بعد مقتل 3 جنود أمريكيين .. هل يسقط بايدن في فخ نتنياهو؟
-كالعادة وعلى الفور، كرر المسؤولون الامريكيون وعلى راسهم الرئيس الامريكي بايدن، ووزير دفاعه لويد اوستن، تهمتهم الجاهزة، وهي ان ايران ومن وصفتهم بـ”وكلائها في سوريا والعراق”، هم من يقف وراء الهجوم، وهددوا بان امريكا “سترد”.
-الخطأ الذي تقع فيه امريكا دائما، والذي يجعلها تدور في حلقة مفرغة، لا تخرج منها الا بعد ان تتكبد خسائر فادحة، بالارواح والمعدات، وفي سمعتها ومكانتها، كما حصل في افغانستان وغيرها، وهذا الخطأ الفادح هو نظرتها الى شعوب المنطقة على انهم “قُصّر” وبحاجة الى من يتولاها ويرشدها الى كيفية الدفاع عن اوطانها وشعوبها، وفي مقدمة كل ذلك الدفاع عن قضيتها الاولى، القضية الفلسطينية.
-من المخجل والمعيب، ان “تستصغر” امريكا بهذه الطريقة الوقحة والغبية الشعوب العربية، عندما تحاول الظهور بمظهر المتعجب والمستغرب، اذا ما قامت مجاميع من الشباب العربي في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا والعراق واليمن و..، بمقاومة المحتل الامريكي القادم الى المنطقة من على بعد اكثر من 13 الف كيلومتر، لدعم وحماية الكيان الاسرائيلي الغاصب، ومشاركته في جريمة ابادة اكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ومحاولة تسويق هذه المجاميع الشبابية المقاومة على انهم “وكلاء” لايران، بينما العقل السليم يقول، ان المستغرب والعجيب، هو ان يسكت مئات الملايين من العرب، وهم يرون المحتل الاسرائيلي يقتل ويعذب ويضطهد ويجوع ويهجر اخوانهم في الدين والقومية والجغرافيا، بمشاركة وتواطؤ وتحريض وتشجيع المحتل الامريكي.
-يريد بايدن واوستن، الا تتعرض القواعد الامريكية في المنطقة لغضب العرب، ولولا هذه القواعد، لما تمادى المحتل الاسرائيلي في جرائمه وفظائعه الوحشية في غزة، فهذه القواعد هي السبب الرئيسي في استمرار العدوان على غزة، والسبب في كل الازمات والفتن التي تشهدها منطقتنا، فامريكا تعلم علم اليقين، في حال كفت عن خلق الازمات والفتن، عندها لن تجد اي مبرر لتواجدها غير الشرعي في المنطقة، وهو تواجد هدفه الاول والاخير الحفاظ على أمن “إسرائيل”، وضرب أمن جميع دول المنطقة، فأمن “اسرائيل” وأمن المنطقة لا يجتمعان ابدا.
-على “العقلاء” في الادارة الامريكية، هذا إن وجدوا، الا يكرروا كالببغاوات الاتهامات الباطلة ضد إيران، فهذه الاتهامات مصدرها جهات تقدم مصلحة “اسرائيل” على مصلحة امريكا، فهي تعمل عبر تكرار هذه الاتهامات، الى جر أمريكا لمعركة جديدة في المنطقة، لتوسيع الأزمة وتأجيجها من أجل انقاذ نتنياهو، والتغطية على فشله وفشل حكومته العنصرية، وانقاذ الكيان من مستنقع غزة.
-على هؤلاء “العقلاء” ان يأخذوا بنصيحة ايران، التي طالما حذرت من خطورة توسيع نطاق الصراع في المنطقة، بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة، وبسبب العدوان الامريكي المستمر على العراق وسوريا واليمن، دعما لـ”اسرائيل”، فمثل هذه السياسة الاستفزازية، لن تمنع الشعوب العربية عن نصرة غزة والفلسطينيين، بل على العكس تماما تزيدهم اصرارا، فايران لطالما اكدت ايضا، على ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، وان العدوان على غزة ليس حلا، بل الحل يكمن في وقفه، وهو ما سيؤدي بالضرورة الى عودة الهدوء للمنطقة.
-العالم اجمع بات يدرك، وفي مقدمته امريكا، ان فصائل المقاومة في المنطقة، لا تتلقى أوامر من إيران لكي تتخذ قراراتها او تتعامل مع الاحداث، كما ان ايران لا تتدخل في قرارات هذه الفصائل، بشأن كيفية دعم الشعب الفلسطيني، أو الدفاع عن نفسها وشعوبها ضد أي عدوان واحتلال، وان كل ما يقال غير هذا، هو مزاعم واكاذيب، مصدرها “اسرائيل” واليمين الامريكي المتصهين، لدفع بايدن للسقوط في فخ نتنياهو.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-29 19:01:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي