حول الواقع الميداني في غزة ..
استطاع العدو احداث تدمير هائل بمختلف مناطق القطاع ، يمكن الجزم وفق ما يتواتر لنا من معطيات ، بأن الاحتلال دمر بشكل كامل كل ما له صلة بالمؤسسات والمراكز والادارات الحكومية ،
قصف بنسبة ٧٠ ٪ كل ما يتصل بالبنية التحتية من طرقات وكهرباء ومياه ومحطات وقود ووسائل الاتصالات الارضية والخلوية وشبكات الانترنت ..
العدوان لم يوفر محلات ومخازن المواد الغذائية والصيدليات والمخابز على انواعها ، بالاضافة الى قصفه وحرقه الاراضي الزراعية بالقطاع ..
ومن اهداف العدوان تدميره بشكل كلي لعشرات المساجد والمراكز الدينية والمدارس بما فيها تلك المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة ..
حجم الدمار في قطاع غزة اكبر بكثير مما تستيطع شاشة التلفزة نقله ، هناك احياء باكملها لا يمكن لفرق الاسعاف والانقاذ الوصول اليها ،
وحتى ان تمكنت من ذلك فهناك استحالة ببعض المناطق من اجراء عمليات انقاذ بسبب حجم الركام الذي وصل ببعض الاماكن الى ارتفاع يفوق ١٥ متر وعمق لا يقاس بمئات الامتار طولاً وعرضاً ،
هناك مبان بالقطاع سقطت على ركام مبان اخرى ، عدد الشهداء والجرحى الذي تعلن عنه الجهات الصحية هناك هو ٣٠٪ من العدد الفعلي ، فهناك الالف المفقودين تحت ركام الدمار ..
فعلياً دون ادنى مبالغة العدو مسح بشكل كامل مساحات واسعة من القطاع لا مثيل لها بكل الحروب التي خاضتها اسرائيل بالمنطقة ،
ويمكن الجزم انها لم تحصل حتى ابان الحروب العالمية قياساً لمساحة القطاع الصغيرة التي لا تتخطى ٣٦٠ كلم م يعيش فيها اكثر مليوني ونصف مواطن ..
اما على صعيد ال مق اومة ، فهناك عشرات الشهداء للفصائل قضوا نتيجة الغارات العنيفة ، الا انه حتى الان لم يسجل العدو اي خرقاً يذكر على صعيد ضرب البنية التحتية العسكرية للفصائل خصوصا ما يعرف بغرف العمليات والتحكم والسيطرة التي تبدو بعد ١٠ على بدء العدوان بوضعية جيدة وفاعلة …
عباس المعلم / كاتب سياسي