محلل سياسي لبناني: السعودية تعلم ان مفتاح علاقة متوازنة مع لبنان هو انتخاب رئيس تؤيده المقاومة
وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، قال خضر رسلان، انه خلافا للطبيعة والفطرة الانسانية فقد اعتاد اللبنانيون عند كل استحقاق محلي اساسي مراقبة مواقف الدول ذات النفوذ داخل الكيان اللبناني التي لطالما كان لها ولا يزال الرأي القوي والراجح في الكثير من الاستحقاقات ومنها رئاسة الجمهورية اللبنانية التي يتسابق الاعلاميون في تحليلاتهم وتقاريرهم في استشراف ما يمكن ان تسير عليه الامور من خلال رصد حركة سفير هنا او زيارة موفد هناك او منتديات ذات صلة تعقد في منطقة ما من العالم وهكذا هو الحال من محاولات قراءة التحولات السعودية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية وهل لازالت الساحة اللبنانية خارج الاولويات في السياسة السعودية ام يمكن قراءة ما صدر عن السفير السعودي وغيره من المسؤولين ان العربية السعودية لا تضع فيتو على اي من المرشحين بأن ذلك وفق ما فسره الكثيرون رسالة سعودية الى داعمي الوزير فرنجية بالرغبة في الانفتاح عليهم وفتح صفحة جديدة وان ما بعد التفاهم الايراني السعودي ليس كما قبله.
وأضاف ان السياقات تغيرت وتبدلت وان الذي ينفتح ويمد اليد الى سوريا لا ضير عنده في الاستمرار في مد اليد ولكن ذلك يجب ان يتم وفق رؤية واولويات تحدث عنها عدد من القريبين من القيادة السعودیة تبدأ من اليمن مروراً بالتعاون الاقتصادي الاقليمي الذي يشمل استقرار سوريا وصولا الى ترتيب الملف اللبناني من خلال ترسيخ عوامل الثقة ونسج علاقات متوازنة تضمن فيها السعودية حفظ مصالحها وهي التي تعلم و بشكل قاطع ان مفتاحها لا يكون الا من خلال السير في انتخاب رئيسا للجمهورية تؤيده المقاومة وعلاقته متميزة مع القيادة السورية وهذا ما يتوقع ان ترسي عليه الامور رغم الكثير من الضباب ورفع الاصوات والتكهنات فان القادم من الايام سوف يثبت معادلة تقول ان لبنان وموقعيته وفق الموازين القائمة اليد الطولى فيه للمقاومة وخياراتها.
وفي جانب اخر من الحوار تطرق خضر رسلان الی الاخبار التي تشير الى احتمال استبدال المعادلة القائمة على اتفاق الطائف بمعادلة اخرى، واوضح:اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية جاء نتيجة لتفاهمات اقليمية ودولية افضت الى ابرام وثيقة وافق عليها معظم مكونات الشعب اللبناني ورغم التلکؤ في تطبيق معظم البنود الاصلاحية فيه التي افضت الى الكثير من الاشكالات والتشنجات سواء منها ما بين الطوائف او بين القوى والاحزاب فانه يكاد يوجد اجماع على التمسك به مع ضرورة تطبيق مندرجاته وبنوده ، اما الحديث عن توجه ما لاستبداله بصيغة اخرى فالواقع يشير الى ان هذه المقولة التي تصدر من حين لاخر انما يتم تدوالها لدى بعض القوى الخارجية المؤثرة على الواقع اللبناني التي قدمت وما زالت العروض الى المقاومة من اجل تعديل هيكلية الدولة وتوزيعها الطائفي بما يلغي ما هو قائم حاليا من مناصفة بين المسلمين والمسيحيين الا ان المقاومة وحلفاءها لم تراودهم هذه المقاربة اطلاقا وهم متمسكين بصيغة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين والعيش الواحد بين اطيافه.
خلاصة الامر فان حزب الله الذي وقف ندا ضد مشاريع التوطين للفلسطينيين ودمج السوريين في المجتمع اللبناني واسقط مشروع داعش الالغائي لاصل الكيان اللبناني سيبقى حريصا على الكيان والصيغة الوطنية الذي تسالم عليها اللبنانيون المكرسة في اتفاق الطائف ولن يعير اهتماما لكل الاغراءات والعروض التي يتلقاها من حين الى اخر.
*الحوار من: ليلى.م.ف
- ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-03 11:36:29
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي