الشیخ نافذ عزام لـ”تسنیم”: هناک مقاومة ناهضة فی الضفة.. عندما التقینا قائد الثورة شعرنا شعور حسنین هیکل عندما التقى الإمام الخمینی(رض)- الأخبار الشرق الأوسط
وكالة تسنيم الدولية للأنباء – بعد شهر من انتهاء معركة ثأر الأحرار واستشهاد 5 قادة بارزين في الجهاد الإسلامي، ما زالت الأراضي المحتلة مشتعلة في نيران غضب المقاومة الفلسطينية. حيث يتحدث المسؤولون الأمنيون في الكيان الصهيوني عن تصاعد التهديدات الأمنية في عمق الأراضي المحتلة بعد كمائن شهداء القسام في جنين وعملية مستوطنة “عيلي”.
في غضون ذلك، أظهرت زيارة وفدي حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى طهران واللقاء مع كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، البرامج الجديدة لمحور المقاومة بهدف المزيد من التنسيق بين الفصائل ووحدة ساحات المقاومة ضد العدو الصهيوني.
ففي ظل وتيرة التطورات المتسارعة في القضية الفلسطينية قامت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بإجراء مقابلة مع الشيخ “نافذ عزام” عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بهدف تحليل الأوضاع بدقة أكثر وتقييم امكانيات وقدرات الكيان الصهيوني ضد محور المقاومة ولبحث مستجدات القضية الفلسطينية ولقاءه مع قائد الثورة الإسلامية.
وفي ما يلي نص المقابلة:
– رأينا اليوم في الأخبار وقوع عملية مواجهة بين الفلسطينيين وقوات الصهاينة ونصب كمين من قبل المقاومين مما خلف عدة قتلى وجرحى في صفوف الجنود الصهاينة، وفي المقابل هاجم الصهاينة جنين وقتلوا عدة فلسطينيين. الأحداث التي تجري في جنين، خاصة في الأشهر الماضية، لم يسبق لها مثيل حيث زاد عدد عمليات الشباب الفلسطيني أكثر مما كانت عليه في فترة الانتفاضة الأولى بعد اتفاقيات أوسلو. وهذا يدل على أن تسليح الضفة الغربية يتم متابعته بقوة كمسألة مهمة، ما رأيك بهذه القضية وما مدى أهمية تسليح الضفة؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدالله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والرسل وعلى آله وصحبه أجمعين. ما جرى في جنين اليوم هو استمرار للمواجهة التي يعيشها شعبنا ضد الاحتلال وسياساته الوحشية. العالم كله يرى كيف تقتحم قوات الاحتلال المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. العالم كله يرى كيف تقتل إسرائيل الأطفال والنساء والأبرياء العزل. من الطبيعي أن يدافع شعبنا عن نفسه ومن الطبيعي أن تدافع حركة الجهاد الإسلامي ومقاتلوها من سرايا القدس وكل الفصائل المجاهدة والمقاومة الأخرى من الطبيعي أن يدافع المجاهدون والمقاومون عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
ما حصل في جنين هو استمرار لسياسة الاحتلال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني
هذه ليست المرة الأولى التي تقتحم فيها إسرائيل جنين، هي تقتحم جنين ونابلس وبيت لحم والخليل والقدس ورام الله وتحاصر غزة وتقصفها بالطائرات والصواريخ، هذه الصورة التي يجب أن يراها العالم. هناك شعب مظلوم الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال، هناك الآلاف في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من أبناء الشعب الفلسطيني، هناك قافلة طويلة من الشهداء لاتنتهي، وبالتالي ما حصل في جنين اليوم هو استمرار لسياسة الاحتلال الوحشية والقمعية ضد الشعب الفلسطيني بهدف تركيعه وإذلاله وإجباره على الإستسلام وهذا لن يحدث بإذن الله.
اليوم تصدى مقاتلو الجهاد الإسلامي وسرايا القدس والفصائل الأخرى ومقاتلو حماس والقسام وكتائب شهداء الأقصى، تصدى المقاومون في جنين لآليات الاحتلال وعرباته وجنوده وأوقعوا فيهم هذه الخسائر التي اعترفت بها دولة الاحتلال . من الطبيعي ان يدافع ابناؤنا عن ديارهم واهلهم ومقدساتهم. من الطبيعي ان يدافع مقاتلو سرايا القدس ومقاتلو الجهاد الإسلامي عن كرامة هذا الشعب وعن ارضه وعن مقدساته وبالتالي هذه الصورة الموجودة الآن، وهذا شرف لنا في حركة الجهاد الإسلامي و لإخواننا وابنائنا في سرايا القدس أن يدافعوا عن شعبهم وأن يتصدوا للاحتلال.
-بالإضافة إلى هذه القضايا، فإن موضوع تسليح الضفة أمر مهم للغاية، وقد رأينا قادة المقاومة يتحدثون عن هذا الموضوع. خلال لقائكم الأخير مع قائد الثورة قال سماحته إن رمز الانتصار على الكيان الصهيوني وتركيعه هو تقوية وتسليح المقاومة في الضفة الغربية. لقد تم طرح قضية تسليح الضفة الغربية سابقاً، وإلى جانب الفصائل القديمة مثل حماس والجهاد الإسلامي، نرى أن الشباب الفلسطيني يشكلون أيضا فصائل جديدة نفذت العديد من العمليات الاستشهادية. يبدو أن تسليح الضفة الغربية هدف رئيسي لجميع الفصائل. ما رأيكم بأهمية تسليح الضفة؟
بالتأكيد سماحة السيد الخامنئي يتحدث عن بصيرة ويرى ما يجب ان يكون وبالتالي هو في اكثر من مناسبة تحدث عن ضرورة استنهاض المقاومة في الضفة الغربية. الضفة الغربية مساحة واسعة تقريبا خمس مساحة فلسطين التاريخية، وجيش الاحتلال يعيث فيها فسادا وقتلا ويسرق الأراضي ويصادر الأرضي ويتوسع في الاستيطان وبالتالي من الضروري ان تكون هناك مواجهة من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته في الضفة الغربية، وهذا ما أشار اليه سماحة السيد الخامنئي في عدة مناسبات حيث ان الضفة الغربية كانت طوال الوقت شريكا في مسيرة النضال بل كانت جزءا أساسيا من مسيرة النضال وجهاد الشعب الفلسطيني.
هناك حالة مقاومة تتنامى في جنين ونابلس وطولكرم وبيت لحم / بالتأكيد إسرائيل مرتبكة تماما
ربما هدأت الأمور في بعض الأحيان او بعض الفترات في الضفة الغربية بفعل الضغوط الهائلة التي يمارسها الاحتلال وبفعل ظروف أخرى عديدة لكن من الواضح في العامين الأخيرين ان هناك حالة ناهضة في الضفة الغربية ، من الواضح ان هناك حالة مقاومة تتنامى في جنين ونابلس وطولكرم وبيت لحم حتى في القدس هناك حالة مقاومة تتنامى يقودها هؤلاء الابطال من سرايا القدس ومن كتائب القسام ومن شهداء الأقصى، شرف لاخواننا وابنائنا في سرايا القدس وبقية فصائل المقاومة ان يعززوا صمود الشعب الفلسطيني وان يتمسكوا بحقهم في المقاومة والتصدي للاحتلال . بالتأكيد إسرائيل مرتبكة تماما امام هذا المشهد وهي اليوم تحدثت عندما اقتحمت جنين وتصدى لها الابطال هناك تحدثت عن ان هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا ولا تستطيع ان تدخل الى مخيم جنين كما اعتادت ان تفعل طوال السنوات الماضية، قاتل إخواننا وابناؤنا بشراسة واجبروا افراد جيش الاحتلال على التراجع والانسحاب بعد ساعات من المواجهات المحتدمة.
-يبدو أن الكيان الصهيوني، خاصة في السنوات القليلة الماضية، ركز على حركة الجهاد الإسلامي، وفي الأشهر الأخيرة كانت العمليات التي نفذها في غزة تهدف إلى اغتيال قادة هذه الحركة، واستشهد ما لا يقل عن خمسة من كبار قادة الجهاد الإسلامي خلال الأشهر القليلة الماضية. يبدو أن بعض الخبراء يعتقدون أن حركة الجهاد الإسلامي تخسر قادة الجيل الأول وأن هناك حاجة إلى فترة من الوقت لاستعادة قوتها. ما رأيكم بهذا الأمر ولماذا يركز الكيان الصهيوني على الجهاد الإسلامي وفي أي مستوى تقيمون قوة الجهاد الإسلامي؟
صحيح ان إسرائيل ركزت في الفترة الأخيرة على الجهاد الإسلامي لكن هذا لا يعني أنها تريد الخير لأحد من الشعب الفلسطيني ، هناك مواجهة بيننا كفلسطينيين بكافة التيارات والفصائل ضد الاحتلال وضد إسرائيل. خضنا مواجهة نحن والاخوة في حماس في معركة سيف القدس قبل عامين تقريبا كانت هناك مواجهة كبيرة شاركت فيها سرايا القدس وكتائب القسام وبقية فصائل الشعب الفلسطيني. حتى في المواجهات الأخيرة وآخرها معركة ثأر الاحرار التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس كان هناك دعم اسناد من الاخوة في حماس .
إسرائيل تحاول ان تفرق الشعب الفلسطيني وتحاول ان تحدث بلبلة أحيانا من خلال التركيز على فصيل معين ومن خلال التركيز مثلا على الجهاد الإسلامي وسرايا القدس من اجل احداث بلبلة وجدال في الساحة الفلسطينية ، هي لن تنجح في ذلك هناك تحالف قوي بيننا وبين الاخوة في حماس، هناك تعاون بين الجهاد الإسلامي وكل الفصائل المقاومة في الشعب الفلسطيني سواء في غزة او في الضفة الغربية ولن تنجح إسرائيل في مخططها لتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني . نحن نؤمن تماما ان وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة فصائل المقاومة شرط أساسي لتحقيق إنجازات في هذه المواجهة . وفي كل الأحوال شرف لحركة الجهاد الإسلامي ان تنوب عن الشعب الفلسطيني كله في مواجهة الاحتلال وسياسات الاحتلال.
-يواجه الكيان الصهيوني اليوم أزمة غير مسبوقة في مجتمعه الداخلي، والاحتجاجات المستمرة منذ عدة أشهر شلّت بشكل ما الحكومة الصهيونية. يعتقد البعض أنه في مثل هذا الوضع، هناك احتمال أن يفكر نتنياهو في تصدير هذه الأزمة والسعي لترتيب الأحداث خارج الأراضي المحتلة من أجل تحسين الوضع الحالي في إسرائيل. ما رأيكم في الأحداث التي تحدث داخل المجتمع الصهيوني؟
هناك أزمة يعيشها المجتمع الإسرائيلي هناك أزمة تعيشها دولة الاحتلال بلا شك لكن هذا الأمر لن يؤثر في موقف الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني يسعى من أجل نيل حريته واسترداد حقوقه بغض النظر عما يجري في المجتمع الإسرائيلي وأزمة نتنياهو في ما يتعلق بموضوع الإصلاحات القضائية او بعلاقته مع الأحزاب الاسرائيلة الأخرى. نحن نؤمن أن كل الأحزاب الإسرائيلية متفقة على حرمان الفلسطينيين من حقوقهم ومتفقة على الاستمرار في التنكيل بالشعب الفلسطيني، لذلك مايجري مع نتنياهو أو مايجري داخل دولة الاحتلال لا يؤثر في موقوفنا نحن كفلسطينيين وفي موقف حركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة من ضرورة التمسك بالحقوق والاستمرار في مسيرة النضال حتى نحقق أهدافنا إن شاء الله.
-إلتقيتم مؤخرا قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله الخامنئي ونعلم أن هذه اللقاءات دائما ما تكون جيدة ومثمرة للجانبين الفلسطيني والإيراني. كما أن قائد الثورة لديه رغبة واهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وهو دائما الداعم الرئيسي لهذه القضية. سمعنا أنكم قلتم له جملة خلال هذا اللقاء حول أن رؤية قائد الثورة بالنسبة لكم شبيهة بالتجربة التي مر بها الكاتب المصري “محمد حسنين هيكل” بعد لقائه الإمام الخميني (رض). ماذا تحدثنا عن هذا الأمر؟
نحن تشرفنا بلقاء السيد القائد الخامنئي قبل أيام وبعد حديثه المؤثر والمهم تحدثنا وتحدث الأخ الأمين العام الأخ زياد النخالة وتحدثنا وكنا نعيش هذه الأجواء أجواء المشاعر والتأكيد من سماحته على موقف الجمهورية الإسلامية الداعم للشعب الفلسطيني وذكرنا وذكرت أنا ما كنا نعيشه من مشاعر عندما انتصرت الثورة الإسلامية وذكرت بعض المقولات للكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل حيث أنه ألف كتابا هاماً عشية انتصار الثورة الإسلامية وكان قد ذهب لمقابلة الامام الخميني -رحمة الله -عليه في نوفل لوشاتو بباريس قبل أن يعود العودة المظفرة إلى طهران.
في كتابه المهم هذا الكتاب اسمه “مدافع آية الله” ذكر الكاتب محمد حسنين هيكل أنه عندما استمع الى حديث الامام الخميني في باريس كتب يقول شعرت وكأنه قد بعث لتوه من حراء كأنه آت الآن من حراء حيث تنزل الوحي على رسول الله (ص) وذكر في موضع آخر من الكتاب وهو يصف الإمام الخميني -رحمة الله عليه – يبدو وكأنه رصاصة انطلقت من القرن السابع لتستقر في قلب القرن العشرين وذكرت أننا عشنا هذه الروح و أننا نتذكر هذه الروح عندما نلتقي بسماحة السيد القائد روح الإسلام وروح الصدق والحرص على الامة وعلى مصالحها وعلى دعم القضية الفلسطينية.
-في الختام، إذا سمحتم لنا، نود أن تحدثونا عن خاطرتين حول الأمينين العامين السابقين للجهاد الإسلامي، الدكتور فتحي الشقاقي أو الدكتور رمضان عبد الله شلح.
أنا تشرفت بأن عشت مع المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، كنا طلابا في كلية الطب في مصر وتشرفت بأن عشت معه وسكنت معه في شقة سكنية واحدة أثناء دراستنا الطب في مصر وفي نفس المدينة التي كنا ندرس فيها في مصر كان يدرس الدكتور رمضان عبدالله شلح، بالتأكيد لقاؤنا أنا والدكتور رمضان من جيل واحد تقريبا ونحن جميعا ننظر الى المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي على أنه استاذنا وباعث لجيل -بفضل الله سبحانه وتعالى- جيل كامل. عندما أسس الدكتور فتحي الشقاقي حركة الجهاد الإسلامي كان يخطو خطوة واسعة بالحركة الإسلامية وبالمقاومة الفلسطينية كان يخطو خطوة واسعة الى الامام وكان يؤكد ان فلسطين هي قلب العالم العربي والإسلامي وكان يؤكد ان فلسطين هي القضية المركزية للحركة الإسلامية وللشعب الفلسطيني وللعرب جميعا وللمسلمين جميعا.
بالتأكيد تلك المرحلة من آواخر سبعينيات القرن الماضي كانت غنية ومليئة بالدروس والدلالات واستطاع المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي ونحن جميعا معه ان استطاع الدكتور فتحي الشقاقي ان ينقل الصراع مع الاحتلال نقلة هامة وكبيرة، وطبعا الدكتور فتحي الشقاقي استفاد استفادة كبيرة من انتصار الثورة الإسلامية. عندما انتصرت الثورة الإسلامية كنا ما زلنا طلابا في الجامعات المصرية وانتصار الثورة الإسلامية في ايران كان له وقع كبير علينا وعلى الأمة كلها وشعرنا أنه انتصار لفلسطين وأنه انتصار لكل مسلم يسعى من اجل عزة الإسلام وإعادة الامة الى مواقعها الطبيعي.
الدكتور رمضان كان يسير على خطى المؤسس كما ان الأمين العام الحالي الأستاذ زياد النخالة أيضا يحفظ هذا الموروث الذي تركه المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي.
-شكراً لكم
شكرا جزيلا لكم نحن نشعر بسعادة بوجودنا هنا وبوجودنا هنا في الجمهورية الإسلامية، شكرا لكم
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-24 15:20:17
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي