عندما يتحول السبق الصحفي لسقوط اخلاقي وانساني يخدم العدو ؟
ABBAS Al mouallem
22-10-2023
كلام بعمق المعركة لا تفصيل ينم عن قلة تقدير وسوء فهم نتبع من تعقيدات نفسية متراكمة لدى البعض ، سنحاول قدر الامكان احسان النية بما سنقوله بمعرض وصف ما هو مرتجى من امرين هامين بحرب لا نعلم مداها وتداعياتها ومدتها ..
الامر الاول يتعلق بشهداء الحزب والتسابق الغير مسؤول من بعض المواقع والمجموعات والناشطين على مواقع الاتصال والتواصل لنعي الشهداء ونشر اسماءهم وصورهم ومسقط رأسهم قبل اعلان الجهة المخولة بذلك رسميا عبر بيان يصدر عن الحزب ..
فقد عرف عن الحزب منذ انطلاقته عند العدو والصديق انه لم يعمد يوماً وتحت اي ظرف وحدث على اخفاء استشهاد عناصره ، بكل المحطات والحروب وحتى في بعض الاحداث الداخلية بلبنان ،
منذ مرحلة ما قبل تحرير ٢٠٠٠ الى حرب تموز مرورا بحرب سوريا وصولا الى اغتيال قادته ، وكان على دوام يعلن ذلك وعندما تشكك الجهات المناهضة له بهذا الامر ؟ جاء الرد من رأس هرمه الامين العام الذي قال يوماً نحن نزف شهدائنا على رؤوس الاشهاد ، ونقوم بزفهم وتشيعهم بوضح النهار وما حدا يعزب حالو بالعد (بكربلاء الكل استشهد) ..
بهذا السياق يتبع الحزب الية معروفة لدى الجميع ، عندما يسقط شهيد يقوم أولاً بسحبه الى مكان آمن عن ميدان المعركة ، وثم ينقله الى المستشفى ، وتقوم الوحدة التي ينتمي اليها الشهيد بابلاغ جهات محددة بالحزب باستشهاده ، ليصار بعدها ابلاغ جهة من هذه الجهات ما يعرف برابط المنطقة او القرية التي يسكن فيها الشهيد ليقوم بدوره بابلاغ عائلته والبدء باجراء ترتيب مراسم تشييعه ..
اليوم بعصر مواقع ووسائل التواصل يغفل بعض الرواد والناشطين ، بأن المعارك العسكرية التي يخوضها الحزب يومياً مع العدو منذ بدء عملية طوفان الاقصى ،
تخاض مع عدو لديه قدرات عسكرية هائلة ومتطورة تمكنه من الرد والاشتباك مع الحزب بشكل عنيف وبمختلف الاسلحة المدفعية والجوية التي تقوم بقصف واسع على مساحة واسعة من نقاط الهجمات الذي ينفذها عناصر الحزب على مواقع وثكناته ،
وبهذا الرد يقع احتمال وقوع اصابات لدى مجموعات المقاومين فهناك من يسقط شهيداً وهناك من يسقط جريحاً وفي بعض الحالات تكون الاصابات حرجة ودقيقة تتطلب اجراء عمليات طبية حساسة ،
وهنا يتطلب الامر من الحزب اتخاذ قرار بنعي من سقطوا شهداء ومتابعة حالات الجرحى التي قد تحتاج لساعات لمعرفة مصير الجريح ما بين وجود امل طبي بنجاته او استشهاده..
وهذا ما يدحض تحليل البعض بان الحزب يقوم بتقسيط الاعلان عن شهدائه ، وياخذ على عاتقه اعلان استشهاد عناصر للحزب جلهم جرحى ، دون ادنى شعور بالمسؤولية الانسانية تجاه عائلاتهم واقربائهم ، وايضا ً كشفهم امنياً امام العدو من خلال نشر اسمائهم وصورهم ومكان سكنهم ليكونوا في حال نجاتهم من الاصابة اهداف مجانية للعدو ..
الامر الثاني يتعلق بتصوير البعض لتحركات واماكن اطلاق المقاومين لهجماتهم واستهدافهم لمواقع العدو ، ونشر ذلك على مواقع التواصل كافة كسبق صحفي هو فعلياً سقوط اخلاقي وسبق بخدمة العدو لتصفية هؤلاء المقاومين ورصد تحركاتهم واستهدافهم بأي وقت ومكان ،
وهنا لا يجب فقط تنبيه هؤلاء بل العمل الفوري دون تردد بملاحقتهم ومعاقبتهم بالوسائل المتاحة ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه خدمة العدو بزمن الحرب ..
عباس المعلم / كاتب سياسي