ٍَالرئيسية

الدول العربية ونزع سلاح حماس في رفح 

 

شفقنا خاص- يرى أستاذ جامعي وخبير في القضايا الإقليمية بأن هناك اتفاق غير مكتوب أو مكتوب بين أمريكا وإسرائيل والسعودية لنزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي من خلال دخول الدول العربية في القضية، وان من يضعوا السلاح جانبا يمكنهم العودة إلى الحياة الطبيعية في غزة بينما يتم نفي الآخرين.

وصرح الدكتور مير قاسم مؤمني ردا على سؤال مراسل شفقنا أنه بالنظر إلى تطورات المنطقة وتعزيز احتمال الهجوم الإسرائيلي على رفح، هل يمكن القول ان حزمة المساعدات الأمريكية تعني الموافقة على هذا الهجوم؟ وهل يمكن لموجة الاحتجاجات العالمية ضد إسرائيل أن تؤثر على هذه العملية؟ وما هو اتجاه التوتر في المنطقة؟ صرح قائلا: في رأيي أن إسرائيل حققت 90% مما أرادته من الناحية العسكرية. ان غزة محتلة من  قبل إسرائيل ولم يبق إلا منطقة صغيرة من رفح. لقد تجمع السكان المهاجرون في تلك المنطقة وأصبحت هذه القضية مشكلة دولية اليوم. لقد طرح الإسرائيليون مسألة مهاجمة رفح على الطاولة وكثيرا ما يقولون إننا نريد مهاجمة رفح، لكن أمريكا وأوروبا ونشطاء حقوق الإنسان في العالم ضد هذا الهجوم. وهناك اعتراضات كثيرة على هذا القرار.

وأضاف: يبدو أن إسرائيل تدير التطورات سرا. بهذه التصرفات والتهديدات والحصار، تحرك إسرائيل التيارات العالمية بحيث تكون القرارات المتخذة مفيدة لإسرائيل. واليوم، قام الغرب بتشكيل تحالف من الدول العربية فيما يتعلق بغزة. ودخلت كل من مصر والسعودية والأردن وقطر ودول أخرى في هذه القضية.

نزع سلاح حماس في رفح 

وأوضح: من ناحية، نشهد نقل مقر حركة حماس من قطر إلى تركيا. يجب علينا النظر الى هذه القضايا معا. أمريكا لا تريد أن تتعرض رفح للهجوم. ومن المؤكد أن هذا الهجوم سيكون له تأثير سلبي على أصوات جو بايدن ويمكن أن يؤثر على الانتخابات. وفي رأيي أن الإسرائيليين متفقون مع الأميركيين على مسألة واحدة، وهي أنه لا ينبغي تنفيذ هجوم في الوقت الراهن، بل يجب تنفيذ التهديد، وأن مسألة نزع سلاح حماس في رفح يجب أن تترك للدول العربية. فالأميركيون والإسرائيليون يريدون تنفيذ دعوى السلام وإدارة قضية الانتخابات الأميركية، والإسرائيليون يريدون استخدام قوات الدول العربية بدلا من مهاجمة رفح ومواجهة مسألة ضحايا الحرب وتداعياتها السلبية حتى يسيطر هذا التحالف على رفح وتتحقق أهداف الغرب وإسرائيل في هذه المنطقة.

واشار مؤمني الى أن مقاتلي حماس إما سيتم نزع سلاحهم بهذه الطريقة أو سيغادرون هذه المنطقة، وقال: إن إسرائيل تبحث عن هذا السيناريو اليوم وتضغط على حماس من خلال إظهار قوتها حتى يتم تحرير الرهائن من حماس ونزع سلاحها. في هذه المرحلة، فان دور حكومة محمود عباس بارز للغاية. ولم تكن علاقة محمود عباس جيدة مع حماس والجهاد الإسلامي، وكانا يعارضان بعضهما البعض دائما، وحتى اليوم تتخذ هذه الجماعتان مواقف متشددة ضد مسؤولي حماس. الهدف اليوم هو تعزيز مكانة حكومة محمود عباس حتى تدخل منظمة الحكم الذاتي والتحالف العربي إلى رفح تحت إشراف الأمم المتحدة. وتتبع إسرائيل هذه الخطة التي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن ويمكنها اقصاء حماس من الحكومة والنظام الإداري والعسكري للمنطقة بحيث تكون الحكومة المستقبلية في تلك المنطقة تحت إشراف الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لإسرائيل.

وفي معرض رده على سؤال مفاده ما نوع الحكومة التي تتولى مقاليد الأمور في غزة، أوضح: الإسرائيليون قالوا إنه يجب ادارة القضايا الأمنية تحت إشراف إسرائيل، وستكون حكومة غزة تحت إشراف منظمات الحكم الذاتي، وسيكون الإسرائيليون قادرين على مراقبة الحدود. وسيكون الهيكل العسكري والشرطي تحت إشراف إسرائيل حتى لا يكون هناك أي تهديد لإسرائيل من تلك المنطقة. وبهذا تحرر إسرائيل نفسها من ضغوط الرأي العام وتشرك الدول العربية والأمم المتحدة وتمارس الضغوط على حماس من جهات عديدة. وفي هذه الحالة يستطيع أهل غزة العودة إلى مدنهم تحت إشراف الأمم المتحدة.

مصير حماس

وفيما يتعلق بمصير حماس في هذا الوضع، قال: في رأيي أن هناك اتفاق غير مكتوب أو مكتوب بين الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية لنزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي بهذه الطريقة أعتقد أننا سنرى هذا السيناريو يتجسد في غضون بضعة أشهر لأن بايدن يحتاج إلى ذلك من أجل الانتخابات. اليوم، تمارس الجامعات الأميركية والشعب الأميركي ضغوطا على الحكومة، ولم يعد الديمقراطيون وبايدن قادرين على دفع ثمن هذه الحرب.

وتابع مؤمني: تم التوصل إلى حل بحيث تهدد إسرائيل بشن الهجوم، وتضغط الدول العربية على حماس. وصل عدد سكان رفح إلى مليون ونصف المليون نسمة، لأن النازحين موجودون في هذا الجزء ويحتاجون إلى المساعدة. ويسمح الإسرائيليون بدخول المساعدات إلى المنطقة بشكل قليل جدا، لكن هذا الوضع لا يحل المشكلة. في مثل هذا الوضع، فإن قسما من الرأي العام في المنطقة يقف ضد حماس، والدول العربية ومنظمات الحكم الذاتي ترغب في خروج حماس من المنطقة.

الدول العربية وحماس

وحول ما إذا كانت حماس ستذهب إلى تركيا، قال: أرى ان الدول العربية تحدد مصير حماس، هذه خطة إسرائيل. لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب، لكن إسرائيل لن تنزع سلاح حماس وهذا سيحدث من خلال الدول العربية، اليوم حماس لن تقبل ذلك، لكن الضغط يمكن أن يجبرها على ذلك لأن حماس اليوم وصلت الى طريق مسدود ولا يوجد أمامها طريق، فمصر أغلقت حدودها والدول الأخرى لا تساعدهم. وتواجه حماس هذه المشكلة اليوم، وقد ضغطت قطر أيضا على حماس لتحديد مصيرها. حماس تلتقي بأردوغان ومن غير المرجح أن يقبل الأتراك بهذه التكلفة. حماس لن تدخل إيران لأنه سياسيا، عندما تدخل حماس إلى إيران، فإنها ستزيد من عزلة هذه الجماعة في المجتمعات العربية. بالطبع يجب على الدولة المضيفة أن تقبل، لكنني لا أعتقد أن حماس ستقبل الدخول إلى إيران. وتكلفة الرأي العام في هذا الوضع مرتفعة، ومكانة حماس في الدول العربية لا تسمح بالقبول بهذا الموضوع.

النهاية

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-30 01:15:29
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى