عندما تکتب عن الصدر- الأخبار الشرق الأوسط
يعتبر مؤسس النسق الإسلامي بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية وجعل من هذا النسق على قدم المساواة مع الأنظمة الأخرى الفاعلة في الساحة العالمية.
أبعاد الصدر تعددت، ولعل أبرز هذه الأبعاد هو انك عندما تكتب عن الصدر، ومن دون أن يكون في الحسبان، من انك ستكون خلف كلمات الصدر، المستهدف الثاني بعده.
عندما تكتب عن الصدر ستكون هناك، وبانتظارك ترسانة من العيون المدججة بسلاحها الرأسمالي، تراقب كلماتك، هل فيها جرأة الصدر؟، فيمعنوا الاذى، فيرشقونك بفايروسات تكنلوجياتهم، ويوجهوا سهامهم اليك، ويريدون بك الى غيابت الجب، عالم افتراضي يحسبون كل صيحة عليهم.
هل ستدك قلاعهم الهشة كما فعل الصدر؟
هل ستكشف في أي وهم يعيش العالم؟
وفي أي ظلمات يسير؟
ونحو اي هاوية سينزلق فيها العالم؟
فيجعلونك تعيش في ظلمات، لأنك أصبحت مزعجا بصدرك، الذي أصبح من الماضي، لماذا تقرع الحصون الهشة مجددا، لماذا تحاصرها بافكار الصدر الذي يضيق عليهم الخناق.
الصدر وانت وأمريكا
من المؤكد عندما تختار أن تكتب عن الصدر، سيكون الباحث من دون أن يشعر بين اشكاليتين: الأولى طريق الصدر، حاملا هموم الإنسانية، يشاركها بحثها الدؤوب عن العدالة، الخلاص من الظلم، من العبودية، فيفتح لك آفاقا علمية وفلسفية، يبني لك منظرا لدولة العدل الإلهي، فيضع الحلول لمعضلات الإنسانية.
وطريق الثاني طريق أمريكا، باعتبارها الممثل الرسمي للرأسمالية، أمريكا التي امتصت اليوم صدر العراق النازف، وتحاول أن تقطعه وتجزئه فتبقى متنقلا بين عالم الأفكار وبراعته، كأنه بحر لجي، فيه تتربع قواعد الفكر، وأسس الفلسفة، وهدف الوجود، فنتعلم كيف نستقرأ، وكيف نستنبط. وما هو الانفع للإنسان بواطنه المعنوية المعذبة الباحثة عن الكمال على أرض الواقع، أم مادية الأشياء المحيطة به وكيفية الانتفاع منها إلى أبعد الحدود.
إنها حركة، فكيف تدب الحركة في المادة، والإنسان سابق للمادة بالحركة، ولو كان العالم ماديا كيف توصل فما معنى الذرة؟ الجزيئة؟ ما مدى صحة مفهوم المادة، أين يكمن سر تفكيك هذا المصطلح؟.
موسوعة الصدر لا تزال بحاجة إلى اكتشاف متجدد في ليل العالم المظلم.
د. عامر الربيعي / رئيس مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية العربية الاوربية في باريس
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-06 12:29:14
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي