صربيا تعتزم شراء 12 طائرة رافال مقاتلة في إشارة إلى الصناعة الأوروبية

باريس – وافقت صربيا على شراء 12 طائرة مقاتلة من طراز رافال من شركة داسو للطيران الفرنسية لتحل محل أسطولها من طائرات ميج 29، في صفقة وصفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنها تغيير استراتيجي للدولة الواقعة في البلقان والتي تحافظ على علاقات مع روسيا والصين.

وذكرت وسائل إعلام فرنسية نقلا عن الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن قيمة العقد لشراء تسع طائرات رافال ذات مقعد واحد وثلاث طائرات ذات مقعدين تبلغ 2.7 مليار يورو (3 مليارات دولار). وقال فوسيتش في مؤتمر صحفي إن سعر الشراء يشمل حزمة لوجستية مساعدة ومحركات احتياطية وقطع غيار.

وأشاد ماكرون باختيار صربيا لطائرات رافال باعتباره أمرا إيجابيا لأوروبا، سعيا إلى تجنب الانتقادات بشأن بيع فرنسا مقاتلة عالية الكفاءة لدولة غير عضو في حلف شمال الأطلسي وحليف لروسيا لا تعترف باستقلال كوسوفو المجاورة. وكانت صربيا تعتمد عادة على روسيا ومؤخرا الصين في الحصول على معظم معداتها العسكرية.

وقال ماكرون “إنها أخبار رائعة لأنها تمثل تغييرًا، وبذلك تساهم في السلام في أوروبا. لدى صربيا شركاء آخرون، وتاريخ من هذه الشراكات، لكنها فرصة وتغيير استراتيجي، على الرغم من الكثير من الضغوط. إنها شجاعة استراتيجية حقيقية وفرصة لأوروبا”.

وقالت شركة داسو للطيران في بيان عبر البريد الإلكتروني مساء الخميس إن الرئيس التنفيذي للشركة إريك ترابييه ووزير الدفاع الصربي براتيسلاف جاسيتش وقعا عقد بيع طائرات رافال في بلغراد بحضور ماكرون وفوتشيتش. وأضافت الشركة أن العقد “يشهد على تصميم الرئيسين على جعل هذه الشراكة ناجحة”.

كانت صربيا تتطلع إلى الموردين المقيمين في أوروبا لاستبدال بعض معدات الطيران القديمة لديها، استلام التسليم لطائرتي نقل من طراز إيرباص C295 في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

وتستخدم كرواتيا واليونان طائرات رافال، وقال ماكرون إن انضمام صربيا إلى النادي يمثل “فرصة هائلة” للتكامل الإقليمي.

وقال ماكرون إن شركة داسو للطيران تتخذ عادة كل الاحتياطات اللازمة لحماية الملكية الفكرية والخبرة الفرنسية، داعيا إلى الثقة في الشركة ووزارة الدفاع الفرنسية “لأنهما فعلتا كل شيء بأعلى المعايير، تماما كما فعلنا في جميع البلدان التي تم توقيع عقود مماثلة فيها”.

وذكرت صحيفة لا تريبيون الفرنسية أن صربيا تشتري الطائرات من طراز إف 3 على أن يتم التسليم بحلول عام 2029، ولا يشمل سعر الشراء الأسلحة مثل الصواريخ والقنابل، دون أن تذكر من أين حصلت على المعلومات. وقال فوسيتش إن الطائرات سيتم تسليمها بصواريخ جو-جو متوسطة المدى من طراز ميكا من إنتاج شركة إم بي دي إيه وليس صاروخ ميتيور طويل المدى الأكثر تطوراً، وفقاً لرويترز.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، طلبت فرنسا 42 طائرة رافال إضافية في صفقة تزيد قيمتها على خمسة مليارات يورو، بينما قدمت إندونيسيا في يناير/كانون الثاني طلبا لشراء 18 طائرة باعتبارها الدفعة الأخيرة من صفقة عام 2022.

قد تشكل سلسلة طلبات شراء طائرات رافال التي تلقتها شركة داسو للطيران تحديًا لهدف الشركة المتمثل في بدء عمليات التسليم بعد ثلاث سنوات من توقيع العقد، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. وقال في ينايروقالت الشركة في يوليو/تموز إن زيادة إنتاج رافال لا تزال متأثرة بـ اضطرابات في سلسلة التوريد في صناعة الطيران والفضاء.