خطة خماسية لـ’سيناريو الحرب’.. ألمانيا تعود 34 عاما للخلف
وفي وثيقة من 67 صفحة تحمل عنوان “التوجيه الإطاري للدفاع الشامل” صدرت هذا الأسبوع، قدمت الحكومة الألمانية تصورا للتحول الكامل في الحياة اليومية للمواطنين خلال الحرب.
وتعد الوثيقة علامة جديدة على محاولات ألمانيا تكييف سياساتها الأمنية والعسكرية في أعقاب الحرب الأوكرانية، رغم موقفها المناهض بشدة للنزعة العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-1945)، وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.
وبحسب الوثيقة، ستلجأ ألمانيا في حالة الحرب، إلى إعادة التجنيد الإلزامي، وتسمح بإجبار العمال المهرة الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما على العمل في وظائف معينة بما في ذلك المخابز ومكاتب البريد.
كما يمكن إعادة توظيف الأطباء وعلماء النفس والممرضات والأطباء البيطريين في أدوار الخدمة العسكرية والمدنية، وفق الوثيقة.
تخزين ومخابئ
وفي حالة تضاؤل الإمدادات الغذائية، ستقوم الحكومة بتخزين هذه المواد لتزويد المواطنين “بوجبة ساخنة واحدة يوميًا” لفترة زمنية غير معلنة، على أن تشمل الاحتياطيات الفيدرالية أطعمة مثل الأرز والبقول والحليب المكثف.
الأكثر من ذلك، تنص الوثيقة على تقنين الموارد مثل البنزين والنفط، ليتم توزيعها من خلال كوبونات، في حال الندرة بزمن الحرب.
وفيما يتعلق بمواجهة الضربات الجوية، حددت الحكومة إجراءات الحماية المدنية، بما في ذلك تحويل محطات مترو الأنفاق إلى مخابئ مؤقتة وإعداد المستشفيات لتدفق المرضى.
الوثيقة تدعو المدنيين إلى “الاستعداد لمساعدة أنفسهم ومساعدة الجيران إن أمكن، لأن الحكومة قد لا تستطيع تقديم المساعدة على الفور بسبب احتمال وقوع أضرار في وقت واحد في عدد كبير من المواقع”.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الوثيقة إلى أن السلطات سيكون لديها القدرة على إجلاء المدنيين إلى مناطق معينة، دون فصل العائلات، وحظر أو تقييد نشر التوقعات الجوية.
الرسائل الإعلامية
وفي حال اندلاع الحرب، سيُطلب من وسائل الإعلام الإذاعية والرقمية في ألمانيا، بموجب القانون، مشاركة المعلومات الحكومية المهمة على الفور.
وباعتبارها هيئة الإذاعة الحكومية، ستكون “دويتشه فيله” ملزمة قانونا بتزويد الحكومة بالمعلومات المتعلقة بأوقات البث، للإعلان عن القوانين واللوائح والتحديثات الجديدة وغيرها من الأمور.
وخلال الإعلان عن خطط الحرب، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر، إنه “من الضروري أن تقوم برلين بتسليح نفسها بشكل أفضل في مواجهة عدوان روسي محتمل”.
وأضافت أن “حرب أوكرانيا غيّرت الوضع الأمني في أوروبا بالكامل”، مضيفة “بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية التي تتخذها السلطات الأمنية والردع العسكري، يجب علينا أيضًا تعزيز الحماية المدنية”.
وتستمر الحرب في أوكرانيا للعام الثالث على التوالي، دون أن تلوح في الأفق نهاية محتملة، وسط مخاوف من تحول الصراع إلى حرب واسعة النطاق يشارك فيها حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقبل أيام، نقلت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، عن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، قوله “يجب أن نكون مستعدين للحرب بحلول عام 2029”.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-10 14:06:35
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي