ٍَالرئيسيةموضوعات وتقارير

دور الحاخامات في تغيّر العقيدة القتالية في “إسرائيل”

دور الحاخامات في تغيّر العقيدة القتالية في “إسرائيل”

تشتد المشاكل داخل “اسرائيل” بشأن تجنيد الحريديم، ويهدد الحزبان الدينيان في الحكومة “شاس” و”يهدوت هتوراه”، بالتصويت ضد الميزانية المالية، إذا لم يتم المضي قدماً في قانون الإعفاء من التجنيد.

لكن، بالتوازي مع هذا الجدال السياسي والقانوني، كان لافتاً تصريح المحلل السياسي للقناة “الـ12” الإسرائيلية، عميت سيجال، الذي قال إن “60% من الجنود القتلى خلال الشهر الجاري  في لبنان هم من أتباع تيار الصهيونية الدينية، وهم من مستوطني الضفة الغربية”.

بدأ هذا يتغير في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فلقد حصلت الحاخامية العسكرية على دور جديد لربط الجنود بجذورهم اليهودية وغرس روح القتال فيهم، القائمة على الإيمان والتقاليد التي تعود إلى قرون. وهكذا، في عام 2001، أنشأت الحاخامية فرع “الوعي اليهودي”، الذي يقدم إلى الجنود جولات ومحاضرات عن اليهودية ودروساً تدمج معاً التعاليم الدينية مع القيم العسكرية مثل التضحية بالنفس.

عام 2016، أعلن رئيس أركان “الجيش” الإسرائيلي الأسبق، غادي آيزنكوت، أنه سينقل وحدة “الوعي اليهودي” من سلطة الحاخامية العسكرية، ويضعها تحت سلطة مديرية شؤون الموظفين، بعد أن تعرضت لانتقادات من داخل الجيش وخارجه بسبب دفعها أجندة أيديولوجية دينية يمينية، وبعد أن انتقدها الجنود العلمانيون متخوفين من أن يؤدي كثرة التدين في الجيش إلى تساؤل الجنود عمن يجب أن يطيعوا: ضابطهم أم الله.

مؤخراً، برز دور هؤلاء خلال الحروب على غزة ولبنان، بحيث تفيد التقارير بأنهم يضطلعون بدور واسع لتعزيز الروح القتالية للجنود وعدم استسلامهم لأنهم يقاتلون من أجل “التوراة”، لذا من واجبهم التشبث بالأرض وبعدم الرحمة مع العدو. ينتقدهم البعض مؤكدين أنهم السبب في دفع الجنود إلى عدم التمييز بين المدنيين والعسكريين، إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

في المحصلة، يبدو أن البُعد العقائدي الديني دخل عقيدة “الجيش الاسرائيلي”، وهو ما يمكن أن يفسّر قدرة “إسرائيل” على خوض حرب استنزاف مدة عام، والتأقلم الاسرائيلي مع نسبة الخسائر البشرية العالية. وتشير الدراسات الاسرائيلية الحديثة إلى أنه “لا يوجد مكان آخر في إسرائيل يتجلى فيه النفوذ المتزايد للقوميين الدينيين وامتدادهم بشكل أوضح من داخل المؤسسة العسكرية”.

ليلى نقولا، الميادين نت

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى