حزب الله يدفع ثمن اخطاء لا يعترف بها ونقاط ضعف يبالغ بالتمسك بها …
حزب الله يدفع ثمن اخطاء لا يعترف بها ونقاط ضعف يبالغ بالتمسك بها …
🔻Abbas Al mouallem
11-4-2024
بدون مقدمات مشكلة حزب الله مع خصومه واعدائه ، هي إظهاره بشكل فاضح لنقاط ضعفه ، بل لنقاط قتله ؟ وهو إن اعتبر ذلك تضحية ومسؤولية وطنية وشرعية ، فإن ذلك لن يعفيه من تحمل تبعات ذلك اكان بالأثمان الباهظة التي يدفعها بوجه خصومه ، او من خلال فتح مجالات ومسارات مفتوحة لهم بالاستباحة والتطاول والاتهام والتحريض والتشويه وصولاً إلى القتل إذا توفر لهم ذلك ..
بمواجهته مع العدو الاسرائيلي اليوم بالغ الحزب باعلانه وتأكيده على عدم وجود نية لديه بشن حرب مفتوحة او توسيعها ضد العدو مع اصرار ميداني على ابقاء المواجهة معه ضمن قواعد الاشتباك ،
وهذا ما اعطى كيان الاحتلال فرصة لتوسيع رقعة عدوانه وإعلانه المتكرر عن عزمه شن حرب واسعة على لبنان تطال كل المناطق التي يتواجد فيها الحزب ، ايضاً يمتد دمارها على منشآت حيوية خاصة وعامة ..
ولو ان الحزب لم يعلن عدم رغبته بالحرب المفتوحة والتزامه بقواعد الاشتباك التي يسقطها العدو متى اراد ، لكان الامر اختلف كثيراً الان بطبيعة المعركة وحجم الضغوط التي يتعرض لها الحزب من الداخل والخارج ..
الامر الاخر متعلق بخصوم الحزب في لبنان تحديدا ما يسمى باليمين المسيحي او بمعنى اوضح من هم بحلف تاريخي وقائم حتى الان مع امريكا والغرب وبالتالي اسرائيل التي تعتبر جزء لا يتجزأ منه وهي من اعلنت منذ بداية حربها على غزة بانها تخوض حرب دفاعا عن الغرب كله وعن الحضارة والتقدم بوجه محور التخلف ، وهذا ما يتقاطع بشكل شبه تام مع اساس خطاب هذا اليمين بموقفه اتجاه الحرب الدائرة في غزة ولبنان ..
هذا المحور اليميني هو ايضا اكتشف نقاط ضعف الحزب منذ زمن ، ولا يتوقف عن ضربه فيها ، وهي الخوف اللامتناهي للحزب من الفتنة الداخلية والحرب الاهلية والحفاظ على السلم الاهلي ، والذي يريد الحزب حفظه من طرف واحد وهذا ما لا يتطابق مع واقع حماية اي سلم اهلي بالعالم …
فقد بالغ الحزب منذ العام ٢٠٠٥ بهذا الامر حتى جعلها مدخل مباشر لضربه واستهدافه وتشويه صورته ، ليتحول كل اعتداء عليه وعلى أنصاره الى مربع الصبر حفاظاً على السلم الاهلي ، وان سفكت دمائه فهذا لا يستدعي منه سوى لم المشكل بوجه قوى تفهم صبره وتضحيته ضعف فتزيد من استهدافها له والتحريض عليه..
وهي نفسها تجعل من اي حادثة عرضية و جنائية مناسبة لدهس السلم الاهلي والعيش المشترك والنزول إلى الشارع لإطلاق الشتائم والتهديدات بلغة طائفية علنية صرف لا تتصل باي من مفردات الخلاف السياسي ، وبذلك تمارس ضغوط على القضاء والقوى الامنية وحتى على حزب الله نفسه لمنعهم من حق الدفاع او حتى تطبيق القانون وإصدار الأحكام إذا ما كانت مخالفة لاهدافهم السياسية وان بنيت على كذب وافتراء وفبركة ، وان كانت حادثة طبيعية لا ابعاد سياسية او طائفية لها ..
إذا كان الحزب متمسك بالسلم الاهلي والعيش المشترك وعدم الانجرار لحرب اهلية ، فهذا لا عيب او خطأ فيه ، بل ان المبالغة واخذ هذا الامر على عاتقه وحده بالصبر وتحمل العدوان عليه هو الخطيئة ، فهذا لن يحمي السلم والعيش ولا يمنع الحرب الاهلية ، طالما هناك فريق يستبيح الحزب اكثر فأكثر انطلاقا من نقاط الضعف هذه ..
من الأمثلة على ذلك حادثة الطيونة التي اخطأ الحزب ومعه حركة امل بالنزول إلى الشارع بإعلان مسبق عن نيتهم اقامة اعتصام شعبي سلمي امام قصر العدل ، والخطأ هنا هو بأساس النزول الذي لا فائدة له باي شكل على مجريات الاعتراض طالما انهم سلكوا طريق الاعتراض القضائي والقانوني ،
هذا التحرك كان فرصة للقوات اللبنانية على طبق من ذهب لتفعل ما فعلت ، وبفضل الحزب وامل استطاعت ان تشد العصب المسيحي لصالحها وهذا ما تجلى بعد اشهر بنتائج الانتخابات النيابية ..
وهذا ما جعلها تكرر الأمر في الكحالة واليوم في جبيل ، والملفت ان هذه الحوادث بعيدة عن الخلاف السياسي بين القوات وحزب الله بشكل مباشر ، إلا ان القوات استغلت كل حادثة لتحوليها لصالحها بالطيونة والكحالة وجبيل حالياً ويبدو انها مستمرة بهذا المسار طالما وجدت حزب الله وحلفاؤه بالمربع نفسه وهو الخوف على السلم الاهلي والصمت بوجه اتهامه وتشويه صورته ..
بهذا السياق لا يمكن اغفال ان حزب الله ايضا لديه اخطاء بإسلوبه وادارته السياسية الداخلية ، اولا لانه لا يعترف انه اخطأ ولو فعلا فعل ذلك ، يخطىء احيانا بالصمت المطبق والمبالغة بالتحالف مثل ما كان عليه مع التيار الوطني الحر ، ومن جملة اخطائه الانكفاء عن التواصل والاتصال مع خصومه ، مستخدما سياسة التجاهل التي تؤدي في بعض الاحيان إلى الصدام معهم ، …
وللحديث تتمة …
عباس المعلم / كاتب سياسي
تم نشر عبر مجموعة وكالة اجنسي
https://chat.whatsapp.com/JBagNKXoUwZ1jpYuZubUi6