اجتماع الدوحة الثالث حول أفغانستان؛ طالبان تشارك، ومخاوف من منحها تنازلات
ومن المقرّر أن تُعقد المحادثات في الدوحة يومي 30 حزيران/يونيو والأول من تموز/يوليو بعد ما كانت طالبان قد أحجمت عن المشاركة في الجولات السابقة من هذه المحادثات.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لتلفزيون “طلوع نيوز” الأفغاني الخاص أن هذه المجموعة وبعد أن درست جدول أعمال الجولة الثالثة من محادثات الدوحة ، ستشارك فيه ضمن وفد لم يتم تعيين أعضائه بعد.
وبعد ساعات من هذا التصريح، نشرت وزارة خارجية طالبان بيانا قالت فيه أن هذه المجموعة قررت المشاركة في محادثات الدوحة الثالثة تأسيسا على “الأجندة” و “التركيبة” اللتين قدمتهما الأمم المتحدة في غضوة الشهرين الأخيرين.
وحذر الناطق باسم خارجية طالبان عبد القهار بلخي أن “أي تغيير في جدول الأعمال وتركيبة الأعضاء المشاركين في اجتماع الدوحة الثالث، سيؤثر على قرار طالبان في المشاركة، وحينها ستعلن قرارها لجمع الأطراف.”
هل قدمت الأمم المتحدة تنازلات لطالبان؟
وبعد أن أعلنت طالبان أنها ستشارك في الجولة الثالثة من محادثات الدوحة، قال عدد من منظمات حقوق الانسان الدولية، أن هذه المجموعة ستشارك في الاجتماع على أساس “تنازلات جادة” حصلت عليها من الأمم المتحدة.
وتعقيبا على مشاركة طالبان في محادثات الدوحة الثالثة، قالت مساعدة منظمة “هيومن رايتس ووتش” لشؤون المرأة هيدر بار: من الواضح أن هذا القرار اتخذ تأسيسا على “تنازلات جادة من الأمم المتحدة”.
وأضافت بار في رسالة بالفيديو على منصة “إكس” أن الأمم المتحدة ولكسب ود طالبان وحثها على المشاركة في اجتماع الدوحة الثالثة، حرمت النساء من المشاركة في الاجتماع استرضاء لطالبان.
وأكدت أن الأمم المتحدة ووفقا لمطلب طالبان، لم تدرج على جدول أعمال اجتماع الدوحة، قضايا حقوق الانسان وحقوق المرأة.
وتابعت انه “لأمر صادم أن تفعل الأمم المتحدة ذلك بينما تعاني أفغانستان الخاضعة لهيمنة طالبان من أزمة في مجال حقوق المرأة هي الأكثر جدية على صعيد العالم، وهذه الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم.”
مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الانسان يحذر
وفي هذا السياق حذر المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الانسان في أفغانستان ريتشارد بينيت من تبعات “التعامل مع طالبان كحكومة”.
وقال بينيت وهو يتحدث في الدورة الـ 56 لاجتماع مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان، أنه لا يجب السماح لطالبان ل”إملاء” شروط على الاجتماعات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وأكد أن طالبان لم يتم الاعتراف بها بعد ك”دولة” من جانب الأسرة الدولية، ولا يجب التعامل معها ك”حكومة”.
وأشار إلى حذف المرأة وقضايا حقوق الانسان من أجندة الجلسات الرئيسية وجدول أعمال الجولة الثالثة من محادثات الدوحة ليؤكد أنه “لا يجب تهميش النساء والفتيات.”
ولم تعلن الأمم المتحدة بعد جدول الأعمال وتركيبة الوفود المشاركة في اجتماع الدوحة، وليس واضحا ما الأجندة التي عرضتها على طالبان لتشارك في الاجتماع.
وقبل إعلانها رسميا عن مشاركتها في اجتماع الدوحة، كانت طالبان قد دعت إلى “مشاركة ذات مغزى” في الجولة الثالثة من محادثات الدوحة وقالت أنه ليس مفيدا بالنسبة لها “المشاركة الصورية”.
وعلى خلفية عدم قبول شروطها، لم تشارك طالبان في الجولة الثانية من محادثات الدوحة، فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة قد اعتبر الشروط المسبقة هذه “أشبه بالاعتراف رسميا” وقال أنه من غير الممكن القبول بها.
لكنه من غير الواضح بعد الآلية التي قبلت بموجبها الأمم المتحدة هذه المرة شروط طالبان، وسمحت لها بالمشاركة في اجتماع الدوحة الثالث، والإبقاء على المرأة وأعضاء المجتمع المدني الأفغاني على الهامش.
وعلى صعيد متصل بالموضوع، أعلن عدد كبير من الحركات النسوية والمجموعات السياسية في أفغانستان أن أي اجتماع تشارك فيه طالبان “مرفوض” وأن نتائجه لا تحظى بقبول الشعب الأفغاني.
كما حذر المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الانسان في أفغانستان من أن أي مفارقة لمستقبل أفغانستان، يجب أن تشمل المرأة وقضايا حقوق الانسان، وفيما عدا ذلك، فان التجربة المريرة ستتكرر.
وفي السياق ذاته، حذر مندوب أفغانستان لدى المنظمات الدولية في جنيف نصير أحمد أنديشه أمام الدورة الـ 56 لاجتماع مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة، من الوضع المزري لحقوق الانسان في أفغانستان وطالب بالحد من إضفاء الشرعية على طالبان في اجتماع الدوحة.
واكد أنديشه أن أفغانستان الخاضعة لهيمنة طالبان، تمر بواحدة من أكثر الأزمات جدية في مجال حقوق الانسان في العالم.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-20 09:34:40
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي