ٍَالرئيسية

بعد تعيين السفير الجديد لطهران.. علاقات السعودية وإيران تنتظر ازدهاراً

شفقنا – شكلت العلاقات السعودية الإيرانية خلال العقد الماضي، بما تضمنته من تباين في المواقف وشدة تناقض إزاء عديد من الملفات والقضايا الإقليمية، أثراً في عديد من أزمات المنطقة، وكان لها امتدادها في السياقات الدولية.

ومع إعلان استئناف العلاقات بين البلدين في مارس الماضي، بدت الخلافات السابقة كأنها تتلاشى سريعاً، بعدما شهد البلدان خطوات متسارعة خلال شهرين، للمضي نحو بداية جديدة في العلاقات، تنهي نحو 7 سنوات من التوتر بين الجانبين.

وكانت آخر خطوة ضمن الخطوات المتسارعة لعودة العلاقات، إعلان طهران تعيين الدبلوماسي علي رضا عنايتي سفيراً في الرياض، والذي يبدو أنه اختير بعناية كبيرة، خصوصاً أنه أحد أبرز المسؤولين الإيرانيين اطلاعاً على الوضع في الخليج، فهل يكون له دور في تطوير العلاقات بين البلدين.

عنايتي سفيراً لطهران

بعد شهرين من إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها بوساطة صينية، عينت إيران (22 مايو 2023) مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج الدبلوماسي عنايتي سفيراً لها في السعودية، في خطوة نحو استكمال مسار المصالحة الذي تنتهجه الدولتان.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال منتصف مايو الجاري، إن طهران ستقدم سفيرها الجديد إلى السعودية قريباً، مشدداً على أنه يجري العمل على فتح السفارة والقنصلية في المملكة خلال الأيام المقبلة.

وأشار في تصريحات له، إلى أن الرياض قدمت سفيرها الجديد لدى بلاده، مشيراً إلى أن “عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية تمنح البلدين والمنطقة قدرة كبيرة”.

وكان وفد فني إيراني زار السعودية في 12 أبريل الماضي؛ استعداداً لإعادة فتح سفارة طهران في الرياض، بعد نحو أسبوع من اجتماع وزيري خارجية البلدين بالعاصمة الصينية، في أول لقاء رسمي بين أكبر مسؤولين دبلوماسيين بالبلدين منذ أكثر من 7 أعوام.

ومطلع مايو الجاري، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني ناصر كنعاني، استئناف العمل في عدد من بعثات بلاده الدبلوماسية بمدينتي الرياض وجدة السعوديتين.

من هو عنايتي؟

وقد ذكرت وسائل إعلام إيرانية في بداية أبريل الماضي، أن عنايتي أحد المرشحين لتولي منصب سفير بلاده في الرياض.

وعنايتي كان مسؤولاً عن سفارة إيران في الكويت عام 2013، ثم تم تعيينه مديراً عاماً لشؤون الخليج في وزارة الخارجية عام 2018.

ومن ضمن دراسته حصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة طهران عام 2012، كما عمل مساعداً لوزير الخارجية الإيراني.

وعقب انتهاء المفاوضات الإيرانية السعودية في الصين، والتي أعلن خلالها في 10 مارس الماضي، الاتفاق على إعادة علاقات البلدين، كان عنايتي هو الوجه الإعلامي لإيران في الحديث عن تطورات المصالحة مع السعودية، وكان هو من أعلن إعادة فتح السفارات بين البلدين وعقد اجتماع بين وزيري الخارجية.

دور فعال

يعتقد عبد العزيز محمد العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات، أن اختيار طهران لعنايتي سفيراً لها لدى السعودية جاء “لما يتمتع به من خبرة واسعة في الشؤون الخليجية”.

ويؤكد العنجري أن عنايتي “سياسي ودبلوماسي مخضرم، خصوصاً أنه عمل بدول الخليج وتحديداً في الكويت لمدة 5 سنوات سفيراً”.

ويشير إلى أن هذا الأمر “يجعله مؤهلاً لتعزيز الحوار والتفاهم بين الجانبين، وهي مستلزمات يحتاجها الجانبان في اللحظة الحالية لتعزيز الثقة وبناء التفاهم”.

وعن الدور الذي يمكن أن يؤديه، يقول العنجري: “لكون عنايتي مخضرماً في الشأن الخليجي، فإن لديه فرصة لأداء دور فعال في تحقيق تقدم ملموس في العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات”.

ويرى أن تحسين العلاقات بين إيران والسعودية “سيكون له تأثير إيجابي على الاستقرار والأمن في المنطقة بأكملها”، مؤكداً أنه في حال التزم الطرفان بالحوار الجاد والمستمر والمرن سيساعد ذلك في تجاوز كثير من التحديات والخلافات الماضية، والعمل نحو مستقبل أفضل للمنطقة بأكملها”.

ويلفت في سياق حديثه، إلى أن وصول السعودية وإيران لما اعتُبر “مرحلة متقدمة من خطوات المصالحة وإنهاء الخلافات، والبدء الفعلي في استئناف العلاقات الدبلوماسية وتسمية السفراء هو في حد ذاته أمر غاية في الأهمية، لا سيما بعد قطيعة طويلة”.

تقارب الجانبين

بعد انتظار ولقاءات سرية عقدت خلال العامين الماضيين، اتخذت السعودية وإيران أولى خطوات استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد انقطاع لسنوات منذ عام 2016، بالإعلان في مارس الماضي، عن توقيع اتفاقية بين الجانبين برعاية صينية.

ونص الاتفاق المعلن حينها (10 مارس)، على الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدةٍ أقصاها شهران.

وتضمّن تأكيد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل الاتفاق وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.

كما اتفقت الدولتان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة في 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة في عام 1998.

وفي أبريل الماضي وقّع وزيرا خارجية إيران والسعودية، في بكين، على بيان مشترك لبدء الترتيبات لإعادة فتح السفارات والقنصليات، وتوسيع العلاقات والتعاون الثنائي، واستئناف الرحلات الجوية.

وکالات

انتهی.

المصدر
الكاتب:Mohammad Falaki
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-05-24 15:28:32
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى