هل الجامعة العربية قادرة على وقف اعتداءات “إسرائيل” على الأقصى؟
شفقنا- يقول خبراء إن الدول العربية لن تتمكن من وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على المسجد الأقصى المبارك إلا بطرد سفراء دولة الاحتلال وتبني حملة مقاطعة عالمية لـ”إسرائيل”، لإجبارها على وقف خططها العنصرية بحق الفلسطينيين، فيما يقول آخرون إن الجامعة لا تمتلك سوى الاستنكار والتنديد.
وبدأت حكومة الاحتلال حملة اعتداءات على المسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الماضيين، حيث طردت المصلين والمعتكفين، واعتقلت مئات منهم، وأمّنت دخول المتطرفين اليهود إلى باحاته لممارسة طقوسهم التلمودية.
ودانت دول عربية ما تقوم به “تل أبيب” من ممارسات تسعى من خلالها لإثبات سيادتها دون غيرها على مدينة القدس المحتلة بشقيها الشرقي والغربي، ومن ضمنها الأماكن المقدسة وعلى رأسها المسجد الأقصى.
واقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، ليل 4 أبريل 2023، وطردت المصلين والمعتكفين من المسجد القبلي واعتقلت قرابة 500 منهم قبل إخلاء سبيل 400 وإحالة 14 منهم للشاباك وإحالة 40 آخرين للتدقيق الأمني.
وأظهرت صور قيام الشرطة الإسرائيلية بجر النساء واعتقال الرجال أثناء إخراجها المصلين من باحات المسجد الأقصى، كما أظهرت اعتداءها بالضرب على المعتكفين وتكبيل أرجلهم أثناء اعتقالهم.
وعقب إخراج المعتكفين والمصلين بعد أدائهم صلاة الفجر اقتحم مستوطنون باحات الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتزامن مع ذلك قامت تلك القوات باعتقال عدد من الفلسطينيين.
تصعيد غير مسبوق
وتتعارض ممارسات الاحتلال مع القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن التي تنص على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ولا تقر سيادة دولة الاحتلال على الأماكن المقدسة بالمدينة المحتلة.
وأعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها من المشاهد في القدس المحتلة، وقالت إنه من المهم الحفاظ على قدسية أماكن العبادة.
ومع ذلك، تواصل حكومة بنيامين نتنياهو، التي توصف بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة الاحتلال، على إنهاء الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وتحويل المسجد الأقصى إلى كنيس يهودي، فيما تطالب جماعات متطرفة بذبح قرابين أمام حائط البراق.
هذه الممارسات الإسرائيلية قوبلت بإدانات عربية واسعة وتحذيرات من جر المنطقة برمتها إلى حرب دينية، غير أن حكومة نتنياهو لا تبدو مكترثة بهذه الإدانات، خاصة أن الولايات المتحدة لم تصدر أمراً حاسماً لها بالتوقف عن هذه الممارسات.
وزارة الخارجية الأردنية دعت، يوم 5 أبريل 2023، لعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة لعربية لبحث هذه الاعتداءات، وقالت في بيان إنها ستعمل مع الدول العربية على وقف هذه الممارسات.
وحذر الأردن من أن المنطقة على شفا حرب دينية من جراء ممارسات دولة الاحتلال، وأكد أن ما تقوم به “تل أبيب” سلوك مرفوض ومدان ويستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس المحتلة ومقدساتها.
بدوره أدان مجلس جامعة الدول العربية (مساء 5 أبريل) بشدة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين العزل في المسجد الأقصى المبارك، محذراً من أن هذه الاعتداءات تمثل استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين، وتنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
جاء ذلك خلال اجتماع الدورة غير العادية للمجلس على مستوى المندوبين الدائمين، الذي دعا إليه الأردن بالتنسيق مع دولة فلسطين ومصر بصفتها رئيسة الدورة العادية الـ159 لمجلس الجامعة.
ومساء اليوم ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال مجدداً المسجد واعتدت على المصلين في الركعة الأخيرة من صلاة التراويح وأخلت المسجد تماماً.
وتمهد “إسرائيل” بهذه الاعتداءات لتأمين مزيد من اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى من أجل الاحتفال بعيد الفصح اليهودي الذي يبدأ الخميس 6 أبريل 2023 ويمتد أسبوعاً كاملاً.
لا حل سوى المقاطعة
وفي لقاء على قناة “الجزيرة”، قال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن العرب لا يملكون إلا طرد سفراء دولة الاحتلال وبدء حملة مقاطعة دبلوماسية واسعة ضدها لإجبارها على وقف هذا التصعيد “غير المسبوق”، حسب قوله.
وكان مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، قد دعا المسلمين إلى دعم الفلسطينيين ومواجهة العدوان الإسرائيلي، لافتاً إلى أن دولة الاحتلال في طريقها إلى الزوال.
في المقابل، قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، إن التوجه السياسي لبلاده هو” دعم مسار السلام ” مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
لكن حديث قرقاش يتعارض إلى حد بعيد مع ما تقوم به “تل أبيب” من انتهاك لكل الاتفاقيات، وعدم احترام لما أبرمته من اتفاقات “سلام” مع دول عربية مؤخراً، بينها الإمارات، التي قالت إنها قررت التطبيع من أجل تحريك مياه السلام الراكدة والمضي قدماً في حل الدولتين.
الأمر نفسه ينطبق على المغرب، الذي قال عندما أعلن التطبيع مع دولة الاحتلال قبل عامين إنه سيكون أكثر قدرة على دعم حقوق الفلسطينيين ودفع الإسرائيليين نحو تبني حل سلمي معهم، وهو ما لم يحدث منه شيء.
ولم تتخذ الدول العربية حتى إجراء واحداً ملموساً تجاه التصعيد الأخير سوى الإدانة ومطالبة المجتمع الدولي بإجبار “إسرائيل” على احترام القانون الدولي ووقف الاعتداءات على الفلسطينيين.
لا توجد إرادة
المحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع قال إن الجامعة العربية لا تملك أكثر من الإدانة ومناشدة المجتمع الدولي للضغط على الإسرائيليين من أجل وقف تصعيدهم، مشيراً إلى أن الجامعة لا يمكنها فعل شيء منذ قيام الكيان الإسرائيلي.
وفي تصريح لـ”الخليج أونلاين”، قال المناع إن أعضاء الجامعة لا يملكون قوة ولا إرادة الضغط على “إسرائيل”، والجميع يعرف أن الإسرائيليين لن يرتدعوا إلا بالقوة العسكرية، وهو خيار غير متوفر للعرب حالياً.
وخلص المناع إلى أن الوضع العربي لا يشي حتى باحتمالات تحريك الوضع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل الجلوس إلى مائدة التفاوض، ومن ثم فإن حكومة الاحتلال ستواصل تنفيذ مخططاتها في ضم الأراضي الفلسطينية كلها وفق معتقداتها.
وفي تطور لافت، سقطت عشرات الصواريخ القادمة من جنوب لبنان على الشمال الإسرائيلي، أوقعت إصابات، ودفعت سلطات الاحتلال إلى فتح الملاجئ في جميع البلدات الحدودية.
واتهم جيش الاحتلال حركة حماس في لبنان بالوقوف وراء إطلاق القذائف الصاروخية، فيما نفى حزب الله أي مسؤولية حول الهجمات التي نفذت بصواريخ من طرازي كاتيوشا وغراد.
*الخليج أونلاين
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-07 07:06:59
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي