المسيرة الجهادية لفقيد فلسطين الشيخ: نبيل عليوة “أبو الحسن” | وكالة شمس نيوز الإخبارية
كان مخيم بلاطة بمحافظة نابلس شاهداً على ميلاد فارسه النبيل: نبيل حسن محمد عليوة في 9-7- 1957م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا الفلسطيني تعود جذورها إلى بلدة الشيخ مؤنس قضاء يافا المحتلة التي هجروا منها إثر النكبة عام 1948م.
مثلت عائلته نموذجاً في التضحية على طريق حرية شعبنا، فقد كان شقيقه القائد نعيم عليوة من مقاتلي الثورة الفلسطينية، وأوكلت له العديد من المهام السرية والعمليات الفدائية في الأرض المحتلة، حتى ارتقى شهيداً في 14-4-1993م، إثر عملية اغتيال بتفجير سيارته في مدينة صيدا اللبنانية مع نجله حسن البالغ ستة شهور.
تلقى الشيخ “أبو الحسن” تعليمه في مدارس المخيم، إلى أن اندلعت انتفاضة الحجارة عام 1987م، فكان من الناشطين في فعالياتها، مؤمناً بضرورة المواجهة، حتى اعتقلته قوات الاحتلال في 2-3-1993م، وحكمت عليه بالسجن الفعلي 18 عاماً، بتهمة مساعدة مجموعات الفدائيين في محافظة جنين.
تعرف إلى الرعيل الأول داخل الأسر، وخاصة الشهيد المفكر نعمان طحاينة وقد تأثر به كثيراً، فكان ذلك إيذاناً بانتمائه إلى خيار الإيمان والوعي والثورة، كما كان على علاقة وطيدة بالشيخين الأسير نضال زلوم والمحرر وليد الهودلي، وصديقه الأسير الشهيد يوسف العرعير الملقب بـ”الخال”، الذي استشهد داخل سجون الاحتلال نتيجة الاهمال الطبي المتعمد في 22 يونيو 1998م.
مع انطلاقة انتفاضة الأقصى 2000م، شغل عدة مناصب تنظيمية في أكثر من موقع، وتدرج في سلم المهمات الإدارية لأسرى الحركة في عدد من سجون الاحتلال وخاصة في سجن “هداريم”، و”شطة”، و”جلبوع”.
تعرض لمحنة المرض وبدأ تظهر عليه علامات الإعياء أثناء اعتقاله في عزل الرملة عام 2002م، واشتد عليه بسبب الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، رفضت إدارة السجون معالجته وتقديم العلاج له، ثم أفرج عنه بعد أن أمضى 18 عاماً، لكن المرض لم يغادر جسده، وبقي يعاني منه طوال سنوات حياته.
أحبه جميع إخوانه وأبناء شعبه، حيث حافظ على علاقة وطيدة وطيبة برفقة الأسرى في سجون الاحتلال ومع المحررين خارجها، وكان معروفاً بدماثة خلقه وسلامة صدره وطيبة قلبه وحلاوة روحه، وعهد عليه المزاح الطيب والفكاهة والدعابة، صابراً في وجه المحن والابتلاءات، محتسباً كل اَلامه وأوجاعه.
خلال فترة اعتقاله الطويلة في سجون الاحتلال، تعرض للعديد من إجراءات القمع والعزل، ففي 26-1-2010م، قامت إدارة سجن “شطة” بعزله بسبب إلقاء خطبة الجمعة دفاعاً عن رسول الله والإساءة التي تعرض لها في دول الدنمارك والنرويج.
أفرجت عنه قوات الاحتلال في 20-9-2010م، بعد أن أمضى محكوميته البالغة 18 عام، ولم يستطع خلالها وداع والده وعدداً من أفراد عائلته، ثم انتقل للسكن مع عائلته ونجليه في قربة “الجربة” بالحي الشرقي من مدينة جنين.
كان له حضور بارز على المستوى النخبوي والجماهيري في العديد من الفعاليات التنظيمية والجماهيرية لدعم ومساندة الأسرى في سجون الاحتلال والمعزولين والمضربين عن الطعام التي تفجرت ثورتها عام 2015م، والوقوف إلى جانب حقوق عوائل الشهداء والأسرى.
يعد من الوجهاء والشخصيات الاعتبارية في محافظة جنين وشمال الضفة المحتلة، وعضواً في لجنة الإصلاح التابعة للحركة، وفي لجنة مسجد الشهيد القائد محمود طوالبة، وكان يسعى بين الناس في الخير، وصاحب دور مشهود في الصلح بين المتخاصمين حتى أيامه الأخيرة لم تتوقف جهوده في الإصلاح.
تدهورت حالته الصحية في الفترة الأخيرة، وانتقل مؤخراً إلى مستشفى المقاصد بالقدس حتى ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها مساء الأربعاء 1-2-2023م، بعد مسيرة حافلة بالصبر على الابتلاء والسجن والمرض، والتضحية من أجل حرية شعبه وكرامته، والعطاء اللامحدود لأهله وإخوانه ورفاق دربه.
إلى جنات الخلد يا شيخنا أبا الحسن، وجزاك الله خيراً بما قدمت وصبرت
المصدر
الكاتب:وكالة شمس نيوز الإخبارية – Shms News
الموقع : shms.ps
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-02 12:30:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي