المحلل السیاسی الدکتور إبراهیم العرادی لـ “تسنیم”: الوعد الصادق 3 آت، ومحور المقاومة سیقضی على نتنیاهو وکیانه- الأخبار الشرق الأوسط
الحوار:
أكثر من عام مرّ على الحرب الشرسة التي يشنها العدو الصهيوني ضد غزة ولبنان وجبهات الدعم والإسناد، في معركة يستقوي فيها العدو الصهيوني بطائراته على الشعب اللبناني الفلسطيني، لكنه لم يستطع إحتلال شبراً واحداَ من القرى الحدودية اللبنانية مع فلسطين، رغم الدعم الذي يلقاه من الأميركي في هذه الحرب التي يقودها المجرم بنيامين نتنياهو ممارساً كل أشكال القتل والإجرام.
تطورات مختلفة تشهدها الساحة الإقليمية اليوم، لكن السؤال كيف سيكون تأثير نجاح ترامب في الإنتخابات الأميركية على مجرى الحرب في غزة ولبنان؟ وماذا عن تفاقم قدرات الجبهات والإسناد؟ مع ضيفنا المحلل السياسي ومدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الدكتور إبراهيم العرادي من لندن فتحنا كل هذه الملفات، وكان اللقاء التالي:
الحروب ضد لبنان وفلسطين لم تتوقف يوماً، والكيان الصهيوني وأميركا كانوا يتهيّؤون لهذه الحرب
من إمتدادات لهزائم المختلفة التي مُني بها الصهاينة خلال المعارك الماضية، وتأثيرها على واقع الحرب بدأنا الحديث، حيث قال العرادي بأن الإعتداءات الصهيونية على غزة ولبنان لم تتوقف يوماً، 14 شهراً من الحرب لم تحقق اهدافها حتى اليوم، فهناك شعب مظلوم محاصر يريد تقرير مصيره، وهذا الشعب الفلسطيني الذي عانى ما عاناه خلال تلك العقود من الزمن، جاء طوفان الأقصى ليكون رداً على كل هذا الظلم، ثم جاء الإستهداف للبنان بدءاً من إستهداف البيجر الى اغتيال القيادات، واغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، ما يدل على أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة،راعية الإرهاب، كانوا يتهيّؤون لهذه الحرب، لكن في المقابل خرج لهم شباب مناضلين يواجهون هذا الكيان الصهيوني والأميركي بكل عزم وقوة.
الحروب اليوم هي حروب متوحشة وقوة الإيمان تفوق قوة السلاح
الى “الشرق الأوسط الجديد إنتقلنا في حوارنا، وأين أصبح في مخطط نتنياهو وما إذا كانت إحداثيات المعركة اليوم هي دليل وعلامة على تغيّر استراتيجي في موازين القوة في المنطقة، قال العرادي بأن “الشرق الأوسط الجديد” هو شرق يريده الأميركي بلا كرامة وبلا عزة وبلا مساجد وبلا صوت للآذان، والسفيرة الأميركية في بيروت تبشّر به اليوم وتعمل جاهدة للضغط على لبنان للقبول به، لكن ثمن هذا الشرق الأوسط الجديد هو دماءنا ودماء شبابنا الغالي، وما يحدث اليوم من صمود في غزة وفي لبنان وعند محور المقاومة لن يسمح لهذا الشرق أن يتحقق ذلك انه مع وجود الشرق الأوسط الجديد سينتهي القدس وسينتهي الإسلام وكل ما يرتبط به.
واضاف العرادي بأن الحروب اليوم اتخذت شكلاً آخر، هناك حروب مفخخة كما حدث في تفجيرات البيجر، وهناك حروب الإعلام وما يجرّه من تداعيات، والصهيوني اليوم يستحقر مشاعر المسلمين من خلال الإبادات التي يمارسها، لذلك حروب اليوم هي حروب متوحشة، وكل هذه الحروب تُباد بالقنابل والصواريخ والأسلحة الأميركية، والحرب اليوم هي حرب غير مسبوقة، حرب جماعية كاملة لهذه الشعوب، لكن في المقابل قدر المقاومين اليوم ان يقاوموا، وقوة الإيمان تفوق قوة السلاح، كما أن حروب اليوم هي أحد اهداف السياسة، من خلال الحروب يريدون أن يأخذوا أي هدف مهما كان ثمنه، والدولة العميقة التي تقوم عليها أميركا والغرب اليوم هي مسح للآخر بكل تفاصيل، سواء في لبنان أو في غزة أو ايران أو اليمن وغيرها من الدول، الغرب يسعى اليوم الى تسكيت كل المنطقة بدافعه عن الكيان الصهيوني وأمنه مقابل قتل وذبح المواطنين في غزة ولبنان…
الوعد الصادق 3 سيأتي وإيران لن تخلف وعدها
وفي الردّ الإيراني بعملية “الوعد الصادق 3” تطرق العرادي الى “الوعد الصادق 2 ” مشيراً إلى أن رسالة هذا الردّ وصلت الى الدولة العميقة الغربية في أوروبا وأميركا حلفاء الكيان الصهيوني، وكان واضح التيهان داخل الكيان والدول الأوروبية، وكيف منعوا نقل الصور الى الإعلام، لذا “الوعد الصادق 2 ” كان رداً استراتيجياً ثبّت توازن الردع ليس فقط مع الكيان بل مع كل الغرب، لذا الوعد الصادق 3 سيأتي وإيران لن تخلف وعدها في الرد، الوعد الصادق 3 يعرف نتنياهو ان نهايته ستكون في عملية الوعد الصادق 3، والعالم كله عرف ماذا يعني أن تقرر إيران “الوعد الصادق 3” حتى مع وجود ترامب وتهديداته بقصف المفاعل النووية في ايران.
ترامب مجرم حرب بإمتياز، وينظر الى العالم بأرقام والنصر القادم نصر الأمة التاريخي
وعن نتائج الإنتخابات الأميركية وتأثيراتها على مجرى الحرب في كل من لبنان وغزة والمنطقة، أضاف الدكتور إبراهيم العرادي بأن الجميع دون استثناء رأوا جرائم الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وكذبه وقوله أن ترامب قد إنتهى وستنتهي الحرب في روسيا واوكرانيا، وهنا لا بد أن نتذكر جريمة ترامب التي أفجعت الأمة بإغتيال القائدين الشهيدين العزيزين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بقرار أميركي، لذلك فإن ترامب مجرم حرب بإمتياز، وهو ينظر الى العالم بأرقام ودولارات، وفي رئاسته اليوم سيقدّم كل مخزون الكره والحقد خلال هذه الولاية من حكمه، ومهما كان الدعم للكيان، وبعد 45 يوماً من المجازر لم يستطيعوا هؤلاء الصهاينة احتلال قرية واحدة، رغم محاولاتهم لتسجيل أي مشهد للنصر، ومع هذا هم فشلوا لأن مستوى الصمود اللبناني وذكاء المقاومة الإسلامية في لبنان وكشفها للأسلحة أدخلت الصهاينة في دوامة البحث عن نصر وهمي وسيكون النصر القادم، هو نصر الامة التاريخي.
الصهيوني يعيش “عقدة الثمانين” وأساس تقويته هم الحكّام في المنطقة
وعن حالة التراجع التي يشهدها الكيان الصهيوني وإتجاهه نحو الزوال والهزيمة وتآكله، أشار العرادي إلى أن الدعم العسكري المقدم للصهيوني دعم غير مسبوق، لكن في المقابل أصبح هذا الكيان ضعيفاً، وما يخرج من الكيان الصهيوني من بروباغندا هو كاذب، الصهيوني يقتل اليوم الأطفال والنساء ويستقوي بقتلهم في مختلف أراضي لبنان، لكن على الحدود اللبنانية مع فلسطين هم مهزومون ويتراجعون، وما قتلهم للمواطنين بالإستقواء الجوي هو نتيجة لهزيمتهم في المعركة البرية في جنوب لبنان، وهذا الصهيوني يعيش اليوم عقدة سماها الشهيد الشيخ أحمد ياسين أنها “عقدة الثمانين”، فهو كيان لقيط ومحتل ومزروع لا يشعر بالأمان بوجوده، وتأتيه اليوم الصواريخ من العراق ومن لبنان ومن اليمن ومن كل الأماكن، إضافة الى غضب الشعوب اليوم من هذا الكيان، أما أساس تقويته فهي الحكّام في المنطقة، فهم من جعلوا هذا الكيان يتفاخر ويمشي، ونحن في البحرين اليوم لدينا المئات من المعتقلين فقط لأنهم دافعو عن فلسطين.
قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي: محور المقاومة سيكون أقوى وسيستمر
واما عن تحقيق أهدافه من إغتيال القادة في هذه الحرب، يرى العرادي أن أميركا والكيان الصهيوني لم يحققوا أي هدف من اغتيال كل القادة، سواء بإستشهاد الشهيد عماد مغنية واستشهاد الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وسيد العشق وسيد النصر والسيد هاشم صفي الدين والقادة في قوة الرضوان وغيرهم، وهذه الأمة التي تقدّم قادتها شهداء لن تسمح للكيان من تحقيق أي هدف، وكلام قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بأن محور المقاومة سيكون أقوى وسيستمر، اعطانا الأمان والأمل بقدرة وقوة المقاومة، ولن يستطيع أي كيان أو أي قوة أن تقف أو تمنع أو تُخرج حزب الله والمقاومة من المنطقة.قادتنا دخلوا التاريخ والقادة الصهاينة ذهبوا الى مزابل التاريخ.
شعب البحرين فاعل في محور المقاومة وأحداث أمستردام هي الأهم بعد طوفان الأقصى
وعن جبهات الإسناد اليمن والعراق أكّد العرادي أن هذه الجبهات تنمو يوماً بعد يوم، والمقاومون هم رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه، وقد أظهر اليمنيون أنهم من أشجع شعوب العالم وأوفاها، وهكذا في العراق القوي محط انظار الأميركي، فالفصائل العراقية يسجلون معادلة صعبة في المنطقة، وشعبه شعب كريم محفوف بالكرم والغيرة، وعن البحرين وشعبها الأبي الذي يتضامن مع لبنان وغزة، رغم ما يعانيه من تحديات من الحكومة التي تمنع التظاهر لإستشهاد سيد المقاومة السيد حسن نصرالله، وشعب البحرين فإنه يدعم المقاومة ويتفاعل معها سيكون شعب فاعل في محور المقاومة. وعن أحداث أمستردام، قال العرادي بأنها الأهم بعد عملية طوفان الأقصى، والرسالة التي قالتها أمستردام كانت رسالة لكل الدول الغربية، وستؤثر على المستوطنين الصهاينة أينما كانوا في العالم، طوفان الأقصى غيّر وجهة نظر العالم حول الصهاينة واجرامهم.
انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-13 20:58:27
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي