هل اوقع العدو ( ح م اس ) بخديعة هجوم بري لن يحصل ؟؟!
ABBAs Al mouallem
24-10-2023
اكثر ما يتم تداوله وتجري الاتصالات المختلفة حوله، وتفرد له المساحات الاوسع للتحليل والتوقع ، بالحرب القائمة اليوم ، هو ما اعلنه العدو منذ الايام الاولى للعدوان عن قراره باجتياح بري شامل لقطاع غزة المحاصر ..
خلال بضعة ايام حشد العدو ما يمكن حشده واكثر لهذه العملية ، وبدأ يسرب مواعيد محتملة لبدء الهجوم ، قابله ذلك حديث مرافق يبرر تأجيل الهجوم لاسباب سياسية وخارجية ومناخية وعسكرية وحتى تقنية ..
مع كل ذلك بقي هذا الخيار الشغل الشاغر للمداولات الاقليمية والدولية وحتى داخل الكيان العبري نفسه ، واضحى مادة اساسية بأي خطاب او موقف يتعلق بالعدوان على غزة ، وليس حجم الدمار والمجازر المتصاعدة فيها ، وليس حجم المأساة الانسانية هناك ، وليس لفتح المعابر للمساعدات الانسانية العاجلة ..
افرد اعلام العدو الكثير من الكلام والتحليل حول الهجوم البري المحتمل ،
نسب الى حكومته خلافات وتباينات حول ذلك ، تحدث عن تململ لدى القوات المحتشدة ، وقلة ثقة نتنياهو بقدرة جنوده على القيام بعمل بري ناجح بالقطاع..
وعلى ما تقدم يبدو جلياً ان كل ما يصدر ويسرب عن العدو وامريكا بخصوص الغزو البري المحتمل للقطاع ، ما هو الا عملية خداع سياسية وعسكرية تبتغي اهداف بعينها من التلويح بهدف محتمل قد لا يقع..
وان وقع ليس بالحجم والشكل وحتى المضمون الذين يتحدثون عنه ..
جزء من عملية الخداع هذه تندرج ايضاً بارباك القسام والفصائل ، التي اخذت وضعية الاستنفار الشامل والجهوزية المطلقة لمواجهة اجتياح بري واسع على كامل القطاع ..
وهم بذلك وضعوا خطط واستراتيجية مقابلة لنسق الهجوم المحتمل ، وما لذلك من تطبيق انتشار واسع بالمقاتلين والسلاح على مختلف الجبهات المواجهة لاجتياح بري قيل عنه قبل ١٧ يوماً انه وشيك وخلال ساعات .
هذا الامر يخلق تساؤلات استراتيجية عميقة ودقيقة ، حول ماهية الضجة الاعلامية الصاخبة عن الهجوم البري ، وما اذا كانت مخطط تضليلي للعدو والامريكيين للقيام بعمل غير محسوب بالقطاع ،
فضلاً عن استدراج انكشاف عسكري لل مق اومة الفلسطينية يتيح للعدو استهدافهم به ، الذي يقول يومياً ان يستهدف من ١٠٠ الى ٤٠٠ هدف عسكري للقسام والفصائل ، وانه تمكن من قتل ٧٠٠ قيادي ومقاتل لل م ق اومة بقصف جوي وبحري للقطاع على اهداف وصفها بالمحددة …
عباس المعلم / كاتب سياسي