ٍَالرئيسيةموضوعات وتقارير
إقامة حكم عسكري في غزة سيعيد تجربة المنطقة الأمنية في جنوب لبنان
إقامة حكم عسكري في غزة سيعيد تجربة المنطقة الأمنية في جنوب لبنان
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- بعد وقت قصير من اتخاذ قرار الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في كانون الثاني/يناير 1985، جرت الموافقة على إقامة نقطة مراقبة في القطاع الشرقي من المنطقة الأمنية، وكان طاقم المراقبين يخرج كل ليلة من القاعدة الأساسية في إسرائيل، ويتمركز في المنطقة قبل الغروب بقليل، ويقوم بمهمته طوال اليوم التالي، ويعود بعدها إلى إسرائيل، وكانت مهمته مراقبة قوات حزب الله في الميدان ونقل المعلومات.
- في فترة معينة، قُرر تحسين الموقع، ونُصبت في المكان خيمة مخبأة جيداً، وبعد مرور وقت قصير، تبيّن أن عناصر حزب الله كشفوا الموقع، وقبل وصول المراقبين، دخلت قوة خاصة مشطت المكان، وزرعت عدداً من العبوات، وبعدها، وفي نقاشات مع القيادة، قُرر أنه من وقتها، سيتم دخول المراقبين برفقة دبابتَين، ولاحقاً، قرروا بقاء المراقبين في الميدان، ومع الوقت، تحولت الخيمة إلى مكان محصن، والموقع الصغير تحول إلى موقع كبير، وبدلاً من 118 جندياً، جرى الاتفاق على بقائهم لمساعدة جيش لبنان الجنوبي، دخل هناك 1000 جندي، وتزايدت الأعداد وكبرت. وفي نيسان/أبريل 2000، خرج الجيش الإسرائيلي من لبنان. يجب أن نكون صريحين؛ فقد تبيّن أن ادعاء أن البقاء في المنطقة الأمنية يحمي سكان الشمال هو شعار فارغ، لكن هذا الوجود أدى إلى نشوء قوة جديدة عنيفة وصارمة وخطِرة دخلت المنافسة الأولميبة في الإخفاقات العسكرية، ولم ننجح في حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، وحتى 7 تشرين الأول/أكتوبر في القضاء على حزب الله، وقد قُتل 1404 جنود إسرائيليين خلال 18 عاماً، وجُرح 3750.
- لكن هل تعلمنا الدرس؟ لا يبدو ذلك. لأن هذا، بصورة خاصة، ما يريد رئيس الحكومة إقامته في غزة: منطقة أمنية واحدة هائلة، تضمن عدم نشوء حماسستان وفتحستان بحسب تعبيره. ووفقاً لضابط في سلاح المدرعات، فإن هذا ما يجري، فيقول: “في البداية تحصنّا في مكان معين، ثم وضعنا بطارية دفاعية، ومن بعدها استقدمنا قوات من سلاح المشاة لحمايتنا، وبعدها بقليل سننشئ موقعاً عسكرياً.” ويصف ضابط آخر في كتيبة المشاة كيف تحوّل المنزل الذي تمركزوا فيه شيئاً فشيئاً إلى موقع محصن.
- يعرف الجيش الإسرائيلي أن الثمن الدموي الذي دفعته إسرائيل في لبنان سيكون لعبة أطفال مقارنة بالثمن الدموي الذي ستدفعه في غزة، وهنا ليس المقصود إسرائيل الكبرى التي جزء من أبنائها لا يتحملون العبء [أي إعفاء التلامذة المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية]، إنما المقصد إسرائيل الصغرى التي يُقتل أبناؤها يومياً، في حرب مستمرة إلى ما لا نهاية قررتها حكومة أغلب أعضائها لم تخدم في الجيش، ولا يخدم أولادهم هناك أيضاً. في الأمس، قال عضو الكنيست، يتسحاق كروزير، من حزب قوة يهودية إن غالانت عاجز عن القيام بالمهمة، وعليه أن يرحل، ولم يقل بوضوح إنه يدعم ترقية وزير الشر المطلق، إيتمار بن غفير، كي يحل مكان غالانت، الذي حذّر بجرأة مما يمكن أن يحدث إذا اتخذت الحكومة قرارات خاطئة تتعلق باليوم التالي للحرب.
- والآن، يأتي دور السؤال الكبير الذي له علاقة بكل الأمهات اللواتي لديهن أولاد هناك، أو سيعود أبناؤهم إلى هناك، وله علاقة بكل الآباء وكل عائلات المخطوفين الذين من الصعب أن نعثر في المعجم على كلمات تصف مأساتهم اليومية؛ متى ستنشأ هنا حركة الأمهات الأربع [حركة احتجاجية نشأت سنة 1979 وطالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان] نسخة 2024، لتقول ’كفى‘، وتطالب بانسحاب كامل في مقابل إعادة كل المخطوفين؟