ٍَالرئيسية

أین منصور هادی بعد الاستقالة؟- الأخبار الشرق الأوسط

ما كان لأكثر المتشائمين من نظام هادي أن يتصور نهاية كهذه لأهم ورقة رابحة بيد التحالف بأن يتخلص منها ففي السابع من إبريل من العام المنصرم وفي وقت متأخر من الليل خرج بيان متلفز أعلن فيه الرئيس عبدربه منصور هادي تشكيل مجلس قيادة رئاسي ونقل سلطاته إليه وفوضه بكامل صلاحياته ، بدا واضحا الملل السعودي من هادي وحكومته وطواقمه القابعين في فنادق الرياض وبعض العواصم الأخرى والذين أصبحوا عبئاً على التحالف فكان القرار بأن يكون هادي وزمرته كبش فداء لتبرير فشل العدوان على اليمن وخلط أوراق الملف اليمني كلية.

 

 

الابقاء على هادي في السعودية ووضعه تحت الإقامة الجبرية تشيء بأن التحالف عندما قرر التخلص من هادي وضع في اعتباره أهمية المعلومات التي كان يطلع عليه الرجل إذ يعد الصندوق الأسود لما جرى في الاجتماعات خلف الكواليس مع المسؤولين بالتحالف الذين يخشون تسريب هذه المعلومات فكان الحل الأمثل عزله والابقاء عليه تحت أعينهم.

قال وزير الدولة في حكومة الانقاذ ورئيس جبهة التحرير الجنوبية احمد العلي في تصريح “لوكالة تسنيم” ان استخدم هادي استخدام سيء بحيث كان مطية للتدخل السعودي الاماراتي ومن ورائهم امريكا واسرائيل وبريطانيا فعندما انتهت مهمته ولم يعد من وجوده فائدة غيروه.

وأضاف العلي أن التحالف يرى في أنه عميل وخائن لبلده فلا قيم يمكن أن يلتزم بها فوضعه تحت الإقامة الجبرية كي تبقى الأسرار والمعلومات الحساسة التي كانت تدور بين هادي والقيادات طي الكتمان بعيدا عن وصولها للرأي العام والتي لو وصلت ستثير السخط تجاه قادة الحرب على اليمن وستعريهم.

وأشار إلى أن المصالح السعودية الاماراتية تقاطعت في المناطق المحتلة شرق اليمن وهذا ما جعل استخدام ورقة هادي مرة أخرى ممكنة في حال دفعت الإمارات بأدواتها نحو المضي خارج الحسابات السعودية.

ومن زاوية أخرى جاء عزل هادي بحسب مراقبين الى رغبة طرفي التحالف السعودية والإمارات بالتوافق على شكل جديد لما يجب أن يكون عليه أدواتهم في اليمن حيث جرت معارك بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمدعوم إماراتيا وبين ما يسمى بالشرعية وتتضمن الموالين للرئيس هادي يتزعمهم الإخوان المسلمون الممثلين بحزب التجمع اليمني للإصلاح والذين يضعون بيضهم كاملة في السلة السعودية ويستندون إلى دورها حيث تحاول الأخيرة اتخاذ خطوات متوازنة بين الطرفين ومراضاة الجميع ، لذا يرى مراقبون أن خطواتها بعزل هادي ونائبة علي محسن الأحمر الداعم الأبرز للإخوان وتشكيل مجلس رئاسي الانتقالي الجنوبي وكذلك بقية القوى التي كانت خارج السلطة جاءت لإرضاء المجلس الانتقالي المطالب بالانفصال ومن خلفهم الإمارات.

حيث قال الباحث والمحلل السياسي اليمني حسن الوريث “لتسنيم” ان المواقف المتناقضة بين السعودية والامارات في المحافظات اليمنية المحتلة هي جزء من تبادل الأدوار لتمرير أهدافهم وأهداف مشغليهم من الأمريكان والصهيونية العالمية في المحافظات المحتلة اليمنية.

ونوه على أن الابقاء على هادي تحت الإقامة الجبرية يأتي ضمن مخاوف التحالف من ظهور هادي وكشفه بعض الاسرار والتي ستجر الكثير من القيادات الى المحاكمات الدولية لارتكابهم جرائم في اليمن.

مؤخرا خففت الرياض من القيود المفروضة على هادي حيث يرى البعض بأن الرياض تحاول تهديد الامارات بحل الرئاسي وإعادة هادي إلى السلطة بينما يرى أخرون بأنها تأني ضمن مساعي لدعم هادي لقيادة التيار جنوبي الموالي لها والموازي للانتقالي سيما أنها تزامنت مع ترتيبات خاصة بمحافظة أبين جنوب البلاد والتي ينتمي لها الرئيس المعزول هادي، تكشفت عنها حراك في العاصمة المصرية القاهرة لتشكيل تكتل جنوبي مناهض للانتقالي يقوده شخصيات سياسية وعسكرية عملت مع هادي ناهيك عن الترتيبات لتشكيل حلف قبلي على الأرض في مسقط رأس هادي بينما لم تقطع حبل الوصل مع مرة المجلس الانتقالي الجنوبي حيث استدعته الى الرياض أكثر من مرة في محاولة منها لترتيب المشهد اليمني بالكيفية التي تمكنها من تحقيق مرادها في البلاد.

وبين هذا وذاك تكشف الأحداث المتسارعة وتعامل الامارات والسعودية مع الملف اليمني خاصة ما سمي بالشرعية بأنها غطاء استخدمته لتحقيق مأربها كيف لا وهي التي عزلت هادي بين ضحية وعشاها دون وضع اعتبار لما كانت تتشدق به خلال ثمان سنوات ماضية، إضافة الى أن تلك الحقائق تشيء بمصير من يسلم بلده ويرتضي بتدميرها وقتل شعبه فهذه إحدى شواهد التاريخ على الارتهان للخارج فأقصى ما يمكن أن يحصل عليه إقامة دائمة في السعودية وراتب شهري ومصير مجهول هو وعائلته.

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-07 14:32:27
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى