الحسين عليه السلام.. قائدٌ مؤثر
شفقنا- يجب أن لا تمر علينا عاشوراء مرورا عابرا، علينا أن نقرأ عاشوراء الحسين عليه السلام قراءة واعية ونحلل تفاصيلها ومواقفها.
من عاشوراء نقتبس معالم القائد المؤثر الذي يهدف للتغيير والإصلاح للواقع والنهوض للمستقبل الأفضل.
ومن معالم القائد المؤثر نذكر:
التفهم.. الوعي
قد يتساءل البعض لماذا لم يتحرك الإمام الحسين عليه السلام قبل هذا التاريخ؟
وجواب ذلك مختصرا هو أن الإمام الحسين عليه السلام كان واعيا لمجريات الأمور وما تعيشه الأمة في ذلك العصر، كان عليه السلام واعيا بتلك الفترة الحرجة، كان ذو بصيرة نافذة فهو يعي مستقبل الأمة وما هو مطلوب منه.
ولو تأخر الحسين عليه السلام لحظة واحدة عن حركته لكانت خسارة كبرى وهزيمة أخرى تلحق بالأمة.
لذلك يعلمنا الإمام الحسين عليه السلام ضرورة تنمية الوعي بما يجري حولنا من أحداث لا أن نكون منفصلين عن الواقع ونعيش حالة اللامبالاة بما يحدث حولنا.
الأهداف المقدسة
القائد المؤثر هو الذي يعلن عن أهدافه وتطلعاته.
وحين التأمل في كلمات الإمام الحسين عليه السلام تجده محددا لأهدافه بشكل دقيق. حيث يقول عليه السلام:
وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
الخطاب الصريح
القائد المؤثر هو الذي يتحدث لمن حوله بكل صراحة. يعلن لهم عن خطته واهدافه.
كما قال الإمام عليه السلام:
خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع انا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن مني أكراشا جوفا وأحوية سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فاني راحل مصبحا إن شاء الله (2).
لقد كان (عليه السلام) صريحاً بما سيجري له في هذه المسيرة، وقد أعطى الضوء الأخضر لمن يريد أن يلتحق به أو من يريد التخلف عنه.
تسليط الضوء على القادة
القائد المؤثر هو الذي لا ينس الأعضاء المميزين الذين أنجزوا إنجازات مؤثرة، وهذا ما قام به الإمام الحسين (عليه السلام) خلال ملحمة عاشوراء حيث “توجه نحو القوم وجعل ينظر يمينا وشمالا، فلم ير أحدا من أصحابة وانصاره الا من صافح التراب جبينه، ومن قطع الحمام أنينه، فنادى عليه السلام: (يا مسلم بن عقيل، ويا هاني بن عروة، ويا حبيب بن مظاهر، ويا زهير بن القين، ويا يزيد بن مظاهر، ويا يحيى بن كثير، ويا هلال بن نافع، ويا إبراهيم بن الحصين، ويا عمير بن المطاع، ويا أسد الكلبي، ويا عبد الله بن عقيل، ويا مسلم بن عوسجة، ويا داود بن الطرماح، وياحر الرياحي، ويا علي بن الحسين، ويا أبطال الصفا، ويا فرسان الهيجآء، مالي أناديكم فلا تجيبوني، وأدعوكم فلا تسمعوني ؟ ! أنتم نيام أرجوكم تنتبهون، أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه ؟ ! فهذه نساء الرسول صلى الله عليه وآله لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا من نومتكم، أيها الكرام، و ادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام، ولكن صرعكم والله ريب المنون وغدر بكم الدهر الخؤون، والا لما كنتم عن دعوتي تقصرون، ولا عن نصرتي تحتجبون، فها نحن عليكم مفتجعون وبكم لا حقون، فإنا لله وإنا إليه راجعون) (3).
إن هذا العمل يرشدنا إلى أن القائد المؤثر لابد أن يسلط الضوء على الأعضاء المؤثرين، ويذكر فضائلهم، ليكونوا قدوة وأسوة للأجيال اللاحقة.
الهوامش:
1 ) بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٤٤ – الصفحة ٣٢٩
2 ) “معالم المدرستين – السيد مرتضى العسكري – ج ٣ – الصفحة ٦١
3 ) موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) – لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) – الصفحة ٥٨٢
رضي منصور العسيف
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-26 06:08:11
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي