المبذولة لحل أزمة السودان، على جدول الأعمال.
قضية التطبيع
وركزت الولايات المتحدة على الدفع باتفاقية تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الإسرائيلي، والتي من المرجح أن تشمل اتفاقية دفاع أمريكية سعودية، وإطلاق برنامج نووي مدني، والتعاون في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من العلاقات الإيجابية نسبيا مع إدارة بايدن، فإن التفضيل السياسي للنخبة السعودية لعودة ترامب يرجع إلى حد كبير إلى علاقة ترامب الشخصية بولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لقد تصرف السعوديون كرجل أعمال بارع فيما يتعلق بترامب وحاولوا الحفاظ على علاقاتهم حتى بعد مغادرته البيت الأبيض، بما في ذلك استثمار ملياري دولار في صندوق الاستثمار العام لشركة صهر ترامب.
ومن وجهة نظر السعودية، يمكن لترامب أن يساعد جهود البلاد في تنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأميركية في مشاريع «رؤية 2030». ومن غير المتوقع أن يثير قضايا حقوق الإنسان في المحادثات، كما أن اتخاذ موقف صارم ضد إيران يمكن أن يتماشى مع المصالح الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية. ومع ذلك، قد يكون هذا مجرد تفاؤل، حيث يميل ترامب إلى تقليص الدور الأمريكي في الشرق الأوسط.
التحدي الرئيس الذي يواجه السعودية هو التوصل إلى اتفاق حول تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، ويتطلب إيجاد حل للقضية الفلسطينية. تريد المملكة العربية السعودية مسارا موثوقا لإقامة دولة فلسطينية، ولكن بسبب خطط ضم الضفة الغربية ومعارضة حل الدولتين، ستكون هذه المفاوضات معقدة للغاية.
وأخيرا، على الرغم من أن عودة ترامب يُنظر إليها بنوع من الارتياح في السعودية، إلا أنها لا تضمن غياب التحديات المستقبلية. يمكن لاستراتيجية محددة وفعالة للتفاعل أن تجعل العلاقات أكثر سهولة بالنسبة للسعوديين. وستظل قضايا مثل أسعار النفط والاستثمار الأجنبي والتعامل مع إيران والقضايا الإقليمية هي المحاور الرئيسية للعلاقات المستقبلية.
المصدر: موقع راهبرد معاصر
————————
المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
النهاية
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-12-08 04:15:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي