ٍَالرئيسية

انفجارات جديدة في لبنان.. ماذا يحدث؟ | أخبار حزب الله

بعد يوم واحد من انفجار آلاف أجهزة النداء في مختلف أنحاء لبنان، أدت انفجارات أخرى لأجهزة محمولة، بما في ذلك أجهزة اتصال لاسلكية، وأجهزة كمبيوتر محمولة، وأجهزة راديو، إلى مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة 450 آخرين.

وأدى تفجير أجهزة استدعاء تابعة لأعضاء حزب الله، الثلاثاء، إلى مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 3 آلاف آخرين.

انتشرت بسرعة عبر تطبيقات المراسلة تقارير عن وقوع عدة انفجارات متزامنة يوم الأربعاء، حيث شارك الناس صورًا لأجهزة اتصال لاسلكية منفجرة ومباني سكنية مشتعلة. وإليكم ما نعرفه:

أين وقعت الانفجارات الجديدة في لبنان؟

لا تزال المعلومات تتوالى، لكن التقارير أفادت بوقوع عدة انفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت وكذلك في مدينة صور الجنوبية بعد ظهر الأربعاء.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مركبات تحترق ودخانا يتصاعد من منطقة سكنية في حين وردت تقارير عن انفجار أجهزة اتصال لاسلكية وحتى خلايا شمسية.

وقال مراسل الجزيرة علي هاشم إنه شهد انفجار سيارة أثناء تشييع جنازة في جنوب لبنان، مشيرا إلى أن النيران اشتعلت فيها على ما يبدو نتيجة انفجار من الداخل وليس نتيجة إصابتها بطائرة مسيرة.

وقال “وقعت عدة انفجارات في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت… في أجهزة اتصال لاسلكية وليس أجهزة استدعاء”.

ووصف الفوضى في الشوارع مع سباق سيارات الإسعاف لالتقاط الجرحى وورود تقارير عن وقوع المزيد من الانفجارات ونشر الذعر.

وأضاف هاشم: “ربما نشهد موجة أخرى، وهو أمر مقلق حقا، خاصة وأن حادثة الأمس أثرت بالفعل على القطاع الصحي بأكمله”.

ماذا انفجر؟

هناك تقارير عن انفجار عدة أجهزة مختلفة.

ومن بينها أجهزة اللاسلكي، والهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وحتى بعض أنظمة الطاقة الشمسية.

وذكرت التقارير أن عدة سيارات انفجرت أيضًا، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان سبب ذلك هو انفجار السيارة نفسها أو شيء بداخلها.

ما هي أجهزة اللاسلكي التي انفجرت؟

جهاز اللاسلكي العادي هو جهاز لاسلكي محمول ثنائي الاتجاه يسمح للأشخاص بتبادل الرسائل مع قاعدة جهاز اللاسلكي أو الآخرين الذين يحملون أجهزة استقبال متنقلة.

إنها أجهزة قصيرة المدى وتحتاج إلى البقاء بالقرب من قاعدتها لإرسال الإشارات.

الأجهزة التي تسمى بأجهزة اللاسلكي هي على ما يبدو أجهزة IC-V82، التي تصنعها الشركة اليابانية ICOM.

تتمتع أجهزة الراديو بمدى أكبر بكثير من أجهزة اللاسلكي العادية، ويتم استخدام أجهزة IC-V82، وفقًا لصحيفة جيروزالم بوست، عادةً من قبل الهواة للاستخدام الشخصي وليس للبث التجاري أو في حالات الطوارئ.

جهاز راديو انفجر في بعلبك بلبنان في 18 سبتمبر 2024 (سليمان أمهز/الأناضول)

كيف يمكنك جعل أجهزة اللاسلكي تنفجر؟

مرة أخرى، التفاصيل ليست واضحة بعد.

وتساءل بعض المراقبين عما إذا كانت الانفجارات التي وقعت يوم الأربعاء مماثلة لما حدث مع أجهزة النداء.

ومن الممكن أن يكون قد تم اختراق سلسلة التوريد بهذه الطريقة وتم تحميل الأجهزة بما يتراوح بين 1 إلى 3 جرامات (0.04 إلى 0.11 أونصة) من المتفجرات القوية.

ويبدو أن بعض أعضاء حزب الله على الأقل يعتقدون أن الانفجارات مرتبطة بالبطاريات.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن عددا منهم سارعوا إلى إخراج البطاريات من أجهزة الراديو الخاصة بهم وإلقائها بعيدا بعد انفجار أحدها أثناء جنازة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

تستخدم أجهزة النداء الإرسال والاستقبال اللاسلكي كما يفعل الراديو بالطبع.

ويبدو أن أغلب الأجهزة التي تأثرت كانت عبارة عن أنظمة اتصالات، ولكن وردت أيضًا بعض التقارير عن انفجار أجهزة أخرى، مثل الألواح الشمسية. وقد أدى انفجار واحد على الأقل إلى إصابة فتاة.

واتهم حزب الله والحكومة اللبنانية إسرائيل بالمسؤولية عن الانفجارات، لكن إسرائيل لم تعلق على الأمر.

مقاتلو حزب الله يحملون أحد توابيت رفاقهم الأربعة الذين سقطوا.
يحمل مقاتلو حزب الله أحد توابيت رفاقهم الأربعة الذين قتلوا في 17 سبتمبر/أيلول 2024، عندما انفجرت أجهزة النداء المحمولة الخاصة بهم في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان (بلال حسين/أسوشيتد برس)

لماذا تنفذ إسرائيل هذه التفجيرات؟

ورغم أن الاستراتيجية الإسرائيلية على المدى الطويل غير واضحة، فإن الهجمات تشكل تصعيداً ملحوظاً ضد حزب الله ولبنان.

وتأتي الانفجارات بعد أشهر من الصراع منخفض الشدة في الغالب بين إسرائيل وحزب الله، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة.

أثار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت المخاوف أكثر مساء الأربعاء، عندما قال إن الجيش الإسرائيلي سيحول قواته وموارده من حربه المستمرة منذ ما يقرب من عام في غزة إلى الشمال حيث تحد إسرائيل لبنان.

ما مدى حجم الضربة التي وجهت لحزب الله؟

كانت الهجمات بمثابة خرق أمني هائل لحزب الله فضلاً عن كونها أداة قوية لشن هجمات إلكترونية. الحرب النفسية ويتساءل بعض المحللين عما إذا كانت هذه الإجراءات قد هزت صورة المجموعة محليا.

وقال المحلل السياسي والأمني ​​إيليجا ماجنييه إن أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله بدت وكأنها لا تزال تعمل، وأضاف بعد الهجوم الأول أن آلاف أجهزة الاستدعاء القديمة لم تتأثر وأن المجموعة لديها وسائل اتصالات آمنة بديلة.

ومع انتشار الذعر، بدأ الناس في لبنان بالتخلص من أجهزتهم أو أخذها إلى المتاجر للفحص.

وفي المستشفى الأميركي، استخدم الجيش اللبناني تفجيراً متحكماً به لإبطال مفعول عبوة غير منفجرة على ما يبدو اكتشفها طاقم طبي في سيارة إسعاف.

وفي يوم الأربعاء، قبل الانفجارات الأخيرة، قالت حزب الله إنها هاجمت مواقع مدفعية إسرائيلية بالصواريخ في أول ضربة على إسرائيل منذ الهجمات الأولية، بحسب رويترز.

ماذا بعد؟

وقال مراسل الجزيرة عمران خان من بيروت “إن هذا الهجوم الذي شنته إسرائيل يُنظر إليه في لبنان باعتباره هجوماً إرهابياً لأنه غذى الرعب. الناس خائفون”.

وقال ماجنييه إن إسرائيل نجحت في “إثارة البلبلة بين حزب الله والمجتمع”.

وأشار إلى أن التقارير المتتالية ومناخ الفوضى يشيران إلى أن استراتيجية إسرائيل في الانتظار أكثر من 24 ساعة قبل التفجيرات الثانية كانت ناجحة.

وأضاف أن “هذا هو بالضبط هدف إسرائيل ــ خلق مثل هذا الارتباك والتحضير ربما لمرحلة ثالثة”.

“علينا أن ننتظر ونرى ما يستعدون له بعد ذلك لأن هذا ليس نهاية الأمر”.

تجمع الناس بينما يتصاعد الدخان من محل لبيع الهواتف النقالة في صيدا
أشخاص ينظرون إلى الدخان المتصاعد من متجر لبيع الهواتف المحمولة في صيدا، 18 سبتمبر 2024 (حسن حنكير/رويترز)

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-19 00:34:21
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى