بزشكيان في العراق؛ أول زيارة خارجية للرئيس الايراني الجديد منذ انتخابه
وتأتي زيارة الرئيس بزشكيان للعراق بعد نحو أسبوعين من زيارة الأربعين الحسيني وتوافد الزوار الايرانيين على العراق لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وكرم الضيافة الذي أبداه العراق والعراقيون لزوار الأربعين وهو الأمر الذي أشار إليه بزشكيان مشيدا بالعراق حكومة وشعبا في هذا الخصوص.
وذكرت المصادر الايرانية أن من المقرر أن يتم خلال الزيارة التوقيع على 15 مذكرة تفاهم تسهم في تدعيم التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي لا سيما في مجال زيارة زوار الأربعين والعتبات المقدسة.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان أن الأخير سيعقد مع بزشكيان “مباحثات موسعة تركز على تطوّرات الأوضاع في المنطقة والأحداث في غزة، فضلا عن البحث في تعزيز ملفات التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري، والشراكة في عدد من قطاعات التنمية”.
وتقيم ايران والعراق تعاونا وثيقا في المجالات المالية والتجارية والنقل، إذ يستورد العراق نحو 10 مليارات دولار من أنواع السلع والمنتجات الايرانية بما فيها الأدوية والمحاصيل الزراعية ومواد البناء والصناعات الغذائية ليعد الشرك التجاري المهم لايران، إذ يتوقع مكتب غرب اسيا بمؤسسة تطوير التجارة الايرانية ان يرتفع حجم التجارة بين ايران والعراق إلى 20 مليار دولار حتى عام 2028.
ووضعت ايران على جدول أعمالها تصدير الخدمات الفنية والهندسية إلى العراق فيما وضعت الشركات الايرانية على جدول الأعمال تصدير خطوط الانتاج والمكائن الصناعية وكذلك تطوير البنى التحتية بما فيها شق الطرق وبناء السدود في العراق.
وتصدّر إيران ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يوميا إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة. وهناك متأخرات في الدفع على العراق مقابل هذه الواردات التي تغطي 30% من احتياجاته من الكهرباء، تقدّر بمليارات الدولارات.
وسيزور الرئيس الايراني مدينة البصرة لتفقد الموانئ التجارية والنفطية في هذه المدينة التي تعد العاصمة الاقتصادية والتجارية للعراق ومينائه بجنوب البلاد.
وقال القنصل العام الايراني في البصرة علي عابدي ان زيارة بزشكيان إلى البصرة هي أول زيارة لرئيس جمهورية إلى هذه المحافظة العراقية ربما على مدى الأعوام الـ100 الأخيرة، وهذا نابع من موقع وأهمية البصرة الخاصين بالنسبة لايران.
وسيتم خلال زيارة الرئيس الايراني للبصرة متابعة مشروع إنشاء الخط الحديدي شلمجه- البصرة، وهو المشروع الذي تابعته الحكومات الايرانية المتعاقبة.
وفي أيلول/سبتمبر 2023، أطلق البلدان مشروع الربط السككي البصرة- شلمجة وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر شلمجة الحدودي الايراني على مسافة أكثر من 32 كيلومترا.
وتتضمن زيارة بزشكيان للعراق، زيارته لإقليم كردستان العراق، ويُقال أنها ستكون الزيارة الأولى لرئيس ايراني إلى الإقليم ومدينتي أربيل والسليمانية منذ انتصار الثورة في ايران عام 1979.
وتكتسي العلاقات بين طهران وبغداد أهمية بالغة بالنسبة للطرفين لكونها استراتيجية ووجود التعاون الواسع بينهما في مكافحة التطرف وتنظيم داعش.
وفي اذار/مارس 2023، وقع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية إيرانية معارضة في شمال العراق.
ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات الكردية الإيرانية وإبعادها عن الحدود المشتركة.
وقال حسن قشقاوي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الايراني أن الزيارة الاولى لجميع الحكومات المتعاقبة تتم عادة للدول الصديقة، ونظرا إلى أن العراق تربطه أواصر وأوجه اشتراك تاريخية وثقافية وسياسية ودينية مع ايران، فان أول زيارة خارجية للرئيس بزشكيان، تمت للعراق الذي يحظى بمكانة مهمة واستراتيجية.
ورأى أن زيارة بزشكيان لبغداد مؤشر على النظرة الاستراتيجية للحكومة الرابعة العشرة لتمتين العلاقات مع دول الجوار وقال ان الرئيس بزشكيان سيحمل رسالة شكر وتقدير الشعب الايراني للعراق لاستضافته زوار الأربعين الحسيني.
أما وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي فقد أعرب عن أمله بان تسهم هذه الزيارة في المزيد من توسيع العمق الاستراتيجي للعلاقات بين ايران والعراق، وأن تُدخل التعاون بينهما مرحلة جديدة.
وأضاف عراقجي الذي يرافق بزشكيان في هذه الزيارة أنها الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الجمهورية، وكنا بصدد أن تتم الزيارة الخارجية الاولى إلى بلد نقيم معه أوثق وأقرب العلاقات والأواصر.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الايرانية أن التعاون مع العراق يغطي المجالات السياسية والإقليمية والاقتصادية والبيئية لا سيما في القطاعات الشعبية بما فيها مسيرة الأربعين وزيارة العتبات المقدسة.
وتابع: اننا جيران مع العراق وقد أقمنا خلال السنوات الأخيرة تعاونا وثيقا في المجال الأمني وتم التوقيع على اتفاق أمني بين البلدين مشيرا إلى أن الحدود المشتركة تحولت إلى حدود السلام والتبادل.
أما فيما يخص زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى إقليم كردستان العراق، قال القنصل العام الايراني في أربيل نصر الله رشنودي أن زيارة بزشكيان إلى بغداد وبعدها أربيل تأتي بدعوة من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، وهدفها توسيع العلاقات الثنائية في جميع المجالات.
وقال أن العلاقات بين ايران وإقليم كردستان العراق، متينة ومهمة، وبلا ريب فان زيارة بزشكيان ستزيد من اهمية هذه العلاقات.
وأضاف ان الرئيس الايراني سيزور مدينة السليمانية في ختام زيارته لأربيل ليضع إكليلا من الزهور على قبر الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
أما الرئيس الايراني مسعود بزشكيان نفسه فقد قال قبيل مغادرته طهران إلى العراق أن زيارته الخارجية الأولى تتم إلى البلد الشقيق والصديق العراق وفي إطار التواصل الحميمي مع دول الجوار لا سيما العراق الذي نقيم معه تعاونا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وهو مركز العلم والثقافة الاسلامية.
وأضاف انه سيعقد لقاءات ومباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين في بغداد، ومن ثم يتوجه إلى كربلاء المقدسة لزيارة مرقد الإمام الحسين (ع) والنجف الأشرف لزيارة مرقد الإمام علي (ع) مؤكدا: “كنت أحب كثيرا أن أزور مرقد الإمام علي (ع)”.
وأكد أن هذه الرحلة ستكون جيدة وفعالة من أجل خلق وتعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية مع الدول الإسلامية بدءا بالعراق.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-12 11:02:05
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي