(مرآة الأخبار) محللون: فشل إطلاق الشمال للصاروخ الفضائي يظهر التحديات التكنولوجية وتطلعاتها الفضائية
سيئول، 31 مايو (يونهاب) — قال محللون اليوم الأربعاء إن فشل كوريا الشمالية في إطلاق “مركبة إطلاق فضائية” يؤكد الصعوبات التكنولوجية التي تواجهها وطموحاتها الفضائية المتزايدة في مواجهة قدرات الاستخبارات العسكرية المتفوقة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
أطلقت كوريا الشمالية صاروخها الجديد “تشون-ري-ما-1” الذي يحمل قمر استطلاع عسكري “مان ري-كيونغ-1″، لكنه تحطم فوق البحر الأصفر بسبب دوران “غير طبيعي لمحرك” المرحلة الثانية، وفقا لما صرحت به الوكالة الكورية الشمالية المركزية للأنباء.
وقال المحللون إن الإطلاق الأول للنظام لمثل هذا الصاروخ منذ أكثر من سبع سنوات سلط الضوء على تركيزه الثابت على التغلب على نقاط الضعف التكنولوجية وتعزيز قدرات الاستطلاع الشاملة.
وذكرت وكالة الأنباء الشمالية أن البلاد عزت الفشل في الإطلاق الأخير إلى “انخفاض موثوقية واستقرار نظام المحرك الجديد المطبق على الصاروخ الحامل والطابع غير المستقر للوقود المستخدم”، في اعتراف علني نادر بمثل هذه العيوب.
أشارت وكالة الأنباء إلى تحليق الصاروخ على نحو “عادي” حتى انفصال المرحلة الأولى إلا أن العيوب تنبع من نظام الدفع بالمرحلة الثانية والوقود، وهما عنصران أساسيان لوضع قمر صناعي في المدار.
وفي هذا الصدد قال تشانغ يونغ- كيون، خبير الصواريخ من جامعة كوريا للفضاء، إن محرك المرحلة الثانية ربما يكون قد فشل خلال عمليتي الإشعال والاحتراق بعد انفصال المرحلة الأولى.
يعتقد المحللون أن الصاروخ الفضائي الكوري الشمالي مزود بمحرك بايك دوسان الذي يعمل بالوقود السائل على غرار المحرك السوفيتي آر دي-250 توين.
وقالوا إن المرحلتين الأولى والثانية من الصاروخ يمكن أن تحمل محرك بايكدوسان ثنائي الغرفة بقوة دفع تبلغ 160 طنًا وحجرة واحدة على التوالي، بينما قد تكون المرحلة الثالثة مجهزة بمحركين صغيرين يعملان بالوقود السائل.
يتطلب تشغيل هذه المحركات وقودًا سائلًا بالإضافة إلى مؤكسد. على وجه الخصوص، فإن الحاجة إلى تخزين الأكسجين السائل عند درجة حرارة منخفضة للغاية يمكن أن تشكل تحديًا لكوريا الشمالية.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان كوريا الشمالية متابعة خطتها المعلنة للتغلب على جميع العيوب وإطلاق صاروخ فضائي آخر “في أقرب وقت ممكن”.
في السابق، فشلت بيونغ يانغ في إطلاق صاروخ يحمل قمرًا صناعيًا في أبريل 2012 وأجرت إطلاقًا جديدًا بعد ثمانية أشهر. ويثير بعض المراقبين إمكانية إطلاق صاروخ آخر في وقت أبكر مما كان متوقعًا، نظرًا للوتيرة السريعة نسبيًا لمشاريع تطوير الأسلحة.
يأتي دفع كوريا الشمالية لتشغيل قمر صناعي للتجسس العسكري في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز قدراتها الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع (ISR)، حيث إنها أقل بكثير مما لدى نظيرتيها في الجنوب والولايات المتحدة اللتين تتباهيان بأصولهما الرائدة مجتمعة في جميع المجالات الأمنية، بما في ذلك الجو والبحر والأرض والفضاء الخارجي.
“بينما حدد (زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون) الإطلاق الفضائي على أنه قدرة مهمة لكوريا الشمالية، فإن كوريا الجنوبية تُظهر قدرات أكبر من جارتها الشمالية، في مثال آخر على تفوق الجنوب الأمر الذي يخشاه كيم من منظور سياسي داخلي” وفقا لما قاله بروس بينيت، كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند، لوكالة يونهاب للأنباء عبر البريد الإلكتروني.
ويوم الثلاثاء، شدد ري بيونغ-تشول، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم بالشمال، على الحاجة إلى تأمين أصول الاستطلاع أثناء إعلان خطة إطلاق الصاروخ رسميًا.
وقال إن قمر التجسس الصناعي “لا غنى عنه لتتبع الأعمال العسكرية الخطيرة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ومراقبتها وتمييزها والتحكم فيها والتعامل معها مسبقًا في الوقت الفعلي”. وفقا لبيان ري الذي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية.
وقال نام تشانغ-هي، أستاذ السياسة الدولية في جامعة إينها، إن مسعى الشمال لتأمين الأقمار الصناعية العسكرية ليس سوى خطوة “طبيعية” لسد الفجوة في قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بينه وبين جارته الجنوبية والولايات المتحدة.
وقال نام: “عندما لا يكون لديهم أصل يعمل بمثابة “عين” في عملياتهم الهجومية، فإنهم قد يضعون الإحداثيات ويهاجمون”. لكنهم لا يستطيعون مهاجمة هدف متحرك مثل حاملة طائرات في البحر”.
وعلى صعيد آخر، فقد ظل النقاد بالخارج يتهمون كوريا الشمالية باستخدام إطلاق صاروخ فضائي كذريعة لتطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية في انتهاك لعقوبات مجلس الأمن. لكن الخبراء اتفقوا إلى حد كبير على أن الإطلاق الأخير يبدو أنه مصمم لإرسال قمر صناعي إلى المدار.
“قد لا يكون غطاءً لتجربة صاروخ بعيد المدى، لأن النظام لا يحتاج لمبررات لإطلاق صاروخ، بالنظر إلى أن كوريا الشمالية أطلقت الصواريخ الواحد تلو الآخر دون أي مبررات في السنوات الأخيرة” وفقا لبارك وون-جون، قال أستاذ دراسات كوريا الشمالية في جامعة إيهوا للفتيات.
كشفت كوريا الشمالية عن دفعها لتأمين قمر تجسس عسكري كجزء من مشاريع دفاعية رئيسية أعلن عنها في المؤتمر الثامن للحزب الحاكم في أوائل عام 2021. وشمل هذ تطوير رأس حربي نووي “ضخم للغاية” وصاروخ باليستي عابر للقارات باستخدام “محرك أرضي أو تحت أرضي يعمل بالوقود الصلب “.
وقد أبرز إطلاق صاروخ اليوم الأربعاء أن كوريا الشمالية تمضي قدما في تلك المشاريع على الرغم من الانتقادات الدولية لها بأنها تبذر مواردها الوطنية الشحيحة لتطوير أسلحة على حساب سبل عيش مواطنيها.
(انتهى)
المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.yna.co.kr
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-01 13:44:34
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي